تمكنت مريم الكثيري من أن ترفع راية المغرب عاليا فوق سبع قمم جبلية خلال سنة واحدة، إضافة إلى تسلق قمتي إيفرست ولوتسي في رحلة واحدة، لتنضم بذلك إلى لائحة الـ30 متسلقا الذين أحرزوا هذا اللقب على الصعيد العالمي.
وتقول مريم، ضمن تصريح لهسبريس: "لا شك في أن هذين الإنجازين هما فخر بالنسبة لي أولا كامرأة مغربية، وثانيا كامرأة عربية مثلت بلدها وهويتها وأحرزت على لقبين عالميين جديدين في مجال التسلق، حيث رفعت راية بلدي الحبيب المغرب بكل فخر واعتزاز فوق أعلى القمم".
نشأت مريم ودرست في مدينة الدار البيضاء، ثم بعد الكلية في المغرب توجهت إلى ألمانيا لإتمام دراستها تخصص الاقتصاد وتدبير المقاولات، وبعد التخرج استقررت هناك.
تقول مريم إنها كانت مقيمة بمدينة ميونيخ، التي تقرب كثيرا من سلسلة جبال الألب. وهناك اكتشفت هواية المشي في الجبال (هايكين) التي مكنتها من استكشاف الطبيعة الخلابة في الألب، وتضيف: "فلم أكتفي بذلك، وبدأت بتسلق الجبال صيفا وشتاء؛ وهو ما أتاح لي آفاقا جديدة".
تقول مريم إن أقصى ما يصبو إليه كل متسلق محترف هو إتمام تسلق القمم السبع طالما يمتلك القدرة على ذلك.
وتواصل: "فيما يخصني، فقد اتخذت هذا القرار منذ حوالي خمس سنوات؛ ولكنني كنت أمتلك رغبة هائلة لتحدي ذاتي واكتشاف حدود قدراتي النفسية والجسدية بإيصال هذا التحدي إلى أقصاه، بمعنى أن أتمم القمم السبع في غضون عام واحد ماي 2018 – ماي 2019".
وتضيف: "بعد إتمام تسلق الإيفرست فإن تحقيق تحدي القمم السبع كان سيشرف على النهاية، لذلك شعرت برغبة عارمة لخوض تحدّ جديد".
وتؤكد: "تواجدي على قمة لوتسي، برفقة المتسلق فهد بادار من دولة قطر، جعلني أشعر بأننا سفراء العالم العربي. كنا فخورين للغاية بدخولنا التاريخ كأول متسلقين عربيين يتسلقان إيفرست ولوتسي في رحلة واحدة، منضمين بذلك إلى لائحة الـ30 متسلقين الذين أحرزوا هذا اللقب على الصعيد العالمي".
أما عن رحلتها، فتقول مريم إن "الحلم شيء والواقع شيء آخر؛ لأن التحدي الحقيقي كان الحصول على الدعم المادي، إذ كان علي أن أطرق أبوابا كثيرة، وإقناع المستثمرين لدعمي والإيمان بقدراتي وفي نفس الوقت كنت أخضع لتدريبات مكثفة وبدون انقطاع في انتظار حصول ذلك".
وتقول مريم إن أغلبية متسلقي الجبال الذين يخوضون هذه المغامرة تلزمهم سنوات لتحقيق تحدي القمم السبع، لعدم توفرهم على الإمكانات اللازمة لتحقيق ذلك كما ذكرت سابقا.
وتشرح مريم أن هناك متغيرات لا يمكن التحكم فيها؛ كالظروف الصحية والنفسية، والطقس، والارتفاع، والتأقلم مع الظروف المناخية الصعبة، وكذا الأوضاع السياسية غير الآمنة في بعض البلدان.
وتنبه المتحدثة ذاتها إلى أن تسلق القمم السبع في هذا الظرف الوجيز يعني أنه ليس هناك وقت كاف لأخذ الراحة اللازمة.
وتقول المتسلقة المغربية: "كنت فور رجوعي من السفر أستأنف وظيفتي بالموازاة مع التدريب والتحضيرات للرحلة المقبلة. بالإضافة إلى ذلك فإن العامل الأساسي في نجاح هذا المشروع هو القوة النفسية، فتدريب النفس على المثابرة والصبر وعدم الاستسلام كان أصعب شيء".
وتوجه مريم رسالتها إلى النساء موصية إياهن بأن تخضن كل المجالات بشجاعة ودون أدنى تردد، وأن يكسرن القواعد ويؤمن بقدراتهن لتحقيق طموحاتهن وأهدافهن قائلة إنه: "لا فرق بين رجل وامرأة، خصوصا في المجال الرياضي. وبالنسبة إلى الشباب أدعوهم إلى ممارسة الرياضة؛ لأنها أساس الحياة السليمة والمتوازنة".
وقد يهمك أيضاً :
الفلبين تكشف تفاصيل جديدة عن وفاة خادمة فلبينية مؤخرًا في مدينة الدار البيضاء
قوات الشرطة توقف شخصين في مدينة الدار البيضاء المغربية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر