تعرف على  المفكر المسلم الذي اكتشف التطور قبل داروين بألف عام
آخر تحديث GMT 07:17:55
المغرب اليوم -

تعرف على المفكر المسلم الذي اكتشف التطور قبل داروين بألف عام

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تعرف على  المفكر المسلم الذي اكتشف التطور قبل داروين بألف عام

المفكر المسلم تشارلز داروين
لندن - المغرب اليوم

تعد نظرية التطور للعالم البريطاني تشارلز داروين واحدة من أهم نظريات العصر الحديث، فقد أحدث مفهوم تغير الأنواع تدريجيا عبر ما يسمى بالانتقاء الطبيعي ثورة في فهمنا للعالم الحي. وفي كتابه "أصل الأنواع" الذي صدر عام 1859 أوضح داروين أن التطور أدى إلى ظهور أنواع مختلفة من أصل واحد، ولكن يبدو أن نظرية التطور ذاتها لها أصل أيضًا، ويأتي من العالم الإسلامي.

قبل داروين بنحو ألف عام، ألف الجاحظ، الفيلسوف المسلم المقيم في العراق، واسمه الحقيقي أبو عثمان عمرو بن بحر الكناني البصري، كتابه "الحيوان" عن كيفية تغير الحيوان عبر ما سماه أيضا بالانتقاء الطبيعي. ولد الجاحظ عام 776 ميلادية في البصرة، جنوبي العراق، في الوقت الذي زاد فيه نفوذ المعتزلة، الذين كانوا ينادون بإعمال العقل وتشجيع الفكر الإنساني.

وكان ذلك في أوج العصر العباسي، وشهدت حركة الترجمة لكبار الأعمال في الفكر والفلسفة والعلوم تترجم من اليونانية إلى العربية، وكانت البصرة تشهد نقاشات وسجالات فكرية قوية عن العلوم والفلسفة، مما ساهم في تشكيل في فكر الجاحظ وساعده على صياغة أفكاره.

وعرفت البصرة الورق عن طريق التجار القادمين من الصين، وساعد وجود الورق على نشر الأفكار ونقلها، وبدأ الجاحظ منذ نعومة أظفاره في الكتابة عن العديد من القضايا والمواضيع. وتعددت اهتمامات الجاحظ بين الكثير من القضايا، وكان من بينها العلوم والجغرافيا والفلسفة والنحو والأدب. ويعتقد أن الجاحظ ألف نحو مائتي كتاب، لم يبق منها لعصرنا الحالي إلا نحو ثلثها.

اقرأ أيضاً : مراسلات تشارلز داروين تكشف عن جانب عاطفي في شخصيته

كتاب الحيوان

يعد كتاب الحيوان للجاحظ كتابا موسوعيا يقدم معلومات موسعة عن 350 حيوانا، ويقدم فيه الجاحظ أفكارا تحمل تشابها كبيرا لنظرية داروين للتطور. ويقول الجاحظ في كتابه إن الحيوانات تشتبك في صراع على البقاء والموارد حتى تتكاثر وحتى لا تفترسها حيوانات أخرى. ويرى أن عوامل بيئية تساعد الكائنات على تطوير سمات جديدة لضمان البقاء، وبهذا تتحول إلى أنواع أخرى. ويرى الجاحظ في كتابه الحيوان أيضا أن الحيوانات التي تبقى وتنقل صفاتها وسماتها الناجحة إلى ذريتها.

ويتضح من الكتاب إدراك الجاحظ أن الكائنات والعالم الطبيعي في صراع دائم للبقاء وأن هناك أنواع أقوى من أنواع أخرى. وحتى تضمن البقاء، يتوجب على الحيوانات أن يكون لديها سمات تساعدها على التنافس على العثور على الطعام وعلى ألا تكون فريسة لحيوان آخر وعلى أن تتكاثر. وهذا يؤدي إلى تغيرهم من جيل إلى آخر.

وكان لفكر الجاحظ تأثير على الكثير من العلماء المسلمين الذين جاءوا بعده، حيث قرأ علماء ومفكرون مثل الفارابي والبيروني وابن خلدون أعماله. ويعرب محمد إقبال، "الأب الروحي" لباكستان، عن أهمية الجاحظ وتأثيره عليه في سلسلة من المحاضرات التي نشرت عام 1930، وكتب قائلا: "الجاحظ هو من أوضح التغيير الذي يحدث لحياة الحيوان بسبب الهجرة وتغيير البيئة".

النظرية الإسلامية

وكان الفكر الأوروبي في القرن التاسع عشر على دراية بإسهامات العالم الإسلامي في مجال التطور. في واقع الحال، كان العالم ريتشارد دريبر، المعاصر لداروين، يتحدث عن "النظرية المحمدية للتطور" عام 1878. ولا يوجد دليل على أن داروين ذاته كان على دراية بأعمال الجاحظ أو أنه كان يفهم اللغة العربية.

ولكن ذلك لن يؤثر على مكانة داروين كعالم أمضى أعواما في السفر لبحث العالم الطبيعي وتأمله ودراسته التي زضعها بتفصيل غير مسبوق وبوضوح قادر على تغيير كيفية تفكيرنا عن العالم. ولكن الصحفي العلمي إحسان مسعود، الذي أعد سلسلة لراديو بي بي سي بعنوان "الإسلام والعلوم"، يقول إن من المهم تذكر الآخرين الذين ساهموا في فكر التطور.

 وقد يهمك أيضًا:

"تعرّف على الجزائري الذي أصدر أوّل تفسير للقرآن بالأمازيغية

اليونسكو" تُدرج فن "كناوة" المغربي ضمن قائمة التراث غير المادي للإنسانية

yeslibya
yeslibya

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعرف على  المفكر المسلم الذي اكتشف التطور قبل داروين بألف عام تعرف على  المفكر المسلم الذي اكتشف التطور قبل داروين بألف عام



GMT 12:33 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مغربي خبير في الطاقات والتعدين يربط ألمانيا بدول إفريقيا

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 12:15 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مصطفى الرميد ينادي بالتوفيق بين الإسلام وحقوق الإنسان

GMT 12:09 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الدفاع الجديدي يتطلع للتألق مع الجزائري عبد القادر عمراني

GMT 12:05 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عمر بلمير يتخلى عن شقيقته في أول أغنية "راي"

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 21:04 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 20:18 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

حالات الغش في امتحان البكالوريا بلغت 141 حالة

GMT 11:57 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

مقهى Ailuromania تقصده الفتيات المهووسات بالقطط

GMT 03:08 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

المعطف الواقي من المطر لا يزال يحتفظ برونقه في 2017

GMT 16:51 2016 السبت ,06 شباط / فبراير

صدور رواية "عريس دوبلير" لشيماء عفيفي

GMT 08:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي ينطلق الخميس بمشاركة أردنية

GMT 08:40 2017 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

إحدى ضحايا هجوم إسطنبول تتوقع وفاتها عبر "فيسبوك"

GMT 08:48 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مكتشف كنوز يجد خاتمين أثريين من القرون الوسطى

GMT 00:53 2016 السبت ,03 كانون الأول / ديسمبر

عبير صبري تؤكد اعتزازها بمشاركتها في "كابتن أنوش"

GMT 18:03 2014 الأحد ,13 إبريل / نيسان

جدل بعد كشف أسرار حياة هشام العلوي

GMT 19:33 2016 الثلاثاء ,26 إبريل / نيسان

هدى سعد تظهرتظهر مع زوجها في عرس مغربي

GMT 00:32 2014 الثلاثاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أضيفي بودرة الكاكاو على الحناء لشعر بلون الشكولاته

GMT 02:01 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف نوع جديد من الثعابين البرية في إنجلترا
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya