الدار البيضاء - جميلة عمر
اعتقلت السلطات الغابونية في العاصمة ليبروفيل المدعو محمد آيت بنعلي الذي يشغل منصبًا ساميًا في شركة ساترام – مارين المغربية، مساء السبت، والمتابع من طرف السلطات المغربية في الملف الشهير " درابور"، ضمن مجموعة المتهمين الأساسيين الفارين من العدالة التي أصدرت في حقهم مذكرة اعتقال وطنية ودولية.
ووجه القضاء الغابوني للمدعو أيت بنعلي، اتهامات السطو وتبديد المال العام، كما يتابع من طرف السلطات المغربية من أجل جنح خيانة الأمانة والمشاركة في استعمال أموال الشركة بسوء نية، ويعلم تعارضه مع المصالح الاقتصادية في المغرب، بغية تحقيق أغراض شخصية، وتفضيل شركة أخرى لوجود مصالح مباشرة وغير مباشرة معها.
وتعتبر شركة "درابور"، أكبر شركة لجرف رمال الموانئ في المغرب، تعود للراحل لحسن جاخوخ، الملياردير العصامي الذي اقتنى الشركة مقابل 33 مليار سنتيم بعد قرار خصخصتها سنة 2007، ومساهمون في الشركة بينهم زوجته وابنه طارق وشريك آخر يدعى "عبد البار.م".
وبدأت أولى المشاكل في هذه الشركة حين هاجم الابن طارق وعبد البار.م على صديق للأب لحسن جاخوخ يدعى "الدكتور عزيز.م" الذي يتهمانه بكونه يسعى للسيطرة على الشركة التي بناها لحسن جاخوخ مستغلًا الثقة العمياء لهذا الأخير فيه، محاولين كشف ما اعتبراه وجها آخر من الوجوه المتعددة لـــ"الدكتور عزيز". هذا الرجل الغامض الذي تمكن، حسب ما تداولته عدد من الأخبار على الشبكة العنكبوتية، من النصب على مسؤولين سياسيين ورجال أعمال غالبيتهم من الأفارقة في عمليات كبرى لا يزال صداها مدويًا على أعمدة بعض أهم الصحف الرصينة، وهو الذي دخل المغرب بجوازات سفر متعددة يمتلكها بعدما ظل لأسباب غامضة خارج الوطن لسنوات طويلة، وأمور أخرى نشرت بوسائل إعلام بعينها، ثم تقربه من لحسن جاخوخ في أفق السيطرة على أعماله، حسب أقوال عائلة الأخير.
وتطور الصراع، بعد هذه المعركة الأولى فظهرت على مسرح الأحداث أسماء كبيرة يتولى بعضها مسؤوليات رفيعة حاليًا، في النهاية، وبشكل لا يتماشى وتطورات الأبحاث في القضية، وتقرر اعتقال الابن طارق وآخرين بناء على شكوى تقدم بها والده يتهمه فيها، إلى جانب مسيرين آخرين لـــ"درابور" بخيانة الأمانة والتصرف في مال مشترك بسوء نية، بغية تحقيق أغراض شخصية وتفضيل شركة أخرى لهم بها مصالح مباشرة وغير مباشرة.
وستظهر في الأيام المقبلة، الكثير من التفاصيل المثيرة، وسيشهد الملف الذي بدأ في صمت داخل أروقة المحاكم، تضخمًا مثل كرة الثلج، التي أضحت تكبر كلما تقدم مسار التحقيق القضائي، خصوصًا بعدما صار جميع الأطراف متهمين، بمن فيهم الأب جاخوخ الذي اتهمه شريكه عبد البار بتزوير محضر جمع عام الشركة، ثم وصل إلى اعتقال الابن وبعض أطر الشركة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر