الرباط - المغرب اليوم
قالت نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، إن "الدولة المغربية نهجت اختيارات عديدة ساهمت في تعميق الفوارق الاجتماعية والمجالية، إذ تسببت في إضعاف المستوى الثقافي والحس النقدي لدى الطلاب والتلاميذ، إلى جانب تكريس العنف داخل أقسام المدرسة ومدرجات الجامعة".
وأضافت منيب، خلال تأطيرها ندوة تحت عنوان "التعليم العمومي..إلى أين؟" بمدينة مراكش، أن "المدرسة ينبغي أن تأخذ مكانتها داخل النموذج التنموي الجديد، عبر الإجابة عن السؤال المحوري: أي مواطن لأي مجتمع؟"، مؤكدة أن "الدولة سعت إلى تكريس الطاعة العمياء والخوف الدائم في المدرسة".
وشددت الفاعلة الحزبية على أن "المناهج المعتمدة في المدرسة العمومية فقيرة للغاية، ما يستلزم توفير التعليم للجميع، بوصفه حقاّ أفقيا، في إطار مشروع دمقرطة الدولة والمجتمع بشكل عام"، معتبرة أن "المنحى الذي تسطره الدولة السلطوية يخدم مصالحها".
وترى المتحدثة، في سياق تشخيصها لوضعية المدرسة العمومية بالمغرب، أن "ما تعرفه المدرسة الحالية يناقض تصورات القوى التقدمية والوطنية، لأنها تتسم أساسا باستعباد الإنسان باسم مسميات الدين وغيرها، ما نتج عنه غياب الجودة والردة الثقافية"، مبرزة أن "الموضوع يحتاج إلى حوار وطني من أجل جعل المنظومة التعليمية قادرة على التغيير المجتمعي".
"رغم المسلسلات المتتالية لما اصطلح عليه بإصلاح التعليم منذ الاستقلال فإن المدرسة تعيش أزمة مستمرة، ليست بالقطاعية وإنما هي مجتمعية"، تورد منيب، داعية إلى "تحقيق المساواة عوض تكافؤ الفرص، ما من شأنه فتح الفرص لكل فئات الشعب، ما يعني تحرر الإنسان".
وأردفت: "13 في المائة من الشباب فقط يصلون إلى مستوى البكالوريا، بينما 87 في المائة مصيرهم الهدر المدرسي كل سنة، فينضافون إلى صفوف الأمية؛ التي وصلت إلى ما قدره 47 في المائة في صفوف النساء، بينما تبلغ 27 في المائة في صفوف الرجال، فضلا عن وجود مليونين من الشباب بدون أي تعليم أو تكوين، وكذلك 12 في المائة فقط من الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 سنة يبلغون التعليم العالي".
وتابعت منيب: "نتذيل الترتيب الدولي بخصوص جودة التعليم، بسبب عدم توحيد المدرسة المغربية؛ بين التعليم العتيق والعمومي والمؤدى عنه والبعثات، دون إغفال إسهام الدولة في تسليع التعليم الذي تنطبق عليه معايير السوق تماما".
ولفتت القيادية السياسية إلى أن "أزمة المغرب لا تكمن في النمو الاقتصادي الضعيف، بل تتجلى أساسا في فشل المنظومة التعليمية".
قد يهمك أيضًا:
نبيلة منيب تبكي عقب تأييد حبس المتهمين في أحداث "الحسيمة"
نبيلة منيب تحضر ذكرى تأسيس جبهة تحرير فلسطين
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر