حدائق لنباتات نادرة في العالم في المغرب
آخر تحديث GMT 07:17:55
المغرب اليوم -

حدائق لنباتات نادرة في العالم في المغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - حدائق لنباتات نادرة في العالم في المغرب

الرباط - وكالات

في بلدة صغيرة قرب العاصمة المغربية الرباط، وعلى امتداد أكثر من 4 آلاف هيكتار من الأراضى، تتعالى شامخة أشجار استوائية بالقرب من أحواض تطفو على سطحها نباتات مائية، وتمتد على مساحات شاسعة مشاتل لأزهار لا تزهر إلا فى المناخ الآسيوى، ونباتات نادرة جلبت من مناطق بعيدة، لتتآلف جميعها فى "الحديقة العجيبة". "الحديقة العجيبة"، الواقعة ببلدة "بو قنادل" (16 كيلومترًا شمال الرباط)، يزيد على 63 عامًا، وصنّفها المغرب تراثًا طبيعيًا وطنيًا؛ لما تتضمنه من مخزون طبيعى نباتى نادر فى العالم، حيث يعود تاريخ إنشائها إلى عام 1950، بعد أن قرر المهندس الزراعى الفرنسى "مارسيل فرنسوا" الاستقرار فى المغرب، بحسب مسؤولين بالحديقة. وبدأ "فرانسوا" تجربة علمية على أرض اقتناها فى "بو قنادل"، من خلال محاولته زراعة نباتات مائية استقدمها خلال جولاته فى مناطق طبيعية مختلف عبر العالم، داخل أحواض وصهاريج، ليحاكى بذلك تجارب كان يقوم بها فى فرنسا داخل أحواض اصطناعية. مناخ المغرب وأجواؤه المعتدلة ساعدت المهندس الفرنسى فى إنجاح تجاربه العلمية، ليتمكن بعد سنوات من العمل الدؤوب من إنشاء حديقة عجيبة تتساكن فيها أصناف غريبة من النباتات والأشجار النادرة؛ ما جعلها أقرب إلى محمية للنباتات الغريبة. وقد عمل المهندس الفرنسى على أن يجعل من المساحات الزراعية التى اقتناها حدائق ومختبرًا لتجاربه فى زراعة أنواع نباتية غريبة، حيث أتى بحوالى ألف نوع من النباتات والزواحف النادرة من مناطق مختلفة فى العالم. وبعد استقلال المغرب عن فرنسا عام 1956 استرجعت الدولة المغربية من كل الفرنسيين الأراضى التى كانوا يملكونها، ومن بينها حديقة "مارسيل فرنسوا"، التى أضحت ملكا عاما للدولة وصنفها المغرب مؤخرا تراثًا طبيعيًا وطنيًا. المتجول بين جنبات الحديقة، يتسلق مغاراتها التى أقامها المهندس الفرنسى بهدف إضفاء طابع شبيه بالطابع الاستوائى عليها، وإلى جانب المعلومات التى يحصلها عن أنواع النباتات وطرق تكاثرها ومواعيد إزهار الأوراق وتشكل البذور، يحصل كذلك على معلومات حول طرق حماية البيئة والحفاظ عليها، وأنواع الأسمدة العضوية التى تستعمل فى الحديقة، ورسوم تخطيطية تفصيلية عن النباتات والطيور والزواحف فى الحديقة. وفى جو شبيه بالمناخ الآسيوى الشرقى، وفى أحواض مائية أقيمت مشاتل لأزهار اللوتس ذات الطبيعة الخاصة، وهى أزهار تكتسى طابعًا خاصًا فى الذاكرة الثقافية للحضارات القديمة، والتى تعتبرها بعض الحضارات الزهرة المقدسة وتشكل عنصرًا أساسيًا فى رسوماتها ومخطوطاتها القديمة. ويبادر زوار الحديقة برشق هذه الأزهار بقطرات من الماء، لتتساقط تلك القطرات تباعًا وتعود إلى الحوض المائى دون أن تتمكن من أن تبلل أوراق اللوتس. يستغرب أحد زوار الحديقة قائلا: "ربما هذا ما جعل هذه الزهرة تسكن خيال وبال المصريين القدماء، فهى زهرة تنبث فى الماء ولكنها تقاومه بعنفوان". غير بعيد عن الحديقة الآسيوية، أقيمت حديقة أندلسية على ذات الطراز المعمارى السائد فى الحدائق الإيبيرية الأندلسية، حيث تقام صحون مائية وفق نظام خاص للرى، وتزرع على جنباتها أنواع من الأزهار والورود المختلفة بألوان شتى، لترسم الحديقة التى تزينت أرضيتها بفسيفساء أندلسية خاصة، وأقواس تعلوها نقوش زهرية تحاكى الأزهار المتوسطية النادرة التى تتوفر عليها الحديقة الأندلسية، مشهدًا يعيد إلى الأذهان الحدائق التى اشتهرت بها المدن الأندلسية والمغربية على حد سواء. فى قسم آخر من الحديقة العجيبة، وعلى شاكلة الغابات الإفريقية الإستوائية، أقيمت أكواخ من القش شبيهة بتلك التى تقيمها القبائل فى هذه المناطق، تحيط بها أشجار نادرة لا تعيش إلا فى المناخ الاستوائى، لكنها نجحت فى أن تبقى على قيد الحياة فى مناخ المغرب المعتدل بفضل الرعاية. ونجح المهندس الفرنسى فى إقامة هذه الحدائق، التى تجسّد مناطق جغرافية محددة كان قد زارها فى السابق وبقيت تفاصيلها الجمالية وخصائصها الطبيعية عالقة فى ذهنه، بحسب مسؤولين بالحديقة. وبجانب الحديقة الآسيوية والأندلسية والاستوائية، توجد حدائق أخرى شبيهة بنظيراتها فى بعض البلدان البعيدة جغرافيًّا عن المغرب، كحديقة "الغابون" و"البرازيل"، نظرًا للتنوع الطبيعى والنباتى الذى تتميّز به الطبيعة الجغرافية لهذه البلاد. وتقول إدارة الحديقة إنها تهدف إلى القيام بعملية توسعة لهذا الفضاء الطبيعى دون أن تمس "الحديقة العجائبية"، حيث أقرّت مشروعًا يهدف إلى ضم حوالى 3 آلاف هكتارات (الهكتار الواحد يساوى 10 آلاف متر مربع) من الأراضى لتتخذ هذه المرة طابعًا وطنيًا مغربيًا صرفًا، عبر جلب بعض الأنواع النباتية الطبيعية الموجودة فى مناطق مغربية متعددة وجمعها فى فضاء واحد، لتعريف الزوار بالثروات الطبيعية المغربية.

yeslibya
yeslibya

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حدائق لنباتات نادرة في العالم في المغرب حدائق لنباتات نادرة في العالم في المغرب



تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 15:51 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

اعتقال المفكر الإسلامي طارق رمضان بسبب تهمة الاغتصاب

GMT 10:22 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

نفاذ تذاكر حفلات مهرجان "فبراير الكويت" بعد فتح مراكز البيع

GMT 00:58 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

عطر "أمواج ليريك" يمتعك بحضور طاغي في 2018

GMT 04:59 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

نشوب احتجاجات عدة في إيران عقب مقتل 12 شخصًا

GMT 05:05 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

لندن تستقبل 2018 بمجموعة من العروض المبهرة والمهرجانات

GMT 03:18 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

الأمن يحقق في قضية انتحار طفل في الدارالبيضاء

GMT 21:22 2014 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

ضبط 300 ألف وحدة أقراص "مهلوسة" في المغرب

GMT 13:54 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

خمسة أشكال لخيانة الزوج لزوجته
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya