واشنطن - المغرب اليوم
لم يعد الإنترنت اليوم من وسائل الترفيه فتوفره في كل مكان بات ضروريا حتى داخل الطائرة حيث يشعر المسافرون بالطائرات بالانقطاع عن العالم خلال رحلتهم في الجو, ويتمنون لو كانوا يستطيعون خطف دقائق سريعة على الإنترنت أو الهاتف لإنهاء عمل لم يكملوه أو لمراقبة استثمار أو لمجرد التسلية والتواصل مع الآخرين.
ومع سعي شركات الطيران لتلبية رغبات عملائها وإرضائهم للمحافظة على مركزها بدأ مجموعة منها بتزويد طائراتها بخدمة تسمح للمسافرين بالدخول إلى الانترنت, وهو أمر سيكلفها حوالي 100 ألف دولار لتجهيز الطائرة الواحدة بهذه الخدمة ما يدفع للتساؤل حول وجود مبرر مقنع لإنفاق هذا المبلغ.
وعلى ما يبدو فإن الطلب على هذه الخدمة سيكون قويا جدا في الشرق الأوسط, وهذا بحسب تقرير لشركة هني ويل للهندسة فنحو 35% من الركاب مستعدون للتخلي عن مقعدهم المفضل مقابل بالبقاء متصلين بالإنترنت.
وبحسب آخر الأرقام المتوفرة لأعداد ركاب شركات الطيران في المنطقة فإن 27 مليون مسافر من أصل 39 مليونا على متن طيران الإمارات مستعدون لشراء هذه الخدمة, ونحو 18 مليون مسافر على متن الخطوط السعودية, وأكثر من 7 ملايين لطيران الاتحاد, وتكون هذه الأرقام أكبر بكثير عند المقارنة مع الشركات الأميركية والأوروبية.
وتقوم بعض شركات الطيران بتقديم هذه الخدمات بشكل مجاني واحتسابها ضمن سعر التذكرة في حين يقدمها البعض الآخر مقابل رسوم معينة إذا كانت الشركة مهتمة أصلا بتقديم الخدمة للمسافرين بغض النظر عن سعرها.
وعلى سبيل المثال فإن “BA” ليست مقتنعة بعد بأهمية أو ضرورة تواجد الانترنت على متن طائراتها فهي ستقوم بتجربتها على طائرة واحدة فقط, ولمدة سنة كاملة لتقرر بعدها ما إذا كانت ستنفذها على جميع الطائرات أم لا.
وفي المقابل على ما يبدو فإن طيران الاتحاد في أبوظبي, والتي فازت من قبل بأسرع شركات الطيران تطورا في العالم مقتنعة تماما بالفكرة فهي تسابق الزمن لتطبيق الخدمة على كامل أسطولها, وقد دفعت لشركة باناسونيك مليار دولار لتنفيذها.
ويؤكد الواقع أن تصفح الإنترنت على الطائرة الذي كان يعتبر ضربا من الرفاهية أصبح الآن ضرورة, وبات هو التوجه الجديد لشركات الطيران.
من جانب اخر كشف استطلاع جديد صادر عن شركة هانيويل إيروسبيس عن توقع معظم المسافرين من منطقة الشرق الأوسط البقاء على اتصال سريع وفعال بالإنترنت خلال الطيران على ارتفاع 30 ألف قدم عبر خدمات الواي فاي.
وتم إجراء المسح الاستقصائي على أكثر من 1300 شخص في مختلف أنحاء الشرق الأوسط, وكشف أن متطلبات المسافرين المتعلقة بالإنترنت خلال الطيران هي نفسها في المنزل, ما يدل على وجود اتجاه واضح للبقاء على اتصال بالإنترنت في كل الأوقات.
وقد تحولت منطقة الشرق الأوسط, وخاصة الإمارات, والسعودية وقطر بسرعة لتصبح مركزاً إقليمياً وعالمياً للسفر الأمر الذي ساعد اعتماد تقنيات الاتصال الحديثة بشكل أسرع حيث قال 76% من المستطلعة آراؤهم إن استخدام الواي فاي على الطائرات يعتبر أمراً مهماً وحيوياً لأغراض العمل والترفيه على حد سواء الأمر الذي يشير إلى أن اختيار شركة طيران قد يعتمد على مدى توافر خدمات الواي فاي على متن طائراتها من عدمه حيث يرغب نصف عدد المستطلعة آراؤهم باستخدام الواي فاي لأغراض العمل.
وتشير نتائج الاستقصاء إلى استمرار بروز منطقة الشرق الأوسط كوجهة مهمة للأعمال, ويوحي الاهتمام بهذه الخدمة إلى رغبة المسافرين بالاستفادة من الوقت الذي يمضونه خلال الطيران وتحويله إلى وقت منتج وفعال قدر الإمكان.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر