كارلوس غصن  من منقذ شركات سيارات إلى متورط في الفساد
آخر تحديث GMT 07:17:55
المغرب اليوم -

كارلوس غصن .. من "منقذ شركات سيارات" إلى متورط في "الفساد"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - كارلوس غصن .. من

كارلوس غصن
بيروت - المغرب اليوم
كارلوس غصن، لبناني الأصل، عقد ندوة صحافية تابعتها معظم وسائل الإعلام في العالم، ولذلك تحدث الرجل بالإنجليزية والفرنسية والعربية، علما أنه يتحدث كذلك اللغة البرتغالية. بعيدا عن قضية هروبه من القضاء الياباني الذي كان موضوع ندوته، يتساءل كثير من المتتبعين: من يكون هذا الرجل؟ كارلوس غصن هو عبقري عالمي في إنقاذ الشركات الكبرى من الإفلاس عبر إتقانه المثالي لخطة تخفيض تكلفة الإنتاج (Cost Killer). ويكمن سر نجاح كارلوس في ابتكاره لنهج جديد في تسيير المقاولات يرتكز على استعمال الخصوصية الثقافية في رفع المردودية. الرجل ليس من المدراء العاديين بل هو مدرسة لها نظرياتها في مهارات القيادة وأنتجت مفاهيم جديدة في التدبير المقاولاتي. البداية كانت من الشركة العالمية "ميشلان" المتخصصة في عجلات السيارات: بعد أن أنهى كارلوس دراسته الثانوية في بيروت، انتقل إلى فرنسا ليتابع تكوينه في الأقسام التحضيرية، ثم التحق بمدرسة بولي تكنيك، ثم بمدرسة القناطر بباريس، ليحصل على دبلوم مهندس من كلتا المدرستين. مباشرة بعد تخرجه في 1978، سيلتحق كارلوس غصن بالشركة الأولى في أوروبا المتخصصة في صناعة العجلات، العملاق "ميشلان". بعد 3 سنوات فقط من العمل، ستُسند الشركة للرجل منصب مدير لأحد أكبر معاملها في أوروبا. وفي سنة 1985 ستُكلفه بمهمة تقويم وضعية فرعها في أمريكا اللاتينية المتواجد في البرازيل، الذي كان يعاني من صعوبات مرتبطة بوضع اقتصادي مترد في المنطقة ومعدل كبير وصل إليه التضخم. هذه المسؤولية ستشكل تحولا كبيرا في مستقبل كارلوس المهني وستمكنه من إبراز مهاراته غير العادية في الريادة وفي التدبير المقاولاتي. فعكس السياسة التدبيرية التي تنهجها الشركات الكبرى في هذه الحالات، سيقوم كارلوس بنهج سياسة تدبيرية شكلت ثورة في المفهوم المقاولاتي لتدبير الأزمات. بديهة كارلوس التدبيرية قادته في البداية إلى نهج سياسة قاسية لتقليص كلفة الإنتاج، وذلك بإغلاق معملين وتقليص اليد العاملة. بديهة كارلوس لم تقف عند هذا الحد، حيث لاحظ عبقري حل الأزمات أن التسيير الصارم وعوائق ذات طابع ثقافي هي كذلك تشكل فرملة لتطوير فاعلية الشركة وليس الوضعية الاقتصادية التي تمر منها بلدان أمريكا اللاتينية فحسب. وهنا تكمن عُصارة العبقرية التي يتمتع بها الرجل. ولمعالجة الإشكالية، اهتدى غصن إلى طريقة شكلت ثورة في الفكر المقاولاتي. قام بإنشاء لجان خاصة بالتسيير مشكلة بشكل أفقي من مسؤولي الشركة تفاديا للنهج العمودي الذي يجمع بين الرئيس والمرؤوس لأن كارلوس يعتقد أن هذا النهج الكلاسيكي في التسيير يحد من فاعلية الكفاءات التي تشتغل بها الشركة. كما أن الرجل حرص على أن تكون هذه اللجان المكلفة بالتسيير مشكلة من جميع الجنسيات المتواجدة في الشركة، وذلك لإعطاء البعد الثقافي دوره في عملية النهوض بأوضاع هذه الأخيرة. حدد كارلوس مهمة هذه اللجان في تحديد الممارسات الجيدة للقيام بعمليات التصنيع. إدخال التعدد الثقافي في مجال التسيير جعل فرع "ميشلان" في أمريكا اللاتينية يستعيد عافيته ويُطور مردوديته في ظرف سنتين فقط. بعد ميشلان، شركة "رونو" تستنجد بكارلوس غصن لإخراج المجموعة من أزمتها: في 1996، غصن يدخل مجموعة الشركة الفرنسية "رونو" ويُعين في منصب المدير العام المساعد. تعيين غصن في هذا المنصب جاء بعد أن بدأت المجموعة تفقد حصتها من السوق بشكل تصاعدي وتراجعت نتائجها. كارلوس غصن العبقري في مثل هذه الحالات، شرع في تنفيذ برنامج ''فرعوني'' في إعادة هيكلة المجموعة باعتماد طريقته في تقليص تكاليف الإنتاج وضبط معادلة ''ما هو مطلوب والموارد الضرورية له''. كما أن بديهته أملت عليه تغييرا جذريا في استراتيجية المجموعة في التصنيع، وذلك بالزيادة في معايير الرفاهية في جميع سيارات "رونو". وبعد سنوات عجاف من العجز المتواصل، ستشرع الشركة في تحقيق الأرباح وتتعافى من أزمتها. غصن في شركة "نيسان" اليابانية: تقويم وضعية شركة على حافة الإفلاس: في 1999، كارلوس غصن سيشرف على اقتناء مجموعة "رونو" لـ 8،36% من رأسمال الشركة اليابانية "نيسان". في هذه الفترة كانت "نيسان" تعاني من صعوبات مالية كبيرة تهدد بإفلاسها. المستثمرون والمحللون الماليون وكذلك الفاعلون في مجال تصنيع السيارات، كلهم مرتابون من إمكانية تقويم وضعية شركة "نيسان". هذا التشاؤم كان محددا في فشل جميع المفاوضات مع الفاعلين في القطاع، على رأسهم "فورد" و"كرايزلر". لكن كارلوس غصن سيجري عكس التيار ولن يأبه للمشككين في إنقاذ "نيسان"، وسيدفع في اتجاه تفعيل الشراكة الإستراتيجية مع شريك يقف على حافة الإفلاس. بل أكثر من هذا، سيشرف شخصيا على إعادة تأهيل الشركة. هكذا سَيُعَيَّنُ غصن رئيسا مديرا عاما لـ"نيسان" مع الاحتفاظ بمسؤوليته في شركة "رونو"، وسيستقر في اليابان ليشرف على مشروع رونو-نيسان شخصيا. رغم تنقله أسبوعيا بين اليابان، فرنسا والبرازيل، سيشرع غصن في تنفيذ خطته لتقويم "نيسان" التي أعدها قبل التوقيع على عقد شراء "رونو" لحصة من رأسمال الشركة. هذه الخطة شكلت ثورة حقيقية في عالم المقاولة وجعلت اليابانيين يطلقون على غصن لقب "rellik tsoc"، بمعنى قاتل التكلفة. نجاح كارلوس سيفتح له عالما من المسؤوليات بلا حدود: في 2013 كارلوس غضن سيُعيَن رئيسا لمجلس إدارة المجموعة الروسية "أفتو فاز". وبعد شراء نيسان لـ 34% من أسهم "ميتسوبيشي"، سيُعين غصن رئيسا لمجلس إدارة المجموعة. هذا هو مسار كارلوس غصن المهني. لكن في 19 نونبر 2018 ستُعلن شركة "نيسان" اعتقال رئيس مجلس إدارتها من قبل السلطات اليابانية بتهمة التهرب الضريبي واستغلال موارد الشركة في أمور شخصية وشبهات الاختلاس. وهو الآن في بلده الأصلي لبنان في وضعية الهارب من العدالة، وحسب رأيه هو هارب من ظلم العدالة.

وقد يهمك أيضا" :

الجامعة-العربية-تتخذ-قرارها-النهائي-بخصوص-صفقة-القرن-المشؤومة

لقاء-سري-بين-رئيسة-الـ-سي-آي-أي-الأميركية-ومسؤولين-فلسطينيين

yeslibya
yeslibya

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كارلوس غصن  من منقذ شركات سيارات إلى متورط في الفساد كارلوس غصن  من منقذ شركات سيارات إلى متورط في الفساد



تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 20:49 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أحداث مهمة وسعيدة

GMT 06:40 2018 الخميس ,03 أيار / مايو

طرق إختيار الزيت المناسب لنوع الشعر

GMT 13:15 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

"ميلان" يرغب في الحصول على خدمات المهاجم ماركوس راشفورد

GMT 10:05 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

كمال الشناوي

GMT 22:34 2018 الأربعاء ,28 آذار/ مارس

تعرف على أفضل "المتاهات الثلجية" حول العالم

GMT 11:15 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

محافظ الخرج يلتقي أعضاء المجلس المحلي الجديد

GMT 07:21 2018 الخميس ,08 شباط / فبراير

ماكرون يقبل دعوة "زيارة دولة" إلى البيت الأبيض

GMT 08:43 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

المدافعون عن حقوق الإنسان

GMT 20:16 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

جماهير عُمان تسقط على الملعب أثناء الاحتفال بلقب خليجي 23

GMT 13:30 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

الاقتصاد الوطني المغربيّ يسجل نسبة نمو بلغت 3.8 %

GMT 00:22 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

منير الجعواني "مستعدّ" لتدريب الفريق البركاني خلفًا للطاوسي

GMT 10:51 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يخرج عن صمته ويوجِّه كلامًا قاسيًا للحكيمي

GMT 14:09 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

مدينة أغادير تحتضن نسخة جديدة مِن "ميس أمازيغ" 2018

GMT 18:28 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الرجاء يواجه الدفاع الجديدي في الرباط رسميًا

GMT 17:52 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق واتفورد يواصل التميز بفوز كبير على نيوكاسل السبت

GMT 14:56 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الممثلة إلهام شاهين تتحدث عن مواقفها مع الفنانة شادية
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya