الأفاعي ومروضوها وجها لوجه في ساحة جامع الفنا في مراكش ونقطة سم تقتل جملًا
آخر تحديث GMT 07:17:55
المغرب اليوم -

الأفاعي ومروضوها وجها لوجه في ساحة جامع الفنا في مراكش ونقطة سم تقتل جملًا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الأفاعي ومروضوها وجها لوجه في ساحة جامع الفنا في مراكش ونقطة سم تقتل جملًا

ليبي يبارز ويحاور ويداعب «أفعى الكوبرا» السامة يثير الإعجاب على مواقع التواصل
الرباط-المغرب اليوم

في ركن بساحة جامع الفنا العتيقة في مدينة مراكش (جنوب المغرب) يبسط البودالي النويتي سجادته وصناديق الأفاعي والثعابين مستهلًا عمله في كسب قوته اليومي، يستقبل زواره بوجهه الشاحب الذي تركت عليه السنون أثرها الدائم، لكنها لم تمح عنه ملامح قوته ولم تؤثر على خفة حركاته.

وبينما يعدل النويتي المظلة القديمة في الاتجاه المعاكس لأشعة الشمس يكون "رحال" زميله في العمل قد أطلق موسيقى "عيساوة"، في حين يكون "حسن" وهو مروض ثالث يلاعب "ذات القرنين" بلسانه وقد أحكم إمساكها، أنغام وحركات تكون كافية ليقترب أول زبون في ذلك الصباح لتبدأ رحلة ملاعبة الثعابين والأفاعي بكل حذر.

يستمر "رحال" في عزف موسيقاه محركا نايه يمينًا ويسارًا، وأفعى كوبرا سوداء تنفخ أوداجها وتسير ببطء نحوه كأنها انبعثت من مرقد غابر، تتبع حركاته وترقص على نغمات لا تحس منها غير دبيبها على الأرض، في حين يقترب البودالي من سائحة أوروبية ليلف ثعبانا على كتفها من أجل التقاط صورة.

لا تشعر هذه السيدة بأي خوف، وتقول إنها واثقة من عمل البودالي، وإن حبها للحيوانات يجعلها مطمئنة.

وفي الجانب الآخر يبتعد سائح آخر حين يسير نحوه حسن، ويعلل ذلك بأن منظر الثعابين مخيف، ولا يمكن في هذه المواقف أن يجازف في تقمص الشجاعة. يقول البودالي للجزيرة نت إنه ينحدر من قرية سيدي رحال بضواحي مراكش المشهورة أيضا برجال يشربون الماء المغلي وأكل قطع الزجاج، مشيرا إلى أنه ورث هذه "البركة" عن آبائه وأجداده.

ويشرح رئيس جمعية مروضي الأفاعي عباس العيساوي للجزيرة نت أن عدد المهنيين يصل في الساحة إلى 84 مروضا، والمهنة محصورة بين عائلة عيساوة، ولا يسمح بمزاولتها لأي كان، مؤكدا أن الساحة لا تحتكرها، فهي موجودة في مدن أخرى، لكن سحر مراكش وعبقها من جذور ضاربة في التاريخ يضيفان إلى هذه الحرفة لمسة خاصة وجرعة من خيال.

ويوضح عباس أن الثعابين أنواع كثيرة، فمنها من ينفث السم عن بعد، وهي غير موجودة في الساحة، وأخرى تغزر شوكتها في ضحيتها، وثالثة غير سامة، وهي من يستعملها المروض عندما يقترب من أي زائر.

ويتهم بعض الناس مروضي الأفاعي بنزع السم منها، لكن عباس يؤكد أن ذلك مستحيل، فأي نزع سيؤدي حتما إلى وفاتها، وهو ما يؤيده الطاهر السلماني الأستاذ الباحث في كلية العلوم السملالية بمراكش والمتخصص في علم الزواحف، قائلا إن الأفاعي سامة جدا ولا يمكن نزع سمها الموجود في غددها الحيوية، لأن ذلك يشبه من يريد نزع كليتي إنسان ويريد أن يبقى حيا.

ذكرى أليمة
يقل عمل مروضو الأفاعي في الأيام  من فصل الصيف، ويفسر السليماني ذلك بأن الأفاعي والثعابين ليس لها حرارة ثابتة مثل الإنسان، فهي تكون شبه مشلولة وحركاتها ثقيلة وهجومها ضعيف أيام البرد، لذا نجد بعض المروضين يغطسونها في الماء البارد من أجل تقليل نشاطها.

خطر الموت الذي يواجهه مروضو الأفاعي تؤكده الحوادث التي يتعرضون لها كل سنة، آخرها وفاة مروض عمره 46 سنة في الساحة صيف العام الماضي، فغالبا ما تهاجم الأفعى عندما تكون في حالة تزاوج ولا ينتبه لذلك مروضها، فهي تكون في حالة هيجان، وأي اقتراب منها يكون بمثابة حرمانها من شريكها، لذا تدافع عن نفسها بقوة.

ويتذكر البودالي بكثير من الأسى والألم ما تعرض له من إهمال في مستشفى عمومي حين لدغته أفعى بالصحراء وهو في رحلة صيد للثعابين، هي حادثة أقعدته عن العمل لشهور.

وتطرح مثل هذه الحوادث قضايا اجتماعية مثل التأمين والتقاعد، وهو ما يرى فيه رئيس الجمعية مبررا كافيا للعمل التضامني بين المروضين.

موت مقابل موت
يعتبر صيد الأفاعي رحلة شاقة لمروضي الأفاعي، لكن السلماني ينبه إلى خطورة الصيد الجائر للزواحف في غياب أي قانون يحميها، محذرًا من أن عددًا من الأنواع في طريقه للانقراض رغم أنها تلعب دورًا كبيرًا في التوازن البيئي والتنوع الطبيعي.

ويقترح السلماني إنشاء مزرعة لتربية الأفاعي والثعابين بهدف حماية التي توجد في الطبيعة من اعتداءات البشر، فضلا عن إمكانية استعمالها في هذه المهنة.

أما البودالي فيستطرد وهو يمسك ثعبانًا ويمسح على ظهره كمن يريد تخفيف روعه أن الثعابين أصبحت جزءً من حياته اليومية، فهي تنام إلى جانبه، ويلعب معها أطفاله كما يلعب أي طفل آخر مع قطته أو كلبه.

ويقول إن تربية الأفاعي وإن كانت غريبة على البعض فإنها تتطلب فقط أن يكون الراعي لطيفًا معها لا يزعجها وقت الاستراحة ووقت التزاوج، ويوفر لها الأكل المناسب وإراحتها بعد يوم عمل.

قد يهمك ايضا:

"الليالي السياحية" تنتعش في فنادق مدينة مراكش حتى أيار2019

إطلاق خط جوي جديد بين مراكش وبلفاست الايرلندية تشرين الأول المقبل‎

المصدر :

واس / spa

yeslibya
yeslibya

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأفاعي ومروضوها وجها لوجه في ساحة جامع الفنا في مراكش ونقطة سم تقتل جملًا الأفاعي ومروضوها وجها لوجه في ساحة جامع الفنا في مراكش ونقطة سم تقتل جملًا



تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 18:14 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

محاضرة بتعاوني جنوب حائل السبت

GMT 23:59 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

مواهب صغيرة تُشارك في الموسم الثاني لـ "the Voice Kids"

GMT 18:15 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيونسيه تسحر الحضور بـ"ذيل الحصان" وفستان رائع

GMT 22:17 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

جمارك "باب مليلية" تحبط عشر عمليات لتهريب السلع

GMT 02:20 2015 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

أصغر لاجئة في "الزعتري" تجذب أنظار العالم لقسوة معيشته

GMT 01:31 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مريهان حسين تنتظر عرض "السبع بنات" و"الأب الروحي"

GMT 02:54 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

مي عمر سعيدة بالتمثيل أمام الزعيم عادل إمام

GMT 18:21 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة فوز الوداد.. الرياضة ليست منتجة للفرح فقط

GMT 01:10 2016 الأحد ,10 تموز / يوليو

الألم أسفل البطن أشهر علامات التبويض

GMT 12:16 2014 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

عروض الأفلام القصيرة والسينمائية تتهاوى على بركان الغلا

GMT 02:30 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الجزر البريطانية لالتقاط صور تظهر روعة الخريف

GMT 13:57 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

"الفتاة في القطار" تتصدر قائمة نيويورك تايمز

GMT 04:56 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار مستحدثة لديكور غرف نوم بدرجات اللون الرمادي
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya