تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة
آخر تحديث GMT 07:17:55
المغرب اليوم -

يظهر تأثيرهم الممتد على نحو واضح

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

أزياء مصر القديمة
القاهرة ـ المغرب اليوم

لطالما مثلت مصر القديمة حقبة من الحضارة الإنسانية تبوح دائماً بأسرارها ونقوشها التي تتكشف يوماً بعد يوم، وكما ألهم وأثر الفراعنة في العاملين بمجالات العمارة والطب والهندسة والفلك، يظهر تأثيرهم الممتد على نحو واضح في عدد من عروض الأزياء المعاصرة.

محطات قديمة وحديثة تكشف كم ألهمت الحضارة الفرعونية مصممي الأزياء على مر التاريخ، ولعل أحدثها كان ما ذكرتنا به دار الأزياء الفرنسية «شانيل» التي أطلقت مجموعة من خطها السنوي «ميتييه داغ»، تستعرض فيها خبرات ومهارات ورشاتها المتخصصة، في بداية الشهر الماضي. قُدم العرض داخل متحف «متروبوليتان» للفنون في مدينة نيويورك، لكن كل ما فيه كان يعبق بروح مصرية. فعبر 81 تصميماً مستقى من الحضارة الفرعونية، قدم المدير الإبداعي للدار، كارل لاغرفيلد، وجهة نظره الفنية مستلهماً من الفراعنة، من دون أن يتخلى عن لمسات عصرية حققها من خلال السترات المصممة من نسيج التويد والجلد.

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

وعلاقة الأزياء بالحضارة الفرعونية بدأت قبل عرض «شانيل» بنحو قرن من الزمان، وتحديداً في مطلع القرن العشرين، عندما جسدت الممثلة الأميركية ثيدا بارا دور الملكة «كليوباترا» في فيلم صامت عام 1917. عندها، بدأ العالم يعرف أزياء ملكات مصر، ثم جاء اكتشاف عالم الآثار وعلم المصريات هوارد كارتر مقبرة الملك توت عنخ آمون، في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1922، ليفتح كنزاً لكل عشاق الإبداع، ولم يكن أحد يتوقع مدى تأثير هذا الاكتشاف في عالم الموضة، فكانت مقبرة توت عنخ آمون بمثابة عالم من الحُلي والزخارف والفنون والتصاميم التي أثارت حِس مصممي الأزياء منذ ذلك الوقت إلى الآن.

وكان للفراعنة تأثير آخر على الموضة لا يتعلق بالتصاميم والزخارف، بل يرتبط بالنسيج الذي استخدمه المصريون القدماء لملابسهم، وأصبح الكتان الخفيف الرقيق الذي يسمح باللف والحركة مدخلاً جدياً لتطويع الخامات في الأزياء.

وفي خريف عام 1997، قدّم المدير الإبداعي لدار الأزياء «ديور»، المصمم البريطاني جون غاليانو المعروف بأسلوبه المسرحي وعشقه للاستعارات التاريخية، مجموعة أطلقت عليها مجلة «فوغ» وقتها «محاكاة فانتازية لمصر القديمة». وذكرت أن المصمم قدم تصاميم مستوحاة من مصر القديمة، مع مزيج عصري، ليخرج عرض أزياء شبيه بعمل فني على المسرح التجريبي، استلهم كثيراً من التصاميم من الملكة «كليوباترا» على وجه الخصوص، فكانت روحها حاضرة، ليس في التصميم فحسب، بل في المكياج والشعر والحُلي.

ويبدو أن غاليانو استحلى تأثره باللمحة الفرعونية، لذلك أعاد الكَرَّة في شتاء 2004 وقدم تشكيلة جديدة مستوحاة بالكامل أيضاً من أزياء المصريين القدماء، وشرح حينها أنه فعل ذلك بعد رحلة جوية قام بها في مصر، وحلق فيها بمنطاد فوق وادي الملوك وهو يزور القاهرة وأسوان والأقصر. وكانت النتيجة عرض أزياء مسرحياً مليئاً بالفانتازيا، مزج فيه غاليانو التاريخ والفن والخيال وحسه الإبداعي، واستعان فيه بكل الكنوز الفرعونية المتاحة، بداية من اللون الذهبي الذي سيطر على العرض، والمبالغة في المكياج الذي وصل إلى حد إخفاء ملامح العارضات بالكامل، ليظهرن وكأنهن ملكات فرعونيات، كما استعان بالحُلي من الذهب والفضة والأحجار مثل الفيروز والمرجان، والكريستال على شكل الجعران والنسور، إضافة إلى استخدامه جلد الحيوانات بنقوشه الجامحة.

وذهب المصمم الشهير إلى أقصى درجات الخيال، باعتماد أقنعة وقبعات تعود لملكات مصر القديمة، مثل نفرتيتي، حتى أن المومياوات ظهرت على ممشى الأزياء، حيث قدم غاليانو فساتين مُصممة من شرائط على قوام عارضة الأزياء من الرأس إلى أخمص القدمين.

وغازل آخرون الحضارة الفرعونية، ومنهم المصمم البريطاني ألكسندر ماكوين الذي بدأت علاقته بالتصاميم المستوحاة من الزخارف المصرية وأيقونات الحياة الفرعونية منذ 2007 حتى وفاته في 2010. واستعان ماكوين بتسريحات ومكياج الملكة «نفرتيتي» في مجموعة خريف 2007، وسيطر بريق اللون الذهبي على العرض، كما استعان بتصميم الثعابين التي تلف الصدر، محاكاة لأزياء الملكة «كليوباترا».

وكذلك كانت السمة المسيطرة على مجموعة خريف 2009، التي قدمتها المصممة الهولندية إيريس فان هيربن، هي الولع بعلم التحنيط ومومياوات مصر الفرعونية، وكان انجذابها ذا شقين: الأول هو تقنيات التحنيط، وأعربت عنه بتصاميم تقوم على تقنية الملابس المصممة من الشرائط والأربطة بالألوان الفاتحة. أما الشق الثاني، فكان مفهوم الحياة لدى قدماء المصريين، وكيف حاولوا خلق الواقع من خلال إبداعاتهم الفنية، معتقدين أن الوجود على الأرض كان وهماً، وأنه سيتحقق الكمال في الآخرة.

مجموعة ربيع 2014 لدار «Issa» جاءت هي الأخرى انعكاساً لإلهام مصر القديمة التي ظهرت عبر عين «الإله حورس» في المعتقد المصري القديم، ويرمز للأمن والحماية، وبدت طبعة العين مزينة للفساتين المصممة من الجاكار.

كما قدمت تصاميم مزدانة بخط عنق مرصع بالحُلي الذي يحاكي أغطية الرأس المعروفة في الحضارة الفرعونية، كما حضرت أيضاً ضمن هذه التشكيلة حشرة الجعران المقدسة لدى الفراعنة، وكذلك أبو الهول، والأفعى، والمرجان، واللازورد، والعقيق، بالإضافة إلى خيوط الذهب.

ليس فقط الألوان والكائنات المقدسة هي التي ألهمت مصممي الأزياء، بل أيضاً حروف اللغة المصرية القديمة (الهيروغليفية) التي كانت محور عرض قدمه المصمم الفرنسي جان بول غوتييه في مجموعة أزياء العطلات لعام 2015، والتي عادة ما يحرص فيها على مظهر انتقائي متفائل حققه من خلال طبعات زهرة اللوتس، والحروف التي تأخذ شكل حيوانات، كما استعان بالرسوم المزينة لجدران المعابد التي تعكس شكل حياة المصري القديم.

وصحيح أن مصر القديمة الثرية بالألوان والأفكار غير الدارجة كانت مخزناً للتصاميم، لكن مصر الحديثة أيضاً ألهمت المصمم اللبناني إيلي صعب في مجموعة ربيع 2017 للأزياء الراقية، التي اعتمدت أفكاراً من فترة العشرينات من القرن الماضي، وعرض تشكيلة من مصر، خصوصاً مدينة دمياط الساحلية، في دلتا البلاد.

وجاءت مجموعة صعب لتظهر بشكل مغاير عن العروض السابقة. فمن البداية، تسللت الأجواء المصرية من خلال أغنية «ألف ليلة وليلة» لأم كلثوم، ثم ظهرت على ممشى الأزياء مجموعة من التصاميم المستقاة من المراكب الشراعية التي تسير بنهر النيل، وأشجار النخيل التي تحيط به على الجانبين.

وعبر عن ذلك بتطريز مٌتقن على قماش التل الشفاف الذي جاء دلالة على نهر النيل. روح الثقافة المصرية امتدت في عرض إيلي صعب إلى مكياج العارضات أيضاً، الذي جاء مستوحى من نجمات السينما المصرية في الخمسينات، مثل هند رستم، ونادية لطفي المعروفة برسمة عيون القطة.

وقد كان عرض دار الأزياء «شانيل» الأخير، الذي أنهى دورة الموضة لعام 2018، تذكيراً بهذا التاريخ الملهم الذي لا ينضب أبداً.

قد يهمك أيضا

لين آل يونغ تكشف عن مزج تصميمات الشعوب الأصلية بالأزياء المعاصرة في منتجاتها

لين آل يونغ تكشف عن مزج تصميمات الشعوب الأصلية بالأزياء المعاصرة

 

 

yeslibya
yeslibya

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة



تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 03:00 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

هيلاري كلينتون تتعرض للسخرية من قبل "فانتي فير"

GMT 17:26 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

مدبولي يفصح عن احترام شادية لمواعيدها على "ماسبيرو زمان"

GMT 04:18 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

تجارب نيفادا النووية تكشف عن كميات كبيرة من الإشعاع

GMT 18:56 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الأسرة تستعد لإطلاق برنامج "يقظة" في المغرب

GMT 01:43 2016 الإثنين ,15 آب / أغسطس

متي يمكن معرفة جنس الجنين بوضوح

GMT 02:45 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

انتهاك بحري إسرائيلي لسيادة المياه الإقليمية اللبنانية

GMT 06:38 2015 الأحد ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

معتقل سابق في غوانتانامو يؤكد صعوبة العودة إلى الحياة

GMT 04:32 2017 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

جولة مخيفة داخل أكثر القبائل عزلة في عمق تلال بنغلاديش

GMT 10:35 2017 الأربعاء ,01 شباط / فبراير

أفكار ساحرة لتجديد المنزل بأقل التكاليف الممكنة

GMT 09:14 2017 الأحد ,06 آب / أغسطس

توقعات أحوال الطقس في كلميم الأحد

GMT 16:15 2016 الخميس ,19 أيار / مايو

اليوغا... لمحاربة النسيان وإنعاش الذاكرة
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya