مكافحة مرض الجذام في الهند تصطدم بأحكام مسبقة
آخر تحديث GMT 07:17:55
المغرب اليوم -

مكافحة مرض "الجذام" في الهند تصطدم بأحكام مسبقة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مكافحة مرض

غانغا كالشيتي في نيودلهي
نيودلهي - أ.ف.ب

كان عمر غانغا كالشيتي عامين عندما اعلنت الهند سنة 2005 التغلب على الجذام، ما اعطى الامل لعائلة هذه الفتاة بخلاصها من هذا الداء الفتاك والعار الاجتماعي المرافق له... لكنها تعيش اليوم في تجمع خاص للمصابين بهذا المرض .

فقد شهدت الهند ارتفاعا مقلقا في عدد الاصابات في الجذام منذ عشر سنوات وباتت تعد اكثر من نصف الحالات الجديدة المسجلة سنويا في العالم والبالغ عددها مئتي الف حالة.

كالشيتي البالغة 12 عاما عاشت طوال حياتها بين اشخاص مصابين بالجذام. فعدد كبير من اقربائها يعانون هذا المرض كما ان كابوسها تحول حقيقة قبل سبع سنوات عندما شخص الاطباء اصابتها ايضا بالجذام.

وتقول الفتاة لوكالة فرانس برس من نيودلهي "لا اريد ان اعاني مثلهم..."، وذلك خلال مشاهدتها يدي جدتها اللتين اصبحتا بشكل لولبي بما يشبه المخالب نتيجة للجذام.

ويسبب هذا المرض المزمن المعدي تشوهات في الجلد كما يؤثر على الوصلات العصبية لكنه في حال تم تشخيصه ومعالجته باكرا يصبح غير معد ويمكن معالجته في فترة تراوح بين 6 و12 شهرا. لكن في حال عدم معالجته يترك مرض الجذام تشوهات.

ويبدي س.م. اغراوال المسؤول عن برنامج الحكومة الهندية لمكافحة هذه الافة قلقه ازاء العدد الكبير من الاطفال المصابين بالجذام. ويقول لوكالة فرانس برس "الحالات المعلنة للاطفال تدفع الى الاعتقاد بانتقال العدوى حديثا وبشكل فاعل".

ويشير اغراوال الى ان "الاعلان عن استئصال الجذام سنة 2005 دفع الى تراجع في الحذر. وقد تصدرت امراض اخرى اولوية الاهتمامات".

ويعتبر ان "الهند اوقفت منذ عشر سنوات الجولات الميدانية على المنازل لرصد الحالات المشبوهة، في قرار زاد خطر الاصابات".

وتسمح منظمة الصحة العالمية لأي دولة الاعلان بأن مرض الجذام لم يعد يمثل خطرا على الصحة العامة في حال تراجع عدد الاصابات الى اقل من حالة لكل عشرة الاف شخص. وتسجل الهند مستويات اصابات ادنى من هذا المعدل على المستوى الوطني لكن الامر ليس كذلك في بعض المناطق.

ففي 2013 - 2014، تم الاعلان عن حوالى 127 الف حالة جديدة في الهند بينها زهاء 12 الف طفل. وفي نيودلهي وحدها ثمة 1145 حالة.

وبسبب وصمة العار التي تطال المصابين بالجذام في المجتمع، يضطر هؤلاء للعيش في تجمعات خاصة موزعة في سائر انحاء البلاد. لكن الفقر والنقص في التجهيزات الصحية والاكتظاظ السكاني عوامل تفاقم خطر تفشي العدوى.

وتعيش شيف شانكار تيواري في احد هذه التجمعات الخاصة. هذه المريضة السابقة تعيش في منزل مصنوع من الطوب والحجر بنوعية رديئة كما ان تشخيص الاصابة بالمرض لدى ثلاثة من ابنائها الستة تسبب لها بصدمة كبيرة.

ويعاني اثنان من اولادها تشوهات بسبب وقف العلاج. وتقول هذه الوالدة البالغة 55 عاما بصوت تخنقه الحسرة "لم نكن نعلم اهمية متابعة العلاج".

ويمكن لمرضى الجذام الشفاء إذا ما تمت معالجتهم باكرا. لكنهم لا يزالون يتعرضون للتمييز في المجتمع. وفي السابق كان يتعين على المصابين بهذا المرض التجول مع اجراس لتنبيه الاشخاص الاخرين بوجودهم. اليوم، حتى في حال شفائهم، لا يمكنهم الحصول على رخص قيادة ووثائق عدة اخرى في ولايات هندية عدة كما ان ايجاد عمل يمثل مهمة شبه مستحيلة ولا يبقى امامهم اي خيار سوى التسول.

ويقول ب.ر. مانغلاني منسق المنظمة غير الحكومية "نيذرلاندز ليبروزي ريليف فاونديشن" التي تعمل مع مرضى الجذام في العاصمة الهندية وتسدي لهم النصائح، إن "الوصمة التي تلحق بالمرضى مخيفة".

وفي حين تطمح الحكومة الى القضاء بالكامل على الجذام خلال السنوات العشر المقبلة، لا يزال التحدي الاكبر يتمثل في فترة الاحتضان للمرض التي قد تصل الى 20 عاما ما يعقد عملية كشفه، وفق ما اشار المدير العام لخدمات الصحة الهندية جاغديش براساد.

ويوضح لوكالة فرانس برس ان "استراتيجيتنا تقوم على معاودة الجولات على المنازل ومعالجة المرضى وإعطاء جرعة من الدواء من باب الوقاية لاعضاء عائلاتهم"، مضيفا "بهذه الطريقة تخلصت البلدان الغربية من الجذام".

كما تساعد منظمة الصحة العالمية الحكومة الهندية على سد الثغرات في برنامجها لمكافحة المرض وتعهدت "بشكل جدي جدا" القضاء على الجذام "على مستوى الولايات والمقاطعات"، بحسب المتحدث باسم المنظمة في الهند ناتا مينابدي.

لكن هذا التعهد يأتي متأخرا بالنسبة لكالشيتي التي ظهرت على أحد ذراعيها بقع بيضاء، اول مؤشر على الاصابة بالجذام. وتقول هذه الفتاة "لن اعود يوما فتاة طبيعية. مهما حصل، اصدقائي في المدرسة لن يروا في سوى الفتاة الآتية من تجمع مرضى الجذام".

yeslibya
yeslibya

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مكافحة مرض الجذام في الهند تصطدم بأحكام مسبقة مكافحة مرض الجذام في الهند تصطدم بأحكام مسبقة



تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 19:47 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

كلوب - تراوري لا يُصدَق- أحيانا لا يمكن إيقافه

GMT 16:19 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

كيف تفهم نفسك

GMT 09:47 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

فوز كبير للمنتخب المغربي على نظيره التونسي

GMT 19:25 2019 الجمعة ,12 إبريل / نيسان

مكاسب معنوية ومادية خلال الشهر
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya