أبو حفص يكشف الأسباب التي تدفع البعض إلى اللجوء للرقية الشرعية
آخر تحديث GMT 07:17:55
المغرب اليوم -

أبو حفص يكشف الأسباب التي تدفع البعض إلى اللجوء للرقية الشرعية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أبو حفص يكشف الأسباب التي تدفع البعض إلى اللجوء للرقية الشرعية

مدير مركز "الميزان" محمد عبد الوهاب رفيقي
الرباط - المغرب اليوم

تصدرت فضيحة الراقي البركاني المتهم باغتصاب عدد من المريضات مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، لتضع من جديد "مهنة الرقية" تحت المجهر، وبعد أن كانت النقاشات السابقة تتمحور بشأن جدوى هذه الممارسة في تقديم العلاج، أصبح النقاش اليوم بشأن التداعيات الغير أخلاقية التي يتورط فيها ممتهني الرقية باسم الدين، لتصريف نزواتهم الجنسية و ابتزاز ضحايا دفعهن المرض والجهل إلى أحضان المتسترين بالدين وفي الحوار التالي يتحدث الباحث في الشأن الديني، ومدير مركز "الميزان"، محمد عبد الوهاب رفيقي (أبو حفص) لأحداث أنفو، عن مفهوم الرقية، والأسباب التي تدفع البعض إلى اللجوء لها طلبا للعلاج، إلى جانب تورط عدد من الرقاة في فضائح جنسية.

 دائما ما ترفق عبارة "الرقية" بكلمة شرعية، هل لهذه الممارسة سند شرعي؟

الرقية في الأصل وسيلة من الوسائل التي كانت قبل الإسلام، و كان يقصد  بها  التحصن من الأذى والشر، أو معالجة بعض الحوادث التي تقع كلدغة العقرب أو الأفعى، وكانت أسلوبا جاهليا قديما استعمله بعض الصحابة ولم يمنعهم النبي من ذلك، وهي ليست أسلوبا إسلاميا ولا يوجد شيء اسمه رقية شرعية، ولا رقية إسلامية هي فقط نوع من التحصن مما كان يعتقد أنه شر خارجي استعمله الإنسان منذ القديم ولم يمانعه الإسلام.

ماذا عن الروايات التي تنسب هذه الممارسة للنبي؟

كل الروايات التي تتحدث عن الرقية والمنسوبة للنبي هي أحاديث غير صحيحة حتى بمنهج المحدثين هي أحاديث لا تثبت، ولهذا قلت ما يثبت منها هي أن النبي أجاز استعمال بعض الوسائل التي كانت مستعملة فيما قبل و كانت تستعمل بشكل فردي، وليس هناك شخص متخصص في هذا الباب وليست هناك طقوس معينة يلزم اتخاذها في هذا الباب كل ذلك من المخترعات التي طرأت فيما بعد في الرقية.

هل يمكن استعمالها من دون وسيط كممارسة شخصية يجد فيها البعض راحته؟

نعم بالنسبة لي هي نوع من العلاج النفسي الذي يمكن أن يستعمله البعض بشكل شخصي، دون أن يتحول ذلك إلى مهنة أو تخصص أو مراكز يتم فيها التلاعب بنفسيات الناس، أو استغلال حب الناس لكل ما هو ديني  حتى يتوهموا أنه حقًا قد حصل العلاج بذلك، مثلًا إذا كان الاستماع للقرآن يحدث راحة نفسية، فأنا لا أرى أي إشكال في ذلك لكن المشكل هو تحول الأمر لمهنة ومصدر لدر الأموال كنوع من الاستغلال للدين في بيع الأوهام.

هل يقتصر اللجوء لها على الجانب الديني، أم أن الجانب التعليمي والمادي حاضر؟

كل هذه الأسباب في نظري مما يدفع الناس إلى الالتجاء  لمثل هذه الطرق، فمن الطبيعي في مجتمع يغلب فيه الأمية والجهل ويقل الوعي أن يتم التعلق بمثل هذه الخرافات و الأوهام، من دون أن ننسى الوضع الاقتصادي الهش الذي يدفع الناس للوصفات الرخيصة على الأدوية وزيارة الطبيب المكلف إضافة إلى غياب جو عقلاني في المجتمع بسبب التعليم والإعلام وغيرها من الأسباب الأخرى التي  تجعل الناس يصدقون مثل هذه الأوهام.

ما تعليقك بشأن غياب جو الثقة والهجوم الذي تعرض له الرقاة بعد تورط عدد منهم في فضائح تحرش أو اغتصاب؟

في نظري لا يمكن المبالغة في هذا الأمر واعتبار أن هؤلاء الذين يلجؤون لممارسة الرقية   ليس لهم دافع إلا الدافع الجنسي، ومن ناحية أخرى لا يمكن إنكار هذا الأمر جملة وتفصيلا إذ أن الأجواء المكبوتة التي تعيشها الكثير من الأوساط المتدينة بسبب العلاقة المتوترة والمضطربة مع المرأة، بسبب كثرة فتاوى التحريم في كل ما يتعلق بالمرأة هو  الذي يدفع الكثير من المتدينين للبحث عن منافذ لتلبية رغباتهم ومكبوتاتهم، وهذا لا نجده فقط عند الرقاة بل عند الكثير ممن لهم علاقة بهذا المجال أو ممن يظهرون التدين ، أو يعيشون في بيئات متدينة فلا شك أنهم يستغلون مثل هذه المنافذ للتنفيس عن الكبت، كما أنه ليس من الإنصاف أيضا تعميم الأمر و جعله السبب الوحيد، وإلا هناك رقاة لا يستغلون هذا الأمر وهناك أيضا خارج مجال التدين من يمارس وسائل أخرى لتفريغ مكبوتاته.

هل يمكن الحديث عن بيئة حاضنة لأفكار جديدة من شأنها محاربة بعض المظاهر المنحرفة للرقية كممارسة مغلفة بالدين؟

طبعًا الأمر ليس بسهولة بمكان، لأن الأمر له علاقة باعتقادات و أفكار مترسبة في عقول الناس هي التي ينبغي في رأيي أن تحظى بالعلاج ، لأن هؤلاء الرقاة لو لم يجدوا من يصدقهم و من يلتجأ إليهم ويؤمن بادعاءاتهم لأغلقوا مراكزهم منذ زمن، ولكن انتشار الفكر الخرافي وتعلق الناس به و تصديق الناس له هو الذي يشجعهم على ممارسة هذه التجارة، وبالتالي لابد من نشر الوعي و محاربة النصابين الذين يستغلون الدين لمآربهم ومصالحهم الخاصة وهذا الأمر لا يمكن أن يكون إلا بإرادة سياسية واضحة لمعالجة هذا الموضوع.

 إلى أي حد يمكن للمؤسسة الرسمية الدينية أن تساهم في محاربة الممارسات المنحرفة المرتبطة بما هو ديني؟

من الواجب على الدولة بكاملها أن تتصدى للموضوع، بكافة أجهزتها وليس فقط المؤسسات الدينية التي عليها دور  التوعية والتوجيه والتحذير، ولكن جهات أخرى كالداخلية عليها مسؤولية التدخل لحماية المواطنين من الوقوع في شراك هؤلاء النصابين والشعوذة باسم الدين والرقية الشرعية.

yeslibya
yeslibya

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبو حفص يكشف الأسباب التي تدفع البعض إلى اللجوء للرقية الشرعية أبو حفص يكشف الأسباب التي تدفع البعض إلى اللجوء للرقية الشرعية



GMT 12:33 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مغربي خبير في الطاقات والتعدين يربط ألمانيا بدول إفريقيا

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 12:15 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مصطفى الرميد ينادي بالتوفيق بين الإسلام وحقوق الإنسان

GMT 12:09 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الدفاع الجديدي يتطلع للتألق مع الجزائري عبد القادر عمراني

GMT 12:05 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عمر بلمير يتخلى عن شقيقته في أول أغنية "راي"

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 10:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

رحمة حسن في إطلالة طبيعية تنال إعجاب جمهورها

GMT 07:15 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

"إتش آند إم" تكشف عن علامة جديدة تستهدف جيل الألفية

GMT 14:48 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

ألتراس الرجاء يفتح النار على بودريقة والبوصيري والناصري

GMT 00:57 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

غادة عادل تستضيف محمود الليثي في برنامج "تعشب شاي"

GMT 04:01 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

أبرز مزايا ارتداء "الكارديغان" خلال موسم هذا الشتاء

GMT 03:54 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدرهم المغربي مقابل اليورو الجمعة

GMT 01:53 2014 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

افضل طرق علاج حب الشباب

GMT 20:51 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مراكش تحتضن فعاليات مهرجان "فن الحلقة الشعبي التقليدي"

GMT 13:41 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ليلى أحمد زاهر تهنئ هبة مجدي بخطوبتها

GMT 09:42 2017 الإثنين ,25 أيلول / سبتمبر

بوسي ومي تتحدثان عن نور الشريف في "صالون أنوشكا"

GMT 05:37 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس العراقي فؤاد معصوم يستعد لزيارة الكويت

GMT 14:01 2015 السبت ,07 آذار/ مارس

كيفية استخدام القرنفل للعناية بالشعر

GMT 12:17 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعدت غيري فسعدت

GMT 13:42 2014 الأربعاء ,09 تموز / يوليو

الكسكسي الليبي
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya