تحاول اسرائيل ترحيل 167 فلسطينيا من خربة زنوتة القريبة من حدودها جنوب غرب الضفة الغربية وهدمها بحجة الحفاظ على موقع اثري، وسيتقرر مصير هذه القرية في الاسابيع المقبلة بعد تسع سنوات من المداولات امام القضاء.
والخربة عبارة عن منازل مغطاة بالزينكو والطين واطارات السيارات، حول كل منها حظيرة للغنم وجرارات زراعية. وتقع في المنطقة (سي) التي تشكل 60 في المئة من اراضي الضفة الغربية الخاضعة لسيطرة اسرائيل عسكريا وامنيا.
ولا تعمل اسرائيل على تطوير او منح تراخيص بناء للقرى التي تخضع لسيطرتها في هذه المناطق، بحسب مؤسسات حقوقية.
وفي المكان مغاور وكهوف ويعمل السكان في الزراعة ورعي الماشية.
ويخوض سكان القرية معارك قضائية منذ تسعة اعوام كان اخر جلساتها في 11 تموز/يوليو. واعلنت المحكمة الاسرائيلية العليا انها ستصدر الحكم في اقرب وقت ممكن.
وكانت المحكمة منحت مهلة للمفاوضات بين الدولة والدفاع عن الخربة لكنها باءت بالفشل. واكدت السلطات في ردها للمحكمة ان "زنوته موقع اثري ووجود السكان هنا ممكن ان يؤثر عليه ويجب اخلاء المكان".
ولا يبدو هناك اي مظهر لمواقع اثرية في المكان باستثناء غرفة صغيرة يقول السكان انها بقايا مسجد يعود الى حقبة المماليك.
وقال رشاد الطل مختار زنوتة (65 عاما) "ولدت في هذه القرية قبل عام 1967 . كنا نعيش في احد المغاور ونذهب سيرا مسافة 7 كلم الى مدرستنا في بلدة الظاهرية". واضاف "ابان السبعينات، بدانا بناء بيتنا لان الانسان يتطور،لكن المخالفات انهالت علينا من قبل الحاكم العسكري".
- ديناميت وآثار -
وقال رشاد الطل بينما كانت ابنتاه تخضان اللبن لاستخراج الزبدة "يريدون منا ان نعود للعيش في المغر بعد 49 عاما من الاحتلال (...) لكنه غير قابل للسكن بسبب انهيار معظمه بفعل تفجير الديناميت للجبل كما انهارت احدى المغاور على الاغنام".
واشار الطل الى منطقة صناعية استيطانية تبعد اقل من كيلومتر قائلا "هذه اراضينا شيدوا عليها مصانع كيميائية وشقوا الطرق ،ولو كانوا فعلا قلقين على الموقع الاثري ،لما فجروا الجبل بالديناميت. فاي اثار ستبقى تحت الارض بفعل ارتجاج التفجير"؟
وفي الخربة عدد من الالواح الشمسية لانتاج الكهرباء تبرعت بها جمعية "كوميت" ويتزود السكان بالمياه من بلدية الظاهرية وينقلونها بواسطة الصهاريج .
وقالت شارونه الياهو خاي محامية "جمعية حقوق المواطن" التي تدافع عن الخربة لوكالة فرانس برس "لا نعرف ماذا سيحل بالسكان لان الدولة ممثلة بالادارة المدنية، ذراع وزارة الدفاع الاسرائيلية في الضفة الغربية، مصممة على ترحيلهم بحجج شتى".
واضافت "طالبنا بتخطيط الخربة والاعلان عنها قرية زراعية، لكن الدولة ردت بان ذلك غير ممكن لوجود موقع اثري يمكن ان يؤثر السكان عليه رغم عدم وجود اي اشارة تدل على انه كذلك".
وقالت شارونه "احضرنا خبراء اثار قالوا ان وجود السكان لا يتعارض مع الموقع الاثري".
من جهته، قال يوني مزراحي وهو رئيس مؤسسة تضم علماء اثار ونشطاء تركز على دور علم الاثار في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، "قامت اسرائيل بمسح للاثار في القرية عام 1968 لكنها لم تقم بحفريات. لقد تركت المكان على حاله".
واكد ان زنوتة "موقع بين الاف المواقع التي يوجد فيها اثار ففي كل قرية فلسطينية في الضفة الغربية اثار لكنها ليست اهم او اكبر موقع، كما ان اثارها لا تتميز بشيء خاص".
وتابع مزراحي "اعتقد انها مسالة سياسية. منذ متى يقوموا بطرد الناس من اجل الاثار؟ الناس عاشت مع هذه الاثار،وهل سنحافظ عليها اكثر اذا قمنا بطردهم"؟
واشار الى ان عمليات المسح تظهر ان الخربة تعود للعصور الرومانية والبيزنطية والاسلامية. والاثار هناك ليست ملكا لاسرائيل انما للفلسطينيين حسب قوله.
وتقوم اسرائيل بتوسيع المستوطنات في المنطقة (سي) للنمو الطبيعي للسكان بينما لا يستطيع سكان زنوته البناء،ويتزوج اولادهم ويرحلون للسكن في الظاهرية.
وقالت شارونة "الدولة تقول ان الخربة لا تستوفي المعاير والمقايس لاعلانها قرية، وانها ليست قديمة بشكل كاف بالنسبة لها".
وتابعت ان "الدولة ردت بانها غير مسؤولة عن مكان رحيلهم رغم ان القانون الدولي يعتبر دولة اسرائيل مسؤولة عمن يكونوا تحت سلطاتها.كما تدعي ان السكان يقطنون الظاهرية وليسوا سكانا اصليين هنا".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر