أمسية "مبدعون في الذّاكرة" تحتفل بذكرى رحيل "فنان الأجيال" العربي الدغمي

على أنغام مغربية أصيلة تجدّدت ذكرى رحيل الفنان المغربي الراحل العربي الدغمي في المسرح الوطني محمد الخامس، بعد ربع قرن من رحيله، خلال الدورة الثانية من مهرجان "مبدعون في الذّاكرة".

وتضمّن الحفل، الذي تذكّر العربي الدغمي، صوت المسرح الإذاعي المألوف لدى أجيال من المغاربة، والوجه التلفزيوني والسينمائي والمسرحي المعروف، مقترحا بتسمية معالم باسمه، ووقوفا لقراءة الفاتحة على روحه وروح الفنانين الراحلين، وعتابا على نسيان جزء عريض من جيل ما بعد الثمانينيات لمساره ورمزيّته.

محسن الدغمي، ابن الراحل، ذكّر بأنّ والده، الذي "بلغ النجومية في وقت كانت لا تزال محتشمة شيئا ما"، كان "سفيرا لبلده وأعطى صورة حسنة عنه". مذكّرا بارتدائه في العاصمة البريطانية لندن، وهو ضيف عليها في إطار تقديم فيلم "الرجل الذي أراد أن يكون ملكا"، طربوشا تقليديا وجلبابا أخضر؛ لأن المغرب كان يحتفل بأوّل عيد للمسيرة الخضراء.

بدوره، قال حسن الدغمي، نجل الراحل، إنّه "يحز في النفس عدم معرفة الشباب العربي الدغمي وأفلامه، وأعماله"، وزاد: "الجهل به معناه أن هناك تقصير".

ودعا المتحدّث إلى الاهتمام في الدورات المقبلة بأسماء فنية مغربية بارزة، من قبيل أحمدي أزرق، والتونسي، وأحمد الغربي، والهاشمي بن عمرو. قبل أن يجمل قائلا: "نريدهم في الواجهة، ونريد أن نتعرف عليهم، وكفى من الفنانين الشرقيين والغربيين".

من جهته، ذكر عبد الكريم بناني، رئيس جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، أنّ "مهرجان "مبدعون في الذاكرة" يستعيد ذاكرتنا الوطنية في اهتماماتنا الفنية والثقافية عامة، ويكرّم وجوها من وجوه الفكر والثقافة والعلم والرياضة في المملكة السعيدة".

وذكر بناني أنّ "ممّا يثلج الصدر أن الاختيار هذه السنة وقع على هذا الرمز (...) المبدع الكبير، الفنان العميق، ورجل النكتة والظلّ الخفيف، العربي الدغمي".

واستعاد المتحدّث ذكرى إعجابه بالفقيد، ولقائه به في فندق بفاس وهو في حالة غريبة لا يجيب ولا يتفاعل مع أحد، قبل أن يتبين له فيما بعد أنّه كان يشتغل على فيلم في تلك الأيام، وكان يتقمّص دور الشخص الذي سيمثّله في الفيلم".

وشدّد عبد الكريم بناني على أنّ العربي الدغمي كان محترفا احترافا كبيرا، وعلميا، وفنيا، وكان "رجلا ازداد بالفن ومع الفن ومن أجل الفن، فكان مسرحيا متميزا وممثلا عملاقا، ورجلا معطاء كريما".

وقد عرف هذا المحفل تكريم عبد الكامل دينية، الزجّال والدبلوماسي السابق. كما استقبل الكاتب المسرحي عبد الكريم برشيد ضيف شرف الدورة الثانية من مهرجان "مبدعون في الذاكرة".

قد يهمك ايضا
ملحمة فنية تمزج الموسيقى المغربية بالفلامنكو في مسرح محمد الخامس
غياب الدعم وضعف الأنشطة يخلق ركودا ثقافيا في المدن الصغرى