دبي ـ المغرب اليوم
يبدو أحيانا أن إمارة أبو ظبي تعاني من عقدة النقص أو الشعور بالدونية. وتعتبر أبو ظبي من بين المدن الأغنى على وجه الأرض، وواحدة من أكثر المناظر الطبيعية الخلابة للصحراء. ولكن، تشبه هندستها المعمارية وأماكنها العامة، النمط الأوروبي.
وكشف المصمم البريطاني توماس هيثرويك عن خططه بتصميم متنزه "الفاية" المستلهم من الواحات الصحراوية. واشتهر هيثرويك بتصاميمه ذات المستوى العالمي، من بينها تصاميم دورة الألعاب الأولمبية وجسر المتنزه في لندن.
وقال هيثرويك إن "منتزه الفاية سيتضمن سلسلة من التركيبات أو الأبنية التي تمثل مساحات صحراوية متصدعة، وسيتم رفعها على أعمدة لتشكل غطاء طويلاً على طول مساحة المتنزه."
وستشكل القطع المرتفعة مظلات جزئية تسمح للعشب بالنمو، فضلاً عن حماية النباتات من الطقس الحار في فصل الصيف.
وأوضح هيثرويك أن "بعض المنتزهات التي توجد في الإمارة، بنيت على أساس مفهوم الرومانسية التي تتميز به الحدائق الأوروبية،" مضيفاً: "كأن منتزهاً في باريس سقط من السماء على أرض أبو ظبي."
ويأمل هيذرويك في تجديد فخر العاصمة الإماراتية للأمكنة، إذ رأى أن هناك مفهوم سائد يتمثل بالتهرب من صورة الصحراء، بدلاً من الإحتفال بتفرد جماليتها. ويستخدم هيثرويك الحديقة تحت غطاء الأرض المتصدعة والتي تحتضن كل جماليات الطبيعة والنباتات الأصلية بمثابة سلاحه المفضل للتأكيد على جمالية الصحراء.
وغطي المنتزه بمظلة على ارتفاع 20 متراً، وسيوفر مساحات للالتقاء بأفراد العائلة والأصدقاء والقيام بالنزهات، بالإضافة إلى إقامة المهرجانات والإحتفالات. وتوفر المظلات بمثابة غطاء جزئياً للنباتات، إذ تساهم القبة في خفض كميات المياه المتبخرة.
وستعيش تحت قبة المنتزه (أي خليط من الستائر التي عقدت من قبل عدة أعمدة) حدائق مورقة من بينها أشجار النخيل والخضار، ومقاه عدة، ومكتبة عامة.
ومن المتوقع أن تمثل حديقة "الفاية" بديلاً اجتماعياً عن مراكز التسوق التجارية، حيث تزدهر عادة العلاقات الإجتماعية هرباً من قساوة المناخ في دول الخليج.
وسيقدم المنتزه المسقوف مظهر متموج خلافاً لشكل المدينة المسطحة.
واعتمد هيثرويك على رمال الصحراء لخلط الخرسانة وذلك للحد من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، فضلاً عن توفير الحديقة المسقوفة للكثير من المياه المحلاة اللازمة لري النباتات من خلال الحد من التبخر.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر