من المقرر ان تفتتح شبكة ستاروود للفنادق فروعا في كوبا، وتعطي بذلك اشارة الانطلاق لعودة الشركات الاميركية المتعددة الجنسيات الى الجزيرة الشيوعية منذ ثورة كاسترو في 1959.
وقد اعلنت شبكة ستاروود التي تمتلك ميريديان وشيراتون ودبليو وويستن، ليل السبت الاحد انها عقدت اتفاقات مع السلطات الكوبية حول استثمارات تبلغ ملايين الدولارات.
ويأتي هذا الاعلان عشية الزيارة التاريخية (20-22 اذار/مارس) للرئيس باراك اوباما، وهي الاولى لرئيس اميركي الى الجزيرة الشيوعية منذ 1928.
وبموجب بنود الاتفاق، ستفتتح الشبكة الفندقية فندقين قبل نهاية 2016.
وستتولى ادارة فندق انغليتيرا الذي افتتح في 1875 ويضم 83 غرفة في قلب العاصمة الكوبية هافانا. وسينضم الفندق الى الممتلكات الفخمة لستاروود.
كما ستستحوذ ستاروود على فندق كوينتا افينيدا، الواقع ايضا في العاصمة. وسيفتح هذا الفندق ابوابه في نهاية السنة تحت علامة شيراتون، ويضم 186 غرفة.
من جهة اخرى، وقعت المجموعة الفندقية رسالة نوايا مع السلطات الكوبية لافتتاح فندق ثالث هو سانتا ايزابيل في هافانا ايضا.
ومن اجل هذا الفندق الاخير، ما زال يتعين على ستاروود الحصول على موافقة وزارة الخزانة الاميركية التي تعادل وزارة المال والاقتصاد الفرنسية. ووزارة الخزانة هي التي تتولى حراسة العقوبات الاقتصادية الاميركية.
وعلى رغم قرار الرئيس الديموقراطي باراك اوباما اواخر 2014 بتطبيع علاقات الولايات المتحدة مع كوبا، ما زال الحصار الاقتصادي المفروض منذ 1962 قائما. ولا يرفع إلا بموافقة الكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون في الوقت الراهن.
وحتى تتمكن من العمل في كوبا، يتعين على الشركات تقديم طلبات ترخيص لدى وزارة الخزانة الاميركية. وتؤكد ستاروود انها نالت تراخيص الوزارة لاول فندقين.
وقال توماس مانغاس المدير العام لستاروود "لا شك في ان القطاع الفندقي الاميركي برمته يولي كوبا اهتماما شديدا. ومن دواعي سرورنا اننا الاوائل".
والاتفاقات بين ستاروود والسلطات الكوبية هي اولى الصفقات الكبيرة التي تعقدها مجموعة اميركية في الجزيرة منذ ثورة الاول من كانون الثاني/يناير 1959.
فلدى وصوله الى الحكم، عمد فيديل كاسترو الى تأميم القطاع السياحي وحول فندق هيلتون مقرا للحكومة الجديدة طوال اشهر.
وبالاضافة الى ستاروود، يمكن ان تعلن مؤسسات اميركية اخرى في الايام المقبلة فتح فروع في كوبا.
وهذا ما ينسحب على مجموعة ماريوت انترناشونال، منافس ستاروود، التي سيكون رئيس ادارتها ارني سورنسون في عداد الوفد المرافق للرئيس الاميركي خلال زيارته التاريخية الى الجزيرة.
وتجري شركة آي.تي اند تي للاتصالات ايضا محادثات مع شركة الاتصالات الوطنية الكوبية، كما اعلن لوكالة فرانس برس في 11 اذار/مارس مصدر قريب من الملف.
وتمارس شركتا يونايتد ارلاينز وامريكان ارلاينز الجويتان الكبيرتان ضغوطا في الوقت الراهن على السلطات الاميركية للحصول على ترخيص لتسيير رحلات تجارية يومية الى هافانا ومنها في اسرع وقت ممكن.
ومنذ استئناف العلاقات الاميركية-الكوبية في كانون الاول/ديسمبر، شهدت السياحة ازدهارا منقطع النظير. فقد زار حوالى 3،5 ملايين سائح الجزيرة الشيوعية في 2015، وسجلت بذلك ارتفاعا بلغ 17% خلال عام. كما زار 161 الف اميركي كوبا العام الماضي، بارتفاع بلغ 77% خلال عام.
ومن المتوقع ان يسجل هذا الرقم مزيدا من الارتفاع مع مرور الوقت، لأن المواطنين الاميركيين لا يستطيعون في الوقت الراهن زيارة الجزيرة إلا في اطار شروط صارمة.
وقد اعلنت ادارة اوباما الثلاثاء تخفيفا جديدا للقيود على التجارة والرحلات المفروضة على كوبا.
ويستطيع الاميركيون الذهاب الى الجزيرة للقيام بنشاطات تعنى بالمجتمع المدني الكوبي (تعليم، نشاطات انسانية...) حتى لو ان هذه الانشطة لا تحظى برعاية منظمة اميركية.
كما تستطيع المنظمات الاميركية من جهة اخرى توسيع "حضورها المادي" (متاجر بالمفرق ومستودعات...) في الجزيرة عندما تعنى انشطتها بجوانب انسانية او تربوية.
وستسمح السلطات الاميركية ايضا لسفن ننقل بضائع من الولايات المتحدة الى كوبا بمتابعة طريقها الى بلدان اخرى.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر