القتل والتحرش مصير التونسيات في حقول الفلاحة ووقائع توثّق معاناتهن
آخر تحديث GMT 07:17:55
المغرب اليوم -

لا يتمتع 65% منهن بمزايا التأمين الاجتماعي وعقود العمل الرسمية

"القتل والتحرش" مصير التونسيات في حقول الفلاحة ووقائع توثّق معاناتهن

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

"القتل والتحرش"مصير التونسيات
تونس- المغرب اليوم

اهتزت تونس على وقع سقوط ضحايا جدد من النساء الكادحات العاملات في حقول الفلاحة، إذ قُتل 12 شخصا بينهم 7 عاملات في قطاع الفلاحة وأطفالهن وإصابة 19 آخرين أغلبهن من قرية واحدة في محافظة سيدي بوزيد التونسية. وتشير احصاءات رسمية إلى أن 65% من النساء العاملات في الفلاحة لا يتمتعن بالتأمين الاجتماعي ويشتغلن دون عقود عمل، علاوة على تعرضهن للتحرش.

وتعزو الجمعية التونسية للنساء الديموقراطيات هذه الحوادث المتكررة إلى تهاون الحكومة في فرض قوانين صارمة على وسائل النقل تحمي العاملات في القطاع الفلاحي.

وقالت وزيرة المرأة نزيهة لعبيدي إنها ستنسق مع الجهات المعنية لاتخاذ "الاجراءات اللازمة ضد من تثبت مسؤوليته عن الحادث وتعمده خرق قوانين النقل الآمن". وذكرت فاجعة سيدي بوزيد التونسيين بواقع الولايات المهمشة التي انطلقت منها شرارة الثورة التونسية أواخر 2010.

ويرى نشطاء أن الحادثة كشفت مرة أخرى فشل الدولة في تحقيق العدالة الاجتماعية، إذ تساءل أحد المغردين قائلا" كم من بوعزيزي تحتاج تونس حتى تتحقق المساواة الاجتماعية؟"

كما ذيل النشطاء تدويناتهم بصور وأسماء المتوفيات وطالبوا بمحاسبة المسؤولين عن الحادث وإنصاف عائلات الضحايا. وأطلق نشطاء فيبسوك على الضحايا ألقابا عديدة مثل "شهيدات الخبز" و"شهيدات الحقرة (الظلم)" و "مولات التقريطة (صاحبات الأوشحة)" ليلحقن بركب مواطنين قضوا وهم يبحثون عن لقمة العيش أو يطالبون بحقهم في الحصول عليها.

وأشار نشطاء إلى أن معظم الضحايا أمهات معيلات وقد خلفن وراءهن عشرات اليتامى. ومن بين أبرز الصور التي تداولها المدونون حول الحادثة، صورة تظهر وشاح إحدى الضحايا وقد رفعه أبناؤها كعلم فوق الدار.

وربما كان لهذه الصورة وقع مختلف عن باقي الصور التي وثقت الحادث لأنها اختزلت حجم المأساة وواقع الطبقات المعوزة. وتحول الوشاح إلى رمز من رموز الاحتجاج في ساحات المدينة التي تعالت منها الزغاريد لتأبين النساء القتيلات.

وعلقت عايدة بن كريم:" الصورة تختزل المشهد.أمّهم هي الوطن...فولارتها (وشاحها) هي العلم...وطنهم مات...رفعوا العلم يرفرف فوق الدار... لم يُنكّسوه.لا وطن لهؤلاء غير أمّ ترعاهم وتضمن لهم لقمة عيش كريمة... هي أرضهم وهي ثروتهم وهي حامية حماهم.."

وعلى نفس المنوال، كتب أيمن بن سالم" انتقلنا إلى السرعة القصوى من قوارب الموت إلى شاحنات الموت. من الموت بالتفصيل إلى الموت بالجملة."

حسناء الجلاصي فتاة ريفية اضطرتها البطالة إلى العمل في الحقول رغم تحصلها على شهادة جامعية في التسويق. تقول حسناء لمدونة ترند :"كنت أخرج للعمل منذ الساعة 4 صباحا في سيارة لنقل البضائع يشحن عليها عدد كبير من النساء يصل إلى أحيانا إلى 20 امرأة في شاحنة واحدة صغيرة.

وتضيف: "تدفع المرأة الريفية وعائلتها ثمن ظروف العمل الصعبة من وقتها وجهدها فهي لا ترى أطفالها إلا ساعات قليلة في اليوم. كنت أعمل حوالي 12 ساعات في اليوم ولا يسمح لنا إلا بنحو 30 دقيقة فقط كقسط للراحة." تواصل: "عندما كنت اعترض على ساعات العمل الطويلة كان رب العمل يعاملني بفضاضة ويذكرني بأنني لا أعمل في إدارة وبأن علي الالتزام بما يطلبه."

اقرأ أيضًا:

النجمة سكارليت جوهانسون تعلن الترشُّح لرئاسة أميركا

أما المدونة جميلة الدريدي فرأت أن الحادثة سيدي بوزيد أبرزت "العنف الاقتصادي" التي تعاني منه المرأة في الريف. وتقول جميلة لبي بي سي ترند " في الأرياف، جل النساء لا يحصلن على الحد الأدنى من حقهن في الميراث لأن الأعراف تمنع ذلك." و تردف "غالبا ما تتقاضى العاملة في الفلاحة أجرا أقل من الرجل حتى إن كانا يقومان بنفس الأعمال."

وتتابع "يعمل بعضهن لساعات طويلة مقابل أجر يومي زهيد لا يتجاوز 10 دنانير( 5 دولار). بل إن بعضهن يضطررن إلى دفع ربع يوميتهن للسمسار أو الوسيط الذي ينقلهن إلى الحقول".

ولم يكتف المتعاطفون مع مأساة النساء الريفيات بسرد الأسباب التي أدت إلى الحادثة بل تجاوزوها للحديث عن ما أسموه بـ "حقوق النساء الانتقائية" في البلاد. 

ويعتبر قطاع واسع من المدونين أن رحلات الموت التي تفتك بالريفيات تبدد أسطورة تمتع المرأة التونسية بكافة حقوقها؛ لذا تدعو ناشطات على مواقع التواصل الاجتماعي الجمعيات النسائية في تونس إلى النضال ضد التمييز بين المرأة في المدينة والمرأة القروية. فتلك هي معركة المساواة الحقيقية، على حد تعبيرهن.

وترى مباركة بن منصور الناشطة في المجتمع المدني أن "حقوق المرأة تحولت إلى مجرد شعارات سياسية تلبي تطلعات طبقة مرفهة من النساء اللواتي يعيشن في المدن". وتستطرد:"رغم المكاسب التي حققتها المرأة التونسية منذ الاستقلال، إلا أن واقع المرأة الريفية لا يزال تعيسا".

وتكمل الناشطة "المرأة الريفية لا تضع قانون المساواة في الميراث ضمن أولياتها، فهمها الشاغل هو كسب لقمة العيش ". وتختم "لن يتحقق الأمن الاجتماعي في تونس والمساواة بين المرأة والرجل إلا بضمان حقوق المرأة الريفية وأبناء المناطق الداخلية".

قد يهمك أيضًا:

"لفات النقانق المنزلية" تُثير أزمة بين أم أسترالية ومدرسة ابنها

موجة غضب في بريطانيا بعد "معاملة مُخزية" لضحايا الاغتصاب

yeslibya
yeslibya

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القتل والتحرش مصير التونسيات في حقول الفلاحة ووقائع توثّق معاناتهن القتل والتحرش مصير التونسيات في حقول الفلاحة ووقائع توثّق معاناتهن



تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 03:00 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

هيلاري كلينتون تتعرض للسخرية من قبل "فانتي فير"

GMT 17:26 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

مدبولي يفصح عن احترام شادية لمواعيدها على "ماسبيرو زمان"

GMT 04:18 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

تجارب نيفادا النووية تكشف عن كميات كبيرة من الإشعاع

GMT 18:56 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الأسرة تستعد لإطلاق برنامج "يقظة" في المغرب

GMT 01:43 2016 الإثنين ,15 آب / أغسطس

متي يمكن معرفة جنس الجنين بوضوح

GMT 02:45 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

انتهاك بحري إسرائيلي لسيادة المياه الإقليمية اللبنانية

GMT 06:38 2015 الأحد ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

معتقل سابق في غوانتانامو يؤكد صعوبة العودة إلى الحياة

GMT 04:32 2017 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

جولة مخيفة داخل أكثر القبائل عزلة في عمق تلال بنغلاديش

GMT 10:35 2017 الأربعاء ,01 شباط / فبراير

أفكار ساحرة لتجديد المنزل بأقل التكاليف الممكنة

GMT 09:14 2017 الأحد ,06 آب / أغسطس

توقعات أحوال الطقس في كلميم الأحد

GMT 16:15 2016 الخميس ,19 أيار / مايو

اليوغا... لمحاربة النسيان وإنعاش الذاكرة
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya