بيوت الدخنة مكان صناعة التبغ شاهدة علي تاريخ سوريه
آخر تحديث GMT 07:17:55
المغرب اليوم -

بيوت الدخنة مكان صناعة التبغ شاهدة علي تاريخ سوريه

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - بيوت الدخنة مكان صناعة التبغ شاهدة علي تاريخ سوريه

بيوت الدخنة
اللاذقية ـ سانا

بيوت (الدخنة) هي بيوت طينية عادية لكنها مرتفعة الأسقف لها منفذ واحد حتى يبقى الهواء مضغوطاً استخدمها الأجداد ومازالت حتى الآن لصناعة التبغ اللاذقاني المدخن المعروف في كل أنحاء العالم.
ويشرح برهان حيدر الباحث في التراث الشعبي أن سبب ارتفاع الأسقف ليتم تعليق أكبر كمية من الدخان فيها ولإبعاد النار عنه ولها حفرة في أسفل البيت بعمق 130 سم لإشعال الحطب الذي يكون أخضراً كونه يعطي دخاناً كثيفاً وقليل الاشتعال وخاصة نبات الفسفيسي.
وذكر حيدر: “إن الحطب يغطى بألواح حديدية أو توتياء لمنع اشتعال الحطب بسرعة بعد تعليق الدخان فوقها على ارتفاع متر ونصف بواسطة مايسمى سقالات ولاتتم تهوية البيت حتى يتم الاحتراق ببطء حيث تكون الأبواب محكمة الاغلاق ما يؤدي إلى قلة الأوكسجين المتواجد داخل البيت وهذا مايجعل الدخان كثيفاً ورطباً”.
وأضاف: “تشعل النار يومياُ لمدة شهرين حيث يتحول التبغ من أصفر إلى أسود ويصنع منه دخان الغليون المسمى (كلان) بعد جمعه في (بالات) وأكياس خيش مبيناً أن تبغ محافظة اللاذقية مشهور في كل أنحاء العالم”.
وبين أن التبغ السوري المدخون كان مشهوراً وقصته معروفة فقد كان يصدر التبغ العادي إلى الخارج سنوياً وفي إحدى السنوات لم يتم تصديره لسبب ما فبقي التبغ لدى الأهالي فاضطروا الى تعليقه في سقوف المنازل التي يسكنوها وكان في البيوت مواقد حطب (اثفية) في وسط البيت أو في الحائط وكانت تشغل بها النار يومياً ولمدة سنة تتعرض أوراق التبغ إلى الدخان.
وتابع: “وفي العام التالي تم فتح باب التصدير فأرسل الناس هذا التبغ المدخون وغيره ويقال أنه عندما وصل إلى مصر أعجب الناس هناك كثيرا برائحته ونكهته فأرسلوا في طلب هذا النوع أكثر من غيره ومنذ ذلك الحين صارت بيوت الدخنة واشتهر الدخان أو التبغ المدخون”.
وعن مراحل زراعة الدخان في الأرض أوضح الباحث التاريخي أن التبغ أو الدخان كان يزرع في مساكب وتنثر البذور فيها ويضاف إليها السماد العضوي فوقها وتغطى بالنايلون لحمايتها من الصقيع كما تغطى بالبلان لمنع الدجاج من نكشها .
وأضاف: “تسقى المساكب بالماء كل فترة وأخرى وتترك لمدة معينة ويتفقدها الفلاح وتعشب باستمرار لإزالة النباتات الغريبة منها بقلعها وإبعادها وتترك الشتول حتى تكبر وعندها تسقى المسكبة لتسهل عملية قلع الشتل دون تخريب الجذور ثم تنقل إلى الأرض المحروثة والمخططة بخطوطها من أجل شتلها بواسطة قطعة حديدية تسمى (الشاتول) وهو على شكل رقم ستة وتسقى بقليل من الماء من وعاء خاص يسمى (الرشراشة)”.
وأشار إلى أن عملية الشتل كغيرها من الأعمال الزراعية تحتاج إلى تعاون وعمل جماعي فهناك الفلاح الذي يحرث الأرض والآخر الذي يحمل الشتل ويرميه في الخط ومن يقوم بعملية الشتل وشخص آخر يقوم بسقي الشتل وشخص آخر يقوم بنقل الماء من الساقية التي تكون مجاورة لمكان الزراعة والشتل ويتخلل هذا العمل الأحاديث والفكاهات والغناء ومن ثم الدعاء بموسم طيب وجيد.

yeslibya
yeslibya

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيوت الدخنة مكان صناعة التبغ شاهدة علي تاريخ سوريه بيوت الدخنة مكان صناعة التبغ شاهدة علي تاريخ سوريه



تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 23:49 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

وفاة أب وإبنته غرقا في نهر ضواحي جرسيف‎

GMT 05:02 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

نصائح لاختيار ديكورات السلم الداخلي في المنزل

GMT 22:39 2018 الثلاثاء ,19 حزيران / يونيو

تعرف على أجمل المنتجعات الشتوية الرائعة في كندا

GMT 12:35 2018 الجمعة ,08 حزيران / يونيو

توقيف محامي في تطوان مُتهم بتزوير أختام الدولة
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya