مخيم الهول في سورية يروي مأساة هولنديات هربن من بلدهن للعيش تحت سطوة داعش
آخر تحديث GMT 07:17:55
المغرب اليوم -

فضلن إنجاب أطفالهن في منطقة خاضعة لسيطرة التنظيم المتطرف

مخيم "الهول" في سورية يروي مأساة هولنديات هربن من بلدهن للعيش تحت سطوة "داعش"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مخيم

هولندية هرت من بلدها للعيش تحت سطوة "داعش"
دمشق - المغرب اليوم

تجيد التحدث باللغتين؛ العربية والإنجليزية، إلى جانب لغتها الأم الهولندية. قالت إنها هربت من بلدها لأنها كانت تخشى من إشهار إسلامها وارتداء اللباس الشرعي و النقاب بحرية. آنذاك كانت طفلة عمرها 16 سنة تدرس اللغة الإنجليزية بالصفوف الأولى من المرحلة الثانوية، تحلم بأن تصبح مربية ومرشدة أطفال، لكنها قررت الزواج وإنجاب الأطفال في منطقة خاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» المتشدّد، ظناً منها بقضاء حياة هادئة كالتي عاشتها في وطنها، وفضلت العيش في كنف التنظيم المتطرف الذي ذاع صيته على منصات التواصل الاجتماعي جراء الأعمال الوحشية والجرائم التي ارتكبها.

في بداية حديثها، طلبت عدم الإفصاح عن هويتها الكاملة والمدينة التي تتحدر منها، وقالت إن أبويها لا يزالان على قيد الحياة ولا تريد إيذاءهم حتى لا يكونوا عرضة لعدسات المصورين وعناوين الصحافة الهولندية.

بدأت تروي أماليا رحلتها وكيف اتخذت قرار السفر، لتقول: «تعرفت على نساء التنظيم عبر موقع (تويتر). أعجبت بأفكارهنّ وقررت السفر لسوريا»، حيث كانت على علاقة بمغربي يكبرها بـ7 سنوات ويعيش بالقرب من منزل عائلتها، وسافر الأخير إلى سوريا نهاية 2013 والتحق بتنظيم «جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)»، وعندما طلب منها القدوم إلى سوريا وافقت دون تردد، لكنها لم تراعِ مشاعر أسرتها وصديقاتها، وأضافت: «لم أخبر أحداً، في الليلة الأخيرة ودّعت أهلي وهم نائمون، كما أني لم أثق بصديقاتي خشية من افتضاح أمري وإبلاغ السلطات الهولندية».

اقرا أيضًا:

سعودية ضمن أعضاء لجنة التحكيم في مسابقة ملكة جمال العالم

وفي يونيو (حزيران) 2014 ظهر رجل يدعى أبو بكر البغدادي في مدينة الموصل شمال العراق، وأعلن فيها عن مناطقه، ونصّب نفسه زعيماً للتنظيم، لكن هذا اليوم حُفر في ذاكرة أماليا، وتسرد تفاصيله بدقة، وتابعت حديثها لتقول: «سألت صديقاتي الجهاديات: ماذا حدث اليوم؟ قالوا: أعلن التنظيم (الخلافة)، وهي فرض عين على كل مسلمة، ويجب السفر لبلاد الإسلام».

بدأت رحلتها بالسفر جواً من مدينتها إلى الرباط، ومنها إلى مدينة إسطنبول التركية، ثم استقلت حافلة حديثه وسافرت براً إلى مدينة غازي عنتاب الحدودية مع سوريا، لتدخل سراً إلى بلدة جرابلس المحاذية لتركيا عبر وسطاء محليين ينتمون للتنظيم.
تتذكر ليلة 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2014 بأنها دخلت سوريا؛ أكثر البلدان سخونة بالشرق الأوسط، والتقت مع خطيبها، ليتزوجا لاحقاً في بلدة تل أبيض التابعة لمحافظة الرقة، واتصلت بوالدتها بعد غياب استمر أكثر من أسبوع. وقالت: «بقيت دقائق وهي تبكي، وكان لديها شعور بأنني في سوريا، طلبت منها ألا تحزن، لكنها حتى اليوم حزينة للغاية لمصيري هذا».

خلال سنوات عيشها في سوريا ضمن مناطق تنظيم «داعش» قبل أن يطرد في مارس (آذار) الماضي على يد «قوات سوريا الديمقراطية» بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية، تنقلت بين مدن سورية عدة؛ إذ سكنت نحو عام في بلدة تل أبيض، وبعد تحريرها منتصف 2015 انتقلت للعيش بمدينة الرقة؛ أبرز معاقل التنظيم، ومكثت هناك نحو عامين، وبعد انتزاعها من قبضة الجهاديين نهاية 2017، ذهبت إلى الميادين، ثم البوكمال، وفي النهاية بلدة الباغوز، وأضافت: «بالرقة قتل زوجي، وأخذوني لمضافة النساء، وكان يشرف علينا جهاز الحسبة (شرطة التنظيم النسائية)، كانت معاملتهن سيئة للغاية، فقبلت الزواج من أول شخص يطلبني للزواج، وكان سورياً».

ويضم مخيم الهول آلاف النازحين من دول غربية وأجنبية. وتقول ماجدة أمين، مديرة المخيمات لدى «الإدارة الذاتية»، إنّ تعداد المخيم يبلغ اليوم 91 ألفاً و905 أشخاص، أما النساء المهاجرات وأطفالهنّ فيبلغ العدد نحو 10 آلاف 734، من بينهم 3177 سيدة، والباقي أطفال. وطلبت إدارة المخيم من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة «أطباء بلا حدود»، فتح نقطة طبية ومكاتب لتقديم الخدمات العلاجية والإنسانية لقاطني هذا القسم.

واليوم تنتظر 50 امرأة هولندية مع أطفالهن في مخيم الهول الموافقة من سلطات بلادهم على العودة إلى الوطن، لكن حكومتهم ترفض استعادة المقاتلين المتطرفين وعائلاتهم، لكنها أبدت مرونة في استقبال الأطفال الأيتام من أبنائهم، وتسلمت بالفعل طفلين في يونيو (حزيران) الماضي.

وعبّرت الهولندية أماليا عن رغبتها في العودة إلى بلدها، وأن يكون المخيم مأوى مؤقتاً لها ولطفلها ومولودها المقبل، وقالت بصوت ممزوج بالحزن واليأس: «عندما أصبحت أُمّاً أدركت ماذا يعني قلب الأم. اليوم أدرك أنني أخطأت بحق أسرتي. 5 سنوات كانت كافية للوصول إلى هذه النتيجة».

قد يهمك أيضاً :

آخر تفاصيل محاكمة المُتهمين في جريمة قتل سائحتين ضواحي مراكش

المتهم الرئيسي في قتل سائحتي إمليل يكشف تفاصيل مثيرة في القضية

yeslibya
yeslibya

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخيم الهول في سورية يروي مأساة هولنديات هربن من بلدهن للعيش تحت سطوة داعش مخيم الهول في سورية يروي مأساة هولنديات هربن من بلدهن للعيش تحت سطوة داعش



تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 03:00 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

هيلاري كلينتون تتعرض للسخرية من قبل "فانتي فير"

GMT 17:26 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

مدبولي يفصح عن احترام شادية لمواعيدها على "ماسبيرو زمان"

GMT 04:18 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

تجارب نيفادا النووية تكشف عن كميات كبيرة من الإشعاع

GMT 18:56 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الأسرة تستعد لإطلاق برنامج "يقظة" في المغرب

GMT 01:43 2016 الإثنين ,15 آب / أغسطس

متي يمكن معرفة جنس الجنين بوضوح

GMT 02:45 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

انتهاك بحري إسرائيلي لسيادة المياه الإقليمية اللبنانية

GMT 06:38 2015 الأحد ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

معتقل سابق في غوانتانامو يؤكد صعوبة العودة إلى الحياة

GMT 04:32 2017 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

جولة مخيفة داخل أكثر القبائل عزلة في عمق تلال بنغلاديش

GMT 10:35 2017 الأربعاء ,01 شباط / فبراير

أفكار ساحرة لتجديد المنزل بأقل التكاليف الممكنة

GMT 09:14 2017 الأحد ,06 آب / أغسطس

توقعات أحوال الطقس في كلميم الأحد

GMT 16:15 2016 الخميس ,19 أيار / مايو

اليوغا... لمحاربة النسيان وإنعاش الذاكرة
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya