نيويورك ـ المغرب اليوم
تجاوز واقع التقدم التقني الخيال العلمي منذ فيلم "العودة الى المستقبل" الصادر العام 1989 الذي سافر أبطاله إلى العام 2015 حيث وجدوا عالماً مدهشاً بتقنياته المتقدمة.
وخرج فيلم "باك تو ذي فيوتشر" إلى صالات العرض في العام 1989، وهو يروي قصة صديقين، مارتي ماكفلاي ودوكن، يستخدمان آلة الزمن للسفر الى شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام 2015.
في كثير من النواحي، يبدو أن العام 2015 الحقيقي أكثر تقدماً مما تخيله معدو الفيلم، في ما يؤشر إلى أن التقدم التقني المتسارع يسير بوتيرة لم يكن الخيال البشري يتوقعها.
ويقول الباحث روس داوسون المتخصص في توقع المستقبل التقني للبشرية: "في العام 1989 كان ظهور الأجهزة التي تقرأ الاسطوانات المدمجة (سي دي) أكبر إنجاز تقني يمكن أن تتوقعه البشرية، واعتبر نقطة تحول في التاريخ".
ويضيف داوسون، وهو مؤسس شبكة "فيوتشر اكسبلوريشن نتوورك" لوكالة فرانس برس إن "مقارنة ما لدينا اليوم من تقنيات واجهزة موصولة بالانترنت مع ما كان عليه الحال في العام 1989 لدى صدور الفيلم أمر يثير الدهشة".
فمعظم التقنيات التي يستخدمها البشر بشكل يومي ومن دون تفكير، مثل غوغل وويكيبيديا ومواقع التواصل وأجهزة تحديد المواقع الجغرافية والأجهزة الذكية ومواقع الشراء عبر الانترنت وغير ذلك، لم تكن لتخطر ببال أحد في ذلك الوقت.
وأبعد من ذلك، ذهبت البشرية إلى تعديل المجين البشري، وتصميم لحوم في المختبرات من خلال خلايا عضلية للأبقار، وإرسال رجل آلي إلى مذنب على بعد مئات ملايين الكيلومترات عن الأرض. ويقول روس داوسون "البشر اعتادوا سريعاً جداً على الابتكارات التقنية وباتوا يتعاملون معها على أنها أمر عادي".
ويقول توماس فري الباحث في معهد دافينتشي لدراسات المستقبل: "كان معدو الفيلم ذوي رؤية ثاقبة حين تخيلوا أموراً تحققت بالفعل" أما التقنيات التي تفوق فيها خيالهم على الواقع اليوم، مثل السيارات والألواح الطائرة والأحذية التي تربط شرائطها تلقائياً، فهي مصادر إلهام لشركات كبرى تعمل على تحقيق بعضها في المستقبل القريب، مثل شركة هيندو في كاليفورنيا التي صممت لوحاً طائراً يشبه ما جاء في الفيلم، وشركة "نايكه" التي تعمل على تصميم حذاء يربط شرائطه تلقائياً.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر