رحل عن دنيا الناس خالد بوزوبع فنان، أكاديمي مغربي أستاذ درّس المنطق والابستمولوجيا وتاريخ العلوم بشعبة الفلسفة بكلية الآداب ظهر المهراز في العاصمة العلمية فاس.
وكتب عز العرب لحكيم بناني، أكاديمي مغربي، أنّ الفقيد خالد بوزوبع فنان "كان يجمع بين معرفة رصينة بالرياضيات العربية والفلسفة المعاصرة في الرياضيات والمنطق"، وأضاف: "كان بوزوبع عاشق المفهوم المجرد والأشكال الرمزية (...) وفيلسوفا حاول استثمار كانط والنظريات الحدسية في الرياضيات، وبراور، وغيره من أجل إعادة تأسيس الفلسفة".
وذكر عز العرب لحكيم بناني أنّ طموح الفقيد الكبير الذي عرفه لمدّة أربعين سنة كان "أكبر من طاقات جسده، وكانت حدوسه المعرفية أكثر تجريدا من قدرته على التبليغ. فعاش في عالمه الرمزي فنانا وعالما ومؤرخا".
وزاد مؤكّدا: "كانت غيرته كبيرة على البحث العلمي وعلى الصرامة المنهجية. فكان يحب أن يكون صارما مع طلبته كما كان صارما مع نفسه وأراد أن يرتقي بهم إلى مرتبة العلماء وهم ما يزالون في بداية الطريق. أراد أن يقتسم معهم ومعنا عشقه للفلسفة كعلم صارم كما قال هوسرل. وظل وفيا لهذا العشق وترك وراءه أعمالا فكرية نتمنى أن تجد طريقها إلى النشر".
وكتب محمد أبلاغ، أكاديمي متخصّص في الفلسفة وتاريخ العلوم، أنّ الراحل خالد بوزوبع "رجل من عائلة كلها مبدعة مقاومة لمرض الضمور العضلي-الذي-يتطلب من المرء شجاعة منقطعة النظير للمقاومة والكفاح من أجل الحياة".
وقال الأكاديمي ذاته إنّ الراحل خالد بوزوبع أسلم الروح لبارئها بعد عمل طويل وقوي في مجال من أعقد المجالات، تتقاطع فيه الابستمولوجيا والمنطق وفلسفة الرياضيات، وأبدع في رسالته للدكتوراه مفهوما جديدا هو "l'intuition signitive"، أي الحدس العلاماتي.
وعبّر أبلاغ عن تمنّيه أن تجمع كل أعمال الراحل بوزوبع "لكي تكون هدفا لدراسات في المستقبل تبين جهود أساتذة الجامعة المغربية في النهوض بها، بمستوى ــ بالرغم من قلة الإمكانيات والتشجيع ــ يضاهي مستوى الجامعات العالمية العريقة".
وكتب مؤرّخ العلوم محمد أبطوي أنّ الدكتور خالد بوزوبع "كان باحثا حقيقيا، طرق دروبا صعبة، وأنتج أعمالا جليلة تستحق أن نعيد قراءتها ونتعلم منها الكثير".
فيما تذكّر الأكاديمي المغربي فؤاد بن أحمد الراحل خالد بوزبع فنان بأنّه "كان من بين قلة قليلة جدا من الباحثين والدارسين المنتمين إلى شعب الفلسفة بالمغرب الذين نجحوا في كسب اعتراف دولي والنشر في أجود المجلات الدولية من قبيل Arabic Sciences and Philosophy".
وكتب الأكاديمي بن أحمد يقول: "أنجز خالد بوزوبع رحمه الله رسالته الجامعية بجامعة ليل في فرنسا، عن التأويل المنطقي للهَندسات اللا-أقليدية"، كما تحدّث عن تعرفه على دراساته منذ زمن، وهو ما كان كافيا للعمل على دعوته إلى الندوة العلمية التي نظّمها بالرباط عن المنطق واستعمالاته في عام 2017.
ثم زاد: "ولأننا في المغرب نتقن تجاهل طاقاتنا ووأدها، فقد كانت تلك الندوة، حسب ما حكاه لي، هي الأولى من نوعها التي شارك فيها رحمه الله خارج مدينة فاس".
قد يهمك ايضا :
سفارة أميركا في الرباط تّصدر دليل موجه للمصدرين المغاربة لإطلاعهم على حال الأسواق
افتتاح فعاليات المنتدى المصري المغربي في مدينة الداخلة لبحث الأزمات في المنطقة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر