مراكش - ثورية ايشرم
تنكب السُّلطات الإقليميَّة في منطقة العطاوية ضواحي مراكش، خلال هذه الفترة، على تطبيق مجموعة من الإجراءات والتَّدابير الاستباقيَّة الوقائيَّة، لحماية المجال البيئي للإقليم من تبعات مخلفات معاصر الزَّيتون.
وتوجد في العطاوية على مساحة تقدر بـ 147 ألف هكتار مغروسة بأشجار الزيتون، إلى جانب 64 معصرة للزيتون، منها 40 وحدة عصرية و24 شبه عصرية، ثم قرابة 3 آلاف تقليدية، مما يجعل مخلفاتها من مادة المرجان سنويا مصدرا ملوثا لموارد المياه السطحية.
وأنجزت اللجنة الإقليمية المختلطة المكلفة بمراقبة وتتبع المعاصر زيارات ميدانية تفقدية لعدة وحدات لاستخلاص زيت الزيتون في الإقليم، نبهت خلالها أصحاب المعاصر إلى ضرورة تسوية وضعيتها القانونية من الناحية التعميرية والبيئية، تبعا للدراسات البيئية المنجزة في العام 2012، قبل حلول موسم جني الزيتون.
وحرصت اللجنة على أن يسرع أصحاب المعاصر ببناء صهاريج لتجميع وتبخر مادة المرجان، تتوفر فيها المعايير التقنية المطلوبة، مع احترام بنود كناش التحملات، خصوصا كميات الزيتون المرخص عصرها، وتغطية الصهاريج خلال الأيام الممطرة لتجنب امتلائها وتدفقها على الأراضي، ثم تحسين النظافة وظروف العمل بالوحدات، حسب ما أورده بلاغ من قسم التواصل في إقليم العطاوية ضواحي مراكش.
وتتكون اللجنة الإقليمية المختلطة المكلفة بمراقبة وتتبع المعاصر من ممثلي قسم التعمير والبيئة بالعمالة وملحقة الوكالة الحضرية لمراكش ومصلحة البيئة التابعة للدرك الملكي في الإقليم ووكالة الحوض المائي، وتشرف على الزيارات الميدانية منذ شهر أيار/ مايو الماضي.
أفاد رئيس مصلحة التواصل بقسم العمال الاجتماعي في المنطقة حسن الوالي، لـ "المغرب اليوم" بأن "السلطة الإقليمية وباقي المصالح المعنية شددوا على ضرورة تدارك مخاطر عصر الزيتون على الأراضي الفلاحية المزروعة والمنابع المائية، عبر تطبيق عدد من الإجراءات والاحتياطات التي تدارسها ممثلو القطاعات الحكومية المعنية، من بينها قطاع الماء والبيئة بوزارة الطاقة والمعادن، ووزارة الفلاحة والصيد البحري، ووكالة الحوض المائي، وأرباب المعاصر والمنتخبين في يوم دراسي تحسيسي ينظم في تشرين الأول/ نوفمبر من كل عام".
كما اتخذت مجموعة من الإجراءات برسم موسم جني الزيتون للعام 2013، أسفرت حصيلتها عن إصدار قرارات إغلاق 7 وحدات وتخلي أرباب 4 معاصر عن استغلال وحداتهم بفعل عجزهم عن تطبيق قرارات اللجنة الإقليمية للمراقبة، كما أعدت الدراسات البيئية التي تهم 18 وحدة التي لم تكن تتوفر عليها، منها 4 وحدات بالمنطقة.
ويتوفر إقليم العطاوية على مساحة تقدر بـ 174 ألف هكتار مغروسة بأشجار الزيتون بإنتاج سنوي بمعدل 180 ألف طن، ما يجعلها المورد الأساسي لمدخول السكان.
واستثمارا لمنتج الزيتون الذي يعد وفيرا بالمنطقة، أنشئت عدة معاصر استخلاص زيت الزيتون يبلغ عددها 64 وحدة، منها 40 عصرية و24 شبه عصرية، جرى الترخيص لمعظمها قبل صدور القوانين الخاصة بالبيئة، بالإضافة إلى 3000 معصرة تقليدية جلها لا تشتغل، الأمر الذي يعرض الموارد المائية للإقليم لخطر التلوث بمادة المرجان، خصوصا أن العطاوية تعد خزانا وطنيا لها.
وفي هذا السياق، تتكلف اللجنة سنويا عند تشغيل وحدات استخراج زيت الزيتون، بعقد جولات متفرقة على المعاصر، لمراقبة مدى تطبيق الشروط المنصوص عليها في دفاتر التحملات المرفقة للدراسة البيئية.
وتطالب اللجنة الإقليمية المختلطة المكلفة بمراقبة وتتبع المعاصر جميع أرباب هذه الأخيرة، خلال تفقدها لسيرورة العمل بالانخراط الفعلي في المجهودات المبذولة للحد من تفاقم الوضع على مستوى المنظومة البيئية بالإقليم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر