محافظة البصرة يغرق سكانها في المياه المالحة والملوثة
آخر تحديث GMT 07:17:55
المغرب اليوم -

محافظة البصرة يغرق سكانها في المياه المالحة والملوثة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - محافظة البصرة يغرق سكانها في المياه المالحة والملوثة

المياه الملوثة
بغداد -المغرب اليوم

ينتظر يونس سليم على سرير جناح الطوارئ في مستشفى البصرة أنَّ يعاينه أحد الأطباء المنهمكين في علاج المرضى، إثر إصابته بتسمم سببته المياه الملوثة، كما هو حال آلاف العراقيين من أبناء هذه المحافظة الجنوبية.

ويشهد العراق نقصًا كبيرًا في منسوب المياه بسبب الجفاف، تعيش البصرة وسط معاناة المياه الملوثة والمالحة ونقص الخدمات العامة وانقطاع التيار الكهربائي وفتحات مجارٍ مفتوحة وتلوث الهواء بسبب مشاعل احتراق تنتشر في حقول نفطية في المنطقة.

ومع معاناة يونس سليم من الألم بسبب المغص بعد خطئه بشرب مياه الصنبور نظرًا لارتفاع ثمن المياه المعدنية، ينظر إلى آخرين حوله يتلقون حقنا لمعالجة الجفاف الذي أصابهم بسبب الإسهال الحاد.

ويروي سليم لوكالة الصحافة الفرنسة " نُعطي مياهًا معدنية فقط لأطفالنا الثلاثة، لكنني وزوجتي نشرب في أغلب الأحيان مياه الصنبور".

وقال رياض عبد الأمير المدير العام لدائرة الصحة في البصرة " إنَّه منذ 12 آب / أغسطس استقبلنا أكثر من 17 ألف حالة إسهال ومغص وتقيؤ في محافظة البصرة، وهي بين أكثر المحافظات اكتظاظًا بالسكان في البلاد والوحيدة التي تطل على الخليج، لكنه حذر من أنَّه رغم أن حالات التسمم حميدة حتى الآن وجميع المرضى يعودون إلى منازلهم، إلّا أنَّ الوضع يزداد سوءًا". 

وقال عبد الأمير" إنَّه لم يواجه مثل هذه الأزمة على مدى 11 عامًا من عمله، تزامنًا مع خدمات عامة متداعية وارتفاع في الأسعار".

وأعرب عبد الأمير عن قلقه لأن المياه المالحة ذات التركيز المنخفض جدًا من الكلور في ظل درجات حرارة منخفضة متوقعة خلال موسم الخريف، تشكل أجواء مواتية لظهور الكوليرا.
بدورها، تبذل أم حيدر وهي بائعة في أحد أسواق البصرة، جهودها لتوفير المياه النقية لعائلتها المؤلفة من 30 شخصًا. 

وأضافت أم حيدر " إنَّ ألف لتر تكلف 20 ألف دينار (نحو 17 دولار) وخلال نصف ساعة نشرب ونغسل للأطفال، ولا يبقى منها شيء"، فيما كانت الكمية نفسها تكلف سابقا 5 آلاف دينار".

ومن جهته ، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي واجه خلال الشهرين الماضيين، احتجاجات شعبية واسعة في البصرة " إنَّ معدلات الملوحة في المياه في ارتفاع منذ عقود فيما ينخفض تركيز الكلور، وهناك "نقص في الأمطار" هذا العام".

ويتقاسم العراق وإيران شط العرب حيث يصب نهرا دجلة والفرات مياها عذبة، لكنها تختلط بمياه البحر المالحة القادمة من الخليج.

وأصبحت مياه الخليج المالحة تتقدم لمسافة 40 كيلومترا داخل مجرى النهر شمال مدينة البصرة.

وقامت تركيا وإيران خلال سنوات من الحروب المتكررة التي شهدها العراق، بإقامة سدود على مصبات الأنهار المشتركة مع العراق، الأمر الذي أدى إلى انخفاض حاد في منسوب المياه، ما تسبب في تغييرات بيئية، وبالإضافة إلى ارتفاع نسبة الملوحة، هناك نفايات يحملها النهران، بينها مياه صرف صحي في هذا البلد الذي يبلغ سكانه 38 مليون نسمة.

وتتدفق مياه الصرف الصحي في البصرة عبر قنوات مفتوحة إلى شط العرب، بالإضافة إلى مواد ملوثة أخرى سببها صناعات نفطية، تمثل هذه المصدر الرئيسي لميزانية البلاد، وهناك مصانع بتروكيماويات إيرانية في الجانب الإيراني من شط العرب.

وقال فيصل عبد الله، عضو مفوضية حقوق الإنسان الحكومية" إنَّ شط العرب أصبح مكبا للنفايات، ولم تجدد محطات المعالجة منذ 15 عامًا".

وتدعو المفوضية إلى إعلان البصرة محافظة منكوبة لتطلق الحكومة موارد لها وتبذل جهود لتأمين حصصها المائية انطلاقًا من سدود على منابع المياه.

وقال عبد الله" إنَّه من المفترض أن يصل المحافظة 75 مترًا مكعبا من المياه في الثانية الواحدة، لكن ما يصل فعلًا هو 59 مترًا مكعبًا في الثانية" بسبب استغلال محافظات تمتد على النهرين للمياه في ظل تدفق عالٍ للمياه ، بدلًا عن مياه الخليج التي تتصاعد في محافظة البصرة".

ويقول كاظم الغيلاني وهو مهندس زراعي كان يجري اختبارات بمساعدة جهاز فحص نسبة الملوحة " إن الملوحة تبلغ 12 مليغرام لكل كيلوغرام من الماء، وفي الأمر الطبيعي، تتراوح بين 1 إلى 1.5 مليغرام".

وتتواصل مظاهرات يومية أمام مبنى مديرية صحة البصرة، يقول الطبيب عبد الأمير" نحن نعالج نتائج الأزمة، لكن البحث عن أسبابها عند جهة أخرى"، في إشارة إلى مناطق أخرى. ودافع رئيس الوزراء عن حكومته بالقول" لا يمكننا أن نلوم الحكومة الحالية"، مشيرًا إلى أن صيانة المياه وتنقيتها من مسؤولية المحافظات.

yeslibya
yeslibya

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محافظة البصرة يغرق سكانها في المياه المالحة والملوثة محافظة البصرة يغرق سكانها في المياه المالحة والملوثة



GMT 20:44 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

السودان يؤكد انسياب الصادرات الحيوانية إلى السعودية

GMT 08:46 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

هزة أرضية بقوة 1ر5 درجات تضرب جنوب شرق إيران

GMT 08:35 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تشارك فى الاجتماع الـ 16 لمجلس الوكالة الدولية للطاقة

GMT 04:47 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتلال يقتلع 200 شجرة زيتون ويجرف 13 دونما في بيت أولا

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 21:05 2017 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الجهاز الفني للأحمر يُوافق على طلب وليد أزارو

GMT 22:26 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

ريتا حرب تؤكد أن تجربتها مع الجمهور المصري مرعبة

GMT 10:45 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

درس علمي بتعاوني الملحاء والمخلاف الثلاثاء

GMT 05:04 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

مهرجان "ضيافة" يعلن شروط الترشح لجائزة أفضل مدوّن في دبي"

GMT 16:36 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

العجز المالي لمولودية وجدة يبلغ 700 مليون سنتيم

GMT 02:43 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

حسن الرداد في ضيافة "أبلة فاهيتا" في "الدوبلكس"

GMT 02:50 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سعر الدرهم المغربي مقابل الدولار الأميركي السبت

GMT 05:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

بغداد صباح الجمعة

GMT 03:44 2016 الخميس ,04 شباط / فبراير

علاج الدوالي في 4 أطعمة

GMT 00:42 2016 الثلاثاء ,12 تموز / يوليو

اكتشفي أسباب عدم بكاء الطفل حديث الولادة

GMT 00:58 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

وصول قيمة لاعبي منتخب المغرب نحو 100 مليون أورو
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya