عصام العباسي  عالم فيزياء يستخرج الطاقات بالمغرب والهند وألمانيا
آخر تحديث GMT 07:17:55
المغرب اليوم -

عصام العباسي .. عالم فيزياء يستخرج الطاقات بالمغرب والهند وألمانيا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - عصام العباسي .. عالم فيزياء يستخرج الطاقات بالمغرب والهند وألمانيا

المغربي عصام العباسي
الرباط - المغرب اليوم

خبر عصام العباسي الهجرة الداخلية قبل أن يتعرف على الاغتراب في الخارج، إذ توزع تكوينه الابتدائي والإعدادي والثانوي والجامعي بين 5 مدن مغربية ثم تحرك نحو ألمانيا.

يستجمع العباسي ما ظفر به من خبرات في أوروبا وآسيا ضمن استثمارات بالمغرب والهند وألمانيا؛ لكنه يحسم بأن الإمكانات التي يرصدها في المملكة تبقى أقوى، إن عزّزت مستقبلا.

مرور من الصحراء

ولد عصام العباسي سنة 1976 في "درب السلطان" بمدينة الدار البيضاء، وبناء على اشتغال والده عسكريا انتقل إلى مدينتين بالأقاليم الجنوبية قبل إكمال ربيعه الـ16.

استهل عصام مساره التعليمي في "مدرسة الفلاح" البيضاوية، ثم استوفى الطور الإعدادي بمدينة العيون قبل أن يستهل دراسات المرحلة الثانوية وسط مدينة الداخلة.

اختيار العباسي شعبة العلوم الرياضية دفعه إلى أن ينتقل إلى سيدي قاسم، ثم تحصل على شهادة الباكالوريا في "ثانوية الخوارزمي" بالحاضرة الكبرى نفسها التي رأى فيها النور أول مرة.

عشق الفيزياء

دخل عصام العباسي إلى المدرسة الملكية الجوية في مراكش، مبتغيا التحول إلى طيار حربي ضمن القوات المسلحة؛ لكن هذه المرحلة لم تدم غير 3 شهور، بسبب متاعب صحية.

حوّل "ابن درب السلطان" الوجهة إلى جامعة الحسن الثاني في المحمدية، مقبلا على التعليم العالي في كلية العلوم متخصصا ضمن علوم البيئة وهندسة المياه في شعبة الفيزياء.

اختار العباسي الانفتاح على اللغات بالموازاة مع التكوين الجامعي، مختارا تعلم الألمانية؛ لكن ضبط هذا اللسان جعله يفكر، خلال مرحلة لاحقة، في البحث عن فرص دراسية بأوروبا.
الوصول إلى ألمانيا

حصل عصام العباسي على الإجازة في الفيزياء سنة 1998، وبعد سنة تحرك نحو مدينة "فرانكفورت" لدوافع دراسية صرفة، مبتغيا الإقبال على تكوين ملائم لطموحاته الشخصية.

ويقول المعني بالأمر: "كان الانتقال من المغرب يوافق جوا شتويا في ألمانيا، وقد اكتشفت ضعف مستواي اللغوي منذ الوهلة الأولى؛ إذ لم أستطع شراء بطاقة هاتفية أو إيجاد رحلة القطار التي أبتغيها".

ويشدد عصام على أن ما لقيه بعد دقائق من حلوله بألمانيا جعله واعيا بضرورة التحصل على "أذن ألمانية"، تتيح التواصل السلس مع المجتمع الجديد وتحقق الفهم للثقافة الخاصة به.

الهندسة والنفايات

أمضى عصام العباسي 6 شهور في تعلم سريع ومعمق للغة الألمانية بمدينة "كوتن"، ثم توجه نحو حاضرة "ميونيخ" من أجل استهلال الدراسة الأكاديمية في ميدان الهندسة المدنية.

ساهم ميل "ابن الدار البيضاء" إلى الفيزياء في دفعه إلى تغيير الشعبة، إذ أقبل على "الفيزياء التقنية" قبل أن يدقق في ما يتصل بهندسة الممارسات الصناعية ذات الصلة بمجال البيئة.

استغرق العباس أقل من ثلاث سنوات في التحصيل العلمي قبل أن يتخرج مهندسا. وبعد مرور أسبوع واحد على تخرجه، ظفر بفرصة عمل تلائمه؛ بحلول سنة 2004 على وجه التحديد.

تدرج في الخبرات

بدأ الخبير البيئي نفسه الاشتغال في شركة صغيرة تعنى بتثمين النفايات الصلبة ومعالجة المياه العادمة، في "ميونيخ" مساهما في تطوير نظام لمعالجة النفايات المنزلية دون استعمال المياه.

التحق العباسي، بعد فترة قصيرة، بشركة للصناعات الغذائية من أجل مدها بالطاقة انطلاقا من النفايات، ناجحا في جعل هذا التزود يتمّ بوتيرة مستمرة، مجنبا المشغّل أي انقطاع يؤثر على الإنتاج.

التجربة الأطول زمنا استغرقت 9 سنوات، واقترنت بعمل شركة كبرى تنتج الطاقات النقية من المخلفات المتنوعة، وقد جعله هذا العمل مواظبا على التنقل بين مشاريع المؤسسة في ألمانيا والهند.

مع الإيقاع المغربي

يقول عصام العباسي إن كثرة تنقلاته إلى الهند جعلته يفكر في المغرب، إذ إن التجربة الألمانية كان يتم ضبطها مع الخصوصيات الهندية، وأخذ في التساؤل عن إمكانية توجيه هذا الضبط نحو المملكة.

ويزيد المنتمي إلى صف الجالية: "الخيار الطاقي المغربي مميز؛ لكن التكنولوجيا التي تخدم رؤية أصحاب القرار تبقى متخلفة عن المستجدات العالمية، وقد أنشأت شركة في الوطن الأم لمحاولة الرفع من مستوى الممارسة".

كما يشدد العباسي على وجود آفاق كبرى لتثمين النفايات في المغرب، إذ لها قدرة على خلق آثار بيئية إيجابية وتعزيز خلق فرص الشغل؛ لكن الأداء ينبغي أن يمتد إلى استفادة الجيل الحالي والأجيال المقبلة.

استثمار في "هامبورغ"

يتوفر عصام العباسي على مقاولة ناشئة في الديار الهندية، وإلى جانب شركته في المغرب يتوفر على استثمار مماثل فوق الأراضي الألمانية، في مدينة "هامبورغ" بالضبط، بلا افتراق عن تخصصه.

يرتبط أداء الخبير الطاقي والبيئي المغربي بشركاء لهم مسارات متكاملة، ويتم توجيه العمل صوب نسق تفكير جماعي في الحلول المتطورة لتدبير النفايات وإنتاج مختلف ألوان الطاقات المتجددة.

يتكلف العباسي، من خلال مهامه في "هامبورغ" الألمانية، بتولي المسؤولية التقنية للنسق العام في مخططات الإنجاز، إذ يواكب سير مختلف المعاملات المفضية إلى النتائج التي يبتغيها الزبناء.

الحاجة إلى الدعم

يرى عصام العباسي أن الشابات والشبان المغاربة الراغبين في الهجرة، والمنتظرين التوجه إلى ألمانيا تحديدا، يحتاجون إلى أنواع من الدعم؛ أبرزها لا يمكن أن يكون إلا دعما ذاتيا يعطونه لأنفسهم.

مستجمع عشرين عاما من الهجرة يذكر أن الجيل الصاعد مدعو إلى تحديد أهدافه، بلا أنانية، وأن يوقن بأن النجاحات السهلة غير متوفرة في الحياة، لذلك ينبغي أن يصم الناس على جهود تخدم الحاضر والمستقبل.

"الفرص الكبرى موجود في كل الدنيا، ومنها فرص في المغرب أيضا؛ لكن الشباب يحتاج إلى الدعم بسياسات عمومية، ويمكن أن يتم اشتراط خدمة الوطن الأمّ للاستفادة، مثل ما يجري في الصين التي تدعم الراغبين في الهجرة"، يختم عصام العباسي .

 

قد يهمك ايضا

برلمانيون يتغيبون للمرة الـ16 عن "أشغال اللجان"
مجلس النواب يضعون معاملات الأبناك تحت المجهر

yeslibya
yeslibya

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عصام العباسي  عالم فيزياء يستخرج الطاقات بالمغرب والهند وألمانيا عصام العباسي  عالم فيزياء يستخرج الطاقات بالمغرب والهند وألمانيا



تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 07:58 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

المغامرة الشجاعة لمصطفى الكاظمي

GMT 01:39 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أقدم كلب في العالم "بشحمه ولحمه" عمره 18 ألف سنة

GMT 03:11 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

6 علامات رئيسية يرتبط وجودها بفقر الدم الخبيث

GMT 13:30 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

عربية السيدات تعتمد جوائز خاصة للفرق الرياضية

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 11:15 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

بيريز يوافق على طلب زيدان برحيل غاريث بيل

GMT 08:40 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

"الفنانات يتألقن في حفلة توزيع جوائز" SAG 2019

GMT 12:58 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

فنانات مغربيات يحققن نجاحًا كبيرًا في بلدان الخليج

GMT 11:50 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

"أمن بني أنصار" يوقف شخص قام باغتصاب سيدة حامل

GMT 15:40 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فوضى "ساحة الرصيف" تخمد الوهج السياحي فى مدينة فاس

GMT 09:51 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

بيع حجر "أحجية القمر" في مزاد علني بنصف مليون دولار

GMT 01:33 2018 الأربعاء ,12 أيلول / سبتمبر

سايس يكشف خطة المنتخب المغربي للفوز على مالاوي

GMT 22:21 2018 السبت ,04 آب / أغسطس

سجين يفارق الحياة في ظروف غامضة في طنجة
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya