دراسة تؤكد أن الشباب المغربي يعيش إزدواجية في تدينه و خلل في القيم
آخر تحديث GMT 07:17:55
المغرب اليوم -

خلال أطروحة جامعية أجراها السوسيولوجي شيد جرموني

دراسة تؤكد أن الشباب المغربي يعيش إزدواجية في تدينه و خلل في القيم

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - دراسة تؤكد أن الشباب المغربي يعيش إزدواجية في تدينه و خلل في القيم

الشباب المغربي
إدريس الخولاني : المغرب اليوم

يُجمع أكثر السوسيولوجيين المغاربة على أن المجتمع المغربي يتميز عن غيره من المجتمعات بالتعقيد والتركيب وله خصوصياته، وذلك لاشتماله على مفارقات عديدة تستوجب تحليلًا  في خوهر الظواهر المجتمعية، و لا يأتي ذلك إلا بفهم البنيات العقلية والجذور التاريخية ودراسة ومعاينة وملاحظة واقع أحوال المجتمع المغربي الفكرية والدينية والاقتصادية والاجتماعية والتحالفات السياسية، مع  استحضار فكرة أن المجتمع المغربي متلون يصعب اختراقه وفهمه؛ لأنه  يضمر دائمًا ما لا يظهر،  "المغرب اليوم"تقيم مقاربة سوسيولوجية لظاهرة تدين الشباب المغربي وازدواجيتها من خلال رصد السوسيولوجي المغربي الدكتور رشيد جرموني، حيث أعد أطروحة جامعية حول "الشباب و تحول القيم و الأتجاهات و الممارسات الدينية "، وخلصت دراسته  إلى أن الشباب المغربي يعيش ازدواجية في تدينه، وكون أن النتائج التي حصل عليها  الدكتور رشيد ، أكدت بعض الجوانب من هذا التوتر، لكنه حاول أن يذهب أبعد في تحليله والكشف عن أسبابه وأنواعه. فمثلا بالنسبة إلى السؤال الخاص بالغش في الامتحانات، أجاب نصف المستجوبين المعنيين "50 في المائة من العينة"أنهم يمارسون هذه الظاهرة، وهمت هذه الحالة الفئات التي لا تنتظم في أداء الصلوات، أو التي لا تصلي إطلاقًا. في حين لم تتجاوز النسبة 17 في المائة بالنسبة إلى المصلين بانتظام. 

ويمكن تفسير الظاهرة - حسب السوسيولوجي رشيد - بمدى تمثل المصلين لبعض القيم الدينية والتربوية مثل قيمة الغش، ورفضهم المبدئي لها مقارنة مع غير المصلين. وهو اتجاه تؤكده المعطيات التي تم تجميعها أثناء الدراسة الكيفية، والتي تذهب إلى أن الاتجاه العام للشباب “المنضبط” دينيا له استعدادات أقل للغش في الامتحانات وتقديم الرشوة من أجل الحصول على امتيازات من أولئك الذين لا يصلون.

وبالموازاة مع هذه النتيجة، توصل البحث إلى أن الشباب المستجوب لديه استعدادات لرفض بعض السلوكات الاجتماعية المخالفة لمعتقداته، مثل العلاقات العاطفية بين الشباب والشابات، أو الشذوذ الجنسي أو الإفطار العلني في رمضان. ومن جهة أخرى لديه رغبة أكبر لنبذ العنف ، فقد أكدت الدراسة أن الشباب أقل قبولا بالعلاقات العاطفية بين الجنسين، ولديه مواقف رافضة للمثلية (93 في المائة) وللإفطار العلني في رمضان (96 في المائة)، وهو ما يؤكد على أن قضية الأخلاق حاضرة -بشكل أو بآخر- عند عموم الشباب.

أضاف: "وجب أن نقرأها بحذر شديد، ذلك أنه ثبت من خلال عدة دراسات واستقصاءات، أن المستجوبين لا يعبرون عن حقيقة مشاعرهم وسلوكاتهم- خصوصًا إذا كانت تخالف الحس العام المشترك- مما يؤدي إلى إضفاء نوع من “المرغوبية الاجتماعية” على مجموعة من السلوكات والمواقف واتجاهات القيم. ولعل من بين التفسيرات التي توصلنا إليها، أن مسألة الإزدواجية في السلوك، ليست مرتبطة بنسق الشخصية/الفرد فحسب، بل إنها ترتبط بنسق الجماعة/ المجتمع، والذي يعيش على وقع التوتر بين المعايير المرجعية، بما فيها الدينية، وبقية الأنساق المجتمعية. حيث يقوم بتبرير مجموعة من السلوكات، ويضفي عليها قبولا اجتماعيًا، وإن كانت غير مقبولة منطقيًا.

و أبرزأن  هناك نسق المجال، والذي قد يكون اقتصاديا أو سياسيا أو اجتماعيا أو حتى ثقافيا، ويتحكم في سلوكات الأفراد والجماعات، من خلال مجموعة من التأثيرات والإشراطات، التي قد تكون خارجة عن وعي الأفراد، وفي هذا الصدد، تحدث الباحث عن المعضلة الثقافية، بالمنظور السوسيوأنثربولوجي للمفهوم، حيث بين أن تفسير ازدواجية السلوك، ينبع من نوعية الثقافة السائدة في المجتمع، والتي تعرف قطائع على ثلاثة مستويات: قطيعة بين منهج التفكير، والمعرفة و السلوك. بمعنى آخر، ليس هناك خيط ناظم بين المكونات الثلاثة. فالفكر عندنا لا يوجه السلوك، والمعرفة بدورها منفصلة عن السلوك. وهذه الانفصامات تولد شروخات في الشخصية.

والشيء المهم الذي يستوقف الباحث رشيد جرموني في هذا التفسير، هو أن مسألة الإزدواجة ليست مرتبطة بضعف القيم الدينية أو بغيابها أو حتى بضابيتها كما يتصور البعض، ، فقد يكون الشخص/شابا أو غيره، ينتمي لجماعة دينية ويتمتع بحضور قوي للقيم التربوية و”الزهدية”، ومع ذلك قد يقع في توترات وسلوكات مخالفة لمعتقده، وذلك هو ما يمكن أن نسميه بالمأزق الثقافي، أي طريقة تمثله للسلوكات اليومية وكيفية مباشرته لها، وهل لديه منظور كلي لهذه القيم أم أنه يعيش على وقع التجزيء والتفكيك بل حتى إلى تشظي القيم. وبالتالي ينعكس ذلك على سلوكاته وتصرفاته؟؟.

yeslibya
yeslibya

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراسة تؤكد أن الشباب المغربي يعيش إزدواجية في تدينه و خلل في القيم دراسة تؤكد أن الشباب المغربي يعيش إزدواجية في تدينه و خلل في القيم



تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 01:27 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن هوية ضحية حادث إطلاق نار في مراكش

GMT 05:36 2017 الجمعة ,07 إبريل / نيسان

شبكة "CBC" الفضائية تعرض مسلسل "الكبريت الأحمر"

GMT 02:57 2017 السبت ,21 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تتجه إلى المزارع لمواجهة المقاطعة العربية لها

GMT 19:46 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

شريف عامر يستضيف عمرو موسى في برنامج "يحدث في مصر" الثلاثاء

GMT 02:58 2016 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

دراسة تكشف علاجًا جديدًا لمرضى السكري من جلد المرضى

GMT 02:16 2014 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

كباب خشخاش

GMT 14:05 2015 الثلاثاء ,11 آب / أغسطس

فوتو سيشن الخاص بدعوة فرح مي كساب وأوكا
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya