الشهبوني  فنان أمازيغي يلامس شغاف القلوب بـمرثية رويشة
آخر تحديث GMT 07:17:55
المغرب اليوم -

الشهبوني .. فنان أمازيغي يلامس شغاف القلوب بـ"مرثية رويشة"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الشهبوني .. فنان أمازيغي يلامس شغاف القلوب بـ

مصطفى الشهبوني
الرباط - المغرب اليوم

كان مصطفى الشهبوني فنانا كباقي فناني الأطلسين المتوسط والكبير الشرقي، يعرفه عموم الجمهور محليا وإقليميا؛ لكن بعد أدائه "مرثية رويشة" التي بثتها القناة الثامنة "تمازيغت"، بزغ نجمه وأمسى "أنازور" المغاربة أجمعين من الأمازيغ وغيرهم، لا سيما بعد أدائه الموفق للأغنية الشهيرة "خنيفرة داثالا"، أي "خنيفرة تبكي"، بمناسبة رحيل رويشة إلى دار البقاء في 17 يناير من سنة 2012.

المولد والنشأة

ولد مصطفى الشهبوني سنة 1976 بالريش إقليم ميدلت، وفي ما بعد تحولت أسرته إلى أغبالو بالإقليم ذاته، وهناك ترعرع ونما وكبر إلى أن صار فنانا له جمهوره.

درس الشهبوني بأغبالو إلى أن بلغ مستوى الثانية بكالوريا؛ يعتمد في معيشته على فلاحة بسيطة، علاوة على أنه موظف في الجماعة الترابية لأغبالو.

تشكل أغبالو للشهبوني موطنه الأم، لأنه نسج بها علاقات وتعرف على أناس من قبائل مختلفة، "إذ لولا أغبالو لما صرت الشهبوني اليوم، لأنها هي التي صنعت الفنان الذي نتحدث عنه الآن، وربما لو لم آت إلى أغبالو ما كنت لأتقن فن الوتر، لأنها موطن الفنانين وكبار الشعراء الأمازيع"، يوضح الشهبوني لهسبريس.

البدايات الفنية

خاض الشهبوني غمار الغناء لأول مرة في حياته سنة 1982 بالريش في منصة عيد العرش، ولما رحلت أسرته إلى أغبالو بدأ الغناء في الحفلات المدرسية. وخلال مقامه في القسم الداخلي بميدلت، كان نشيطا ويمارس إلى جانب الفن، المسرح كذلك.

وفي سنة 1993، "كنت تلميذا في الأولى بكالوريا، وكان يدرس معي زميل من أيت عياش، أسرة هذا الأخير كانت تُعد عرسا؛ لكن الفنان الذي عولوا عليه لم يأت لظروف، فوجدوا أنفسهم في ورطة".

وأمام هذا الوضع غير الكائن في الحسبان، يضيف الفنان نفسه، "اقترحني ابنهم فوافقوا حتى قبل لقائي؛ لكن بعد حضوري توجسوا لصغر سني، غير أن هذا التخوف سرعان ما تبدد بعدما شرعت رفقة زميلين في الأداء كالمحترفين، فبدأت التصفيقات تتعالى والصفير وأصوات الإشادة والغناء تبلغ مسامعي وأنا أعزف، ومن ثمة تفتقت موهبتي الغنائية إلى أن صرت ما أنا عليه اليوم بفضل الجمهور الذي أكن له كل المحبة".

الإكراهات الفنية

يعاني الفنان بشكل عام، والأمازيغي على وجه التحديد، من انهيار المؤسسات وشركات الإنتاج بسبب القرصنة. وقد أفضى هذا الوضع الجديد إلى تواري مجموعة من الفنانين الأمازيغ عن الأنظار، يؤكد الشهبوني لهسبريس.

"في الماضي، كانت شركات الإنتاج متاحة للفنانين المبتدئين، فكانت الفرصة تعطى للجميع؛ لكن البقاء والانتشار للأصلح، بعدما ينصت الجمهور وعموم المستمعين إلى موسيقى كل فنان على حدة". أما اليوم، ومع التطور التكنولوجي والانفجار المعلوماتي، "فعلى الفنان أن يبادر إلى إنشاء صفحته على "فيسبوك أو قناته على "يوتوب"، وفي حالة لم يصل إلى عدد معين من المشاهدات، فإن عمله لا ينتبه إليه أحد، ويظل يرسله على "واتساب" إلى أصدقائه بشكل مجاني دون مقابل على أمل أن يصبح محط أنظار، نظرا لتعدد الألوان الغنائية وتنوعها، دون أن نُنكر أن لانتشار الأنترنيت محاسن أيضا استفاد منها من حالفهم الحظ وابتسمت لهم الحياة".

كما ذكر الشهبوني، كذلك، أن "المغربي اليوم لم يعد يشاهد القنوات المغربية؛ بل هناك أسر لا تلتفت إليها، إذ تتجه أنظارها إلى القنوات المشرقية، وبالتالي هذا يؤثر بشكل واضح على الفنان المغربي بشكل عام، باستثناء أصحاب الفن الشبابي اليوم".

ولم ينس الشهبوني دور فعاليات المجتمع المدني الذي تراجع بشكل ملحوظ، بعدما تجاهلت دورها في تأطير الفنان وتوجيهه، و"هذا ما أفضى بنا إلى التخبط في فوضى عارمة نأمل تخطيها بتضافر الجهود وتدارك الموقف".

كما أن قلة الإمكانات لدى الفنان، خصوصا الأمازيغ، من جملة الإكراهات التي تقف في طريقه وتفرمل تطوره، إذ يحدث في أحايين كثيرة أن يصور أغنيته بهاتفه محاولا تسويقها بماله الخاص، وهذا يندى له الجبين حقيقة، ويستحق منا وقفة تأمل لمعرفة إلى أين يسير الفن الأمازيغي بالخصوص، في الوقت الذي نسمع فيه عن فنانين مغاربة آخرين ينفقون أموالا طائلة على فيديو كليب من 5 دقائق فقط، وهذا يحيلنا مباشرة إلى أن هناك فنانا يُدعم وفنانا متخلى عنه؛ لأن القطاع للأسف غير مهيكل".

حكاية "مرثية رويشة"

كان الشهبوني فنانا محليا، لكن طموحاته وتطلعاته كانت سببا في اختياره لأن يؤدي تلك الأغنية في حفل تأبين الراحل/ الخالد رويشة، نظرا إلى براعته في إتقان الوتر والعزف عليه.

"قبل المرثية، مررت في برنامج تلفزيوني بعنوان "تيروريوين" سنة 2011، وكان مروري موفقا، على اعتبار أن القناة حينها كانت حديثة التأسيس وكل الأمازيغ يشاهدونها، وهذا ما جعل الجمهور يتعرف علي شيئا فشيئا، زد على هذا أن الراحل رويشة تحدث لاحقا في البرنامج نفسه عني وذكر اسمي على شكل تزكية، وهذا الاعتراف جعل الكثيرين يتساءلون من يكون الشهبوني هذا".

وبعد أشهر، ترجل رويشة من سفينة الحياة، وكان لا بد من حفل تأبين له في مسرح محمد الخامس بالرباط، ولم يجد المنظمون أفضل من الشهبوني لأداء المرثية، التي كانت من كلمات محمد أحوزار وألحان وغناء الشهبوني؛ هذا الأخير توفق في أدائها ولقيت إعجاب عشاق فن الوتر والفن الأمازيغي عامة.

وعلى الرغم من نجاح القطعة الموسيقية، وبداية شهرة الشهبوني، وانتقائه من ضمن فنانين كثيرين لغنائها، فإنه لا يُعتبر نفسه خليفة رويشة ولا وريثه؛ ذلك أنه "لا أؤمن بالخلافة لا في الفن ولا في الدين ولا في السياسة ولا في الرياضة".

الفن والقوت اليومي

كان الفن كافيا لضمان القوت اليومي للفنان في ذاك الزمن الذي كان فيها صاحب عرس أو حفلة يدعو الفنانين إلى الغناء وخلق الفرجة والمرح؛ لكن اليوم، يحسم الشهبوني، في حديثه لهسبريس، بات الفن غير كاف للعيش.

"يجب توفر مورد رزق آخر للفنان، لأن الأعراس حاليا على سبيل المثال تُصرف عليها مبالغ كبيرة؛ لكن دون دعوة فنان، فقط يعتمدون على "الديدجي"، الموسيقى الجاهزة المسجلة في الأسطوانات، دون أن يستفيد الفنان شيئا".

وهذه الظاهرة الخطيرة لم ينتبه إليها عامة الناس والفنانون أنفسهم، يتابع الشهبوني، "فهذا الوضع الجديد يكرس الهشاشة الاجتماعية لدى الفنان الأمازيغي الذي طالما سمعنا أو قرأنا أنه يعاني وطريح الفراش ويناشد المساعدة لتجاوز المحنة جراء العطالة الفنية المفروضة عليه".

ولرد الاعتبار للفنان، يقترح الشهبوني إنشاء في كل إقليم مسرح القرب على غرار ملاعب القرب، لتحتضن كل نهاية أسبوع أنشطة وتظاهرات فنية، ضيوفها فنانون إقليميون، مع تحديد ثمن رمزي للجمهور الراغب في الفرجة، وبتلك المبالغ بالإمكان دعم الفنان الحامل للرسالة.

.قد يهمك ايضا
برلمانيون يتغيبون للمرة الـ16 عن "أشغال اللجان"
مجلس النواب يضعون معاملات الأبناك تحت المجهر

yeslibya
yeslibya

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشهبوني  فنان أمازيغي يلامس شغاف القلوب بـمرثية رويشة الشهبوني  فنان أمازيغي يلامس شغاف القلوب بـمرثية رويشة



تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 06:52 2017 السبت ,25 آذار/ مارس

السطو بحسن النية

GMT 05:59 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

اللغة كائن حي

GMT 04:35 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

غادة عبد الرازق تستغل مرض عمروسعد في فيلم "الكارما"

GMT 09:36 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

الباحثون يكتشفون أسرار عمرها 4500 عام داخل الهرم الأكبر

GMT 01:05 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

تنظيم ملتقى عن التحول نحو اقتصاد المعرفة في الرباط

GMT 02:17 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

العاصمة الأردنية تحيي ليلة مصرية من الطراز الأول

GMT 14:44 2014 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

المغربيّة وئام الدحماني تشارك في عمل درامي جديد

GMT 19:32 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

برج النمر.. مستقل وشجاع ويحقق طموحه بسرعة كبيرة

GMT 02:25 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

تجنب آثار شرب الكحول في حفلات الكريسماس

GMT 15:35 2013 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

أفكار رائعة لتصميمات الحدائق فوق أسطح المنازل

GMT 01:46 2014 الجمعة ,14 آذار/ مارس

مجموعتي الجديدة تصف مصر من وجوه البدويّات
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya