العزماني يؤكد ضرورة التفكير بجدية في تجارب الكنيسة الكاثوليكية
آخر تحديث GMT 07:17:55
المغرب اليوم -

العزماني يؤكد ضرورة التفكير بجدية في تجارب الكنيسة الكاثوليكية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - العزماني يؤكد ضرورة التفكير بجدية في تجارب الكنيسة الكاثوليكية

عز الدين العزماني أستاذ العلوم السياسية
الرباط - المغرب اليوم

أفهم من رهان التدقيق التّصوري، كما يطرحه قياديو الحركة والمشرفون على صياغة الأوراق التّصورية التي ستعرض على المؤتمر السادس، إدراك الحركة الذّاتي مُشكلتين أساسيتين تتعلّقان بالبعد السّياسي؛ أولاهما، غموض في العبارة السياسية والذي يجد تعبيره في تجاوز عبارة «المجال السياسي» إلى صيغة «الميدان الإصلاحي» الذي تباشره الحركة إن توفّرت شروطه.
ثانيا، غموض العلاقة مع حزب البيجيدي والتي جرى تدبيرها سابقا بمنطق التمايز الوظيفي بين الدعوي والسياسي/الحزبي، وفي الوقت نفسه الحفاظ على شراكة استراتيجية في المقاصد والرؤى، ويظهر من تصريحات القياديين أن الحركة تروم تعميقا لهذا المنطق نحو مزيد من الاستقلالية بين الهيئتين.

وفي محاولة للإمساك بهذا الإدراك الجديد للحركة للمُشكلة السّياسية لا نعثر على جهد معرفي في إعادة تعريف مفهومها للسياسة، حيث يضيق المعنى إلى ما هو علائقي وحزبي ووظيفي. وإذا عدنا إلى أدبيات الحركة نجد تعريفا لمفهوم المجال السياسي، والذي يحيل عندها على «مختلف الأعمال والمهام الرامية إلى التزام المؤسسات السياسية والممارسات السياسية بالإسلام»، أي السياسة الشّرعية بالمعنى الكلاسيكي، والذي تحققه الحركة عن طريق التأصيل الشرعي للعمل السياسي، وتوفير الآليات المشروعة اللازمة للعمل السياسي، والعمل على تقديم صورة جديدة للممارسة السياسية الراشدة والنظيفة.

وإذا كان واضحا أن المعنى هنا يشمل الفكري والأداتي والسلوكي، وإذا كانت الحركة تريد أن تؤسس قطيعة مع السياسة الحزبية، فما هو تصورها للسياسة غير الحزبية، أو السياسة المدنية إن شئنا، والتي تُصرّ الحركة على أنها معنية بها حينما يتعلّق الأمر بالمشاركة في ما تسميه قيادتها «السياقات المخصوصة، كتلك التي تتعلق بقضايا الشأن العام، والتدافع على قضايا المرجعية الدينية والهوية والتوجهات والثوابت العامة الجامعة التي تهمّ الوطن والأمة والإنسانية»؟

أعتقد أن مفهوم السّياسة بالنسبة إلى حركة تريد أن تمارس فعلها ب«المنطق المدني العام»، يتطلّب تجاوزا لثلاثة معانٍ للسياسة؛ المعنى الذي يخلط بين مفهوم الدّولة بمعناها العمومي المجرّد ومفهوم السّلطة والحكم بمعناه الوظيفي والمؤسّساتي، والذي يحصر السياسة في منطق «المشاركة في المجال» وكسب شرعية الوجود، ثم المعنى الحزبي الذي يفهم السّياسة بمعنى الفعل اليومي المباشر، بما في ذلك الفعل التّعبوي والانتخابي، ثم ثالثا المعنى الطائفي أو المذهبي الذي يفهم السياسة باعتبارها مجالا لتحقيق مصالح للتنظيم وتأمين وجوده ومصالحه.

وهو ما يعني التخلّص من عُقد التأسيس والسيرورة والمكتسبات بالمعنى الوظيفي والمذهبي. يستلزم هذا الانعطاف، إذن، ما يسمى في الفلسفة السياسية ب«المنطق العمومي» أو «المنطق المدني» الذي يتحدد بالنّسبة إلى الفاعل المدني آلية للموازنة بين الدولة والمجتمع وبين الدولة والسياسة في حال النزاع السياسي.

وأحد العناصر المكونة لهذا المنطق أن تنخرط الحركة المدنية في جهد حقيقي لضمان فضاء عمومي عادل وشامل ومفتوح للجميع، حيث يكون بإمكان مختلف القوى السياسية والمدنية والحركات الاجتماعية (بما فيها الحركات المدنية ذات الطبيعة الهوياتية) السعي للتأثير على الدولة، لكن بأسلوب لا يهدد استقلالية التّنظيم المدني.

وهذا يتطلب ضمان الإجراءات الفعالة لحماية المشاركة الحرة والعادلة، والقواعد العامة بخصوص محتوى وأسلوب الحوار العام، إضافة إلى التعليم والوسائل الأخرى التي تؤكد شرعية وفعالية هذه المتطلبات، وذلك قصد تأسيس علاقة تلازمية متينة بين الدين والديمقراطية والعدالة الاجتماعية على مستوى القيم السياسية. 

 

yeslibya
yeslibya

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العزماني يؤكد ضرورة التفكير بجدية في تجارب الكنيسة الكاثوليكية العزماني يؤكد ضرورة التفكير بجدية في تجارب الكنيسة الكاثوليكية



تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 03:17 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح مختلفة من أجل تصميم ديكور المدخل الخارجي

GMT 12:03 2015 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

تساؤلات حول إزالة روسيا الشعار من على طائراتها في سورية

GMT 10:24 2016 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ملاهي دمشق تستغل حاجة الأرامل وتجبرهن على الدعارة

GMT 03:44 2015 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

صور نادرة لهتلر تظهر استغلاله قصة المسيح للتحريض ضد اليهود

GMT 03:49 2015 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف نوع جديد من الفئران ذات شعر طويل وأنف كأنف الخنزير

GMT 20:42 2014 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "ترامواي" الرباط سلا تضيف أربع محطات جديدة

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 00:17 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد الأحمد يكشف عن سعادته بحصوله على جائزة عمر الشريف

GMT 08:25 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

موسكو: اغتيال سليماني خطوة متهورة تصعد التوتر في المنطقة
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya