لندن - المغرب اليوم
يشتهر شارع “بورتوبيلو”، الواقع في منطقة “نوتينغ هيل”، في لندن، بسوق تقام كلّ يوم سبت من الساعة الثامنة صباحاً إلى السابعة مساءً، وتـُعرف في المقام الأول باعتبارها المكان الأمثل لشراء التحف والأثاث العتيق، كما أن سوق “بورتوبيلو” ملاذ لعشاق الموضة والكتب والموسيقى والأكل، حيث يُباع فيها مختلف أنواع السلع من بين ما هو قديم أو جديد أو فريد.يرجع تاريخ هذه السوق إلى ما يقارب 150 سنة، وكانت، قبل أن تتحوّل إلى سوق، عبارة عن مزرعة، دبّت فيها حركة تجارية عندما تمّ بناء الكثير من المنازل على جوانب الشارع، مما أدّى إلى تطوير أدواتها ومنتجاتها، فاستقطبت العديد من التجار، ومن هنا بدأ ازدهار السوق، لتصبح من أحسن الأسواق الشعبية، التي تجذب الناس في أوروبا.
وما يشدّ انتباه زوّارها، اليوم، التنوّع في كلّ شيء، فترى التنوّع البشري بأطيافه العريضة، وتنوّع البضائع بحديثها وقديمها، زيادة على ذلك أكشاك الأكل الموجودة داخل أروقة السوق وتنوّع المأكولات المقدّمة فيها، ولا ننسى المباني الملوّنة، التي تعطي السوق خصوصية وتميزاً.
يأتي الزوّار من جميع الجنسيات، من بينهم الزوّار العرب، وذلك لوجود حيز لا يستهان به من التجّار العرب داخل السوق، ولو أنصتَّ إلى كلام المارة أو الباعة أو الزبائن، لوجدْتـَهُ خليطاً من اللغات واللهجات، منها اللغة العربية، وعلى الأخص داخل المقاهي العربية الموجودة في السوق، أو المتواجدة على أطراف شارع “بورتوبيلو”، كلّ يحادث الآخرعن همومه الشخصية، أو هموم بلاده، التي تركها خلفه لمن يشاركه وحدة اللسان .
كما يعرف شارع “بورتوبيلو”، بين العرب، بسوق المغاربة، وذلك لغزوهم هذا الشارع سواء كان ذلك بالسلع المغربية المتميّزة بألوانها وأشكالها الفريدة، أو بالأكل المغربي، الذي يشدّ الزائر برائحة البهارات المغربية، التي لا يمكنك مقاومتها.حاور “العربي الجديد” صاحب مطعم في الهواء الطلق، على شكل “خيمة”، السيد حسن، فقال إن المغاربة كانت بدايتهم في هذا الشارع منذ أوائل السبعينيات، حتى أصبح هذا الشارع “مستعمرة” للمغاربة.حسن يبيع السمك المشوي منذ عشر سنوات في هذا الشارع، ويأتي إليه زبائن من أنحاء العالم، حتى أصبح رمزاً للمغاربة فيه، مع أنّ مطعمه لا يتّسم بأوصاف مطاعم الخمس نجوم، ولا حتى بنجم واحد، ولكنّ عليه إقبالاً كبيراً، إلى درجة أنك قد تنتظر ساعة كاملة حتى يأتي دورك.
وحتى لو لم يكن لدى الزائر ميل للتسوق والتبضع، فقد يجد في هذه السوق فسحة فنية له، حيث يتّجه العديد من الموهوبين إليه، كل يوم سبت، ليبرزوا مواهبهم الفنية، سواء كانت بالغناء، أو بالعزف على مختلف الآلات الموسيقية، أو بالعروض البهلوانية.
وسوق “بورتوبيلو” عبارة عن “كرنفال” أسبوعي، تحضره أجناس مختلفة من باعة ومشترين وزوار وفضوليين ومكتشفين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر