لم تتردد "حنان هـ."، ربة منزل وأم لـ3 بنات، كثيرًا عندما ساومتها حماتها "أفياد. م" 57 عامًا، على عودتها لزوجها مقابل قتل ابن أحد أشقائها، ثأرًا لحفيدها الذي تتهمها بقتله، وقبلت الزوجة العرض وقتلت 3 أطفال جدد، وأحرقت جثثهم في فرن منزلها، لتخفي ملامح جريمتها التي هزّت قرية الدنافقة في مركز دار السلام، جنوب محافظة سوهاج.
وقالت المتهمة "حنان" في تحقيقات النيابة، إن حماتها "أفياد. م"، اتهمتها بأنها وراء اختفاء حفيدها "آدم - عامان"، بعد أن قتلته لغيرتها منه، لكونها لا تنجب أبناء ذكورًا، فضغطت على ابنها لتطليقها، وهو ما حدث فعلًا، قبل أن تعود وتساومها على الرجوع لزوجها مرة أخرى مقابل الثأر لـ"آدم"، بقتل أحد أبناء أشقائها الذكور.
وأكملت "حنان" أنها قررت تنفيذ رغبة حماتها، وتوجهت إلى منزل أبيها الذي يقيم فيه أشقاؤها وأبناؤهم، ولا يبعد عن منزلها سوى مئات الأمتار، واختطفت ابن بنت عمها، وهو الطفل "يوسف ع. ع." 4 أعوام، كقربان لحماتها حتى تعود لأحضان زوجها، وعندها سلمته لحماتها وتخلصتا منه بالخنق، ثم الحرق في الفرن البلدي، أعلى سطح المنزل، في بداية شهر ديسمبر عام 2016.
وأضافت "حنان" أنها ظنت وقتها أنها نالت رضاء حماتها، وأنها ستعود لزوجها، لكن حماتها أصرّت على طلبها الأول، وهو الثأر لحفيدها "آدم" بقتل ابن أحد أشقاء "حنان"، وليس أقاربها، عندها فكرت "حنان" في تحقيق ما طلبته الحماة، لكن بعد تمويه أبناء القرية وتضليلهم جيدًا، خاصة بعدما انتشرت شائعة بين الأهالي عن خطف الأطفال للاتجار في الأعضاء.
وقررت حنان أن تُبعد الشبهات عنها بصورة أكبر، فخطفت في شهر يوليو من العام الجاري، الطفلة "دينا. أ. ع - 3 أعوام"، وشهرتها "حنين"، بعد أن استدرجتها بناتها الثلاثة للعب معًا لعبة "الاستغماية" في منزلها، وأثناء لعب الأطفال، صعدت بها "حنان"، إلى أعلى المنزل، وخنقتها ثم أحرقتها في الفرن، لتؤكد شائعة تجارة الأعضاء، وتُبعد الشبهة عنها.
إلا أن ذلك لم يروِ تعطّش الحماة للدماء، وأصرّت على قتل أحد أبناء أشقاء "حنان"، فاختطفت الأخيرة الأسبوع الماضي، نجل شقيقها الطفل "محمد. س. هـ. - 3 أعوام" وخنقته، ووضعته في غسالة الملابس، ثم وضعته في الفرن وأشعلت فيه النيران، إلا أن أمرها افتضح وضُبطت من قبل ضباط وحدة مباحث دار السلام متلبّسة، وهي توقد النيران أكثر في الفرن البلدي لتزيد من حرارتها للتخلّص من الجثة.
واعترفت "حنان" أمام الرائد محمد أبو العطا، رئيس وحدة مباحث دار السلام والنقيب كريم علام، معاون مباحث مركز دار السلام، بارتكاب الوقائع سالفة الذكر بتحريض من حماتها "أفناد"، للثأر للطفل "آدم"، ومعايرة البعض لها بعدم قدرتها على إنجاب الذكور، وقال "أحمد. ع" والد الضحية "حنين": "لم أصدّق أن ترتكب "حنان" تلك الواقعة البشعة، خاصة أنها من سيدات المنطقة المشهود لهن بالطيبة، لم أصدّق إلا عقب اعترافها أمام ضباط المباحث وفي النيابة العامة بارتكاب الوقائع، وأطالب بتطبيق أقصى عقوبة عليها".
وأشار الواد إلى أن "حنان" وقت اختفاء ابنته حنين، والبحث عنها كانت تشاركهم البحث، وتواسي زوجته، وهو ما جعل البعض يؤكد مقولة "تقتل القتيل وتمشي في جنازته"، مضيفًا "صدام م." ابن عم والد الضحية "حنين" أن أبناء القرية منعوا أطفالهم من الخروج من البيوت، خوفًا عليهم بعد كشف غموض الواقعة، لافتًا إلى أن بعض أولياء الأمور يصطحبون أبناءهم للمدرسة، ولا يتركونهم يذهبون بمفردهم.
وأوضح "الزناتي أ. م." والد الضحية "آدم" ونجل "أفناد" وشقيق زوج "حنان"، أنه كان مسافرًا للكويت وحضر إلى القرية أمس السبت، عقب إخباره بالواقعة البشعة، مضيفًا: "حنان" تحولت إلى إنسان متوحش، وأصبحت تهدّد من يختلف معها من المنطقة بأبنائه، وتقول له: "خاف على أولادك مني"، مشيرًا إلى أن المتهمة والضحايا أقارب كلهم، وأنهم سيقتصون من المتهمتين بالقانون.
وكان مدير أمن سوهاج، اللواء عمر عبدالعال، تلقى إخطارًا من مأمور مركز شرطة دار السلام باختفاء الطفل "محمد. س. هـ" 3 أعوام، ويقيم بناحية قرية أولاد يحيى دائرة المركز، وتبين من خلال التحريات التي قادها العميد محمود حسن، رئيس مباحث المديرية وأشرف عليها اللواء خالد الشاذلي، مدير المباحث الجنائية أن وراء الواقعة "حنان. هـ. م" عمة الطفل، وأنها قتلته ووضعته في فرن بلدي بالمنزل، وأشعلت النيران للتخلّص من جثته وإخفاء جريمتها، إلا أنه أثناء معاينة فريق البحث لمنزل الطفل شوهد اشتعال النيران بكثافة في فرن المنزل أعلى السطح وانبعاث رائحة كريهة منه، وتم إخماد النيران بمساعدة الأهالي وتم العثور على جثة الطفل متفحمة داخله.
وتم توقيف المتهمة، وبمواجهتها اعترفت بارتكاب الواقعة بتحريض من والدة زوجها "أفناد. م. ن"، وأضافت أنها وراء ارتكاب الواقعة المسجلة بالمحضر رقم 78 لعام 2017 بشأن اختفاء الطفل "ي. ع. ع"، والأخرى المسجلة بالمحضر 2796 إداري، مركز دار السلام لعام 2017 بشأن اختفاء الطفلة "د. أ. ع"، وشهرتها "حنين".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر