الرباط - المغرب اليوم
يصدر قريبا للكاتب المغربي محمد الشبة كتاب موسوم بعنوان "حقوق الإنسان في الدرس الفلسفي"، عن دار القرويين للنشر والتوزيع بالقنيطرة، يعتبر أول إصداراته التي ترى النور بعد سنوات من البحث والتدريس ضمن السلك الثانوي التأهيلي.
ويحاول هذا الكتاب أن يتناول موضوع حقوق الإنسان، والقيم المرتبطة بها، من زاوية الممارسة التدريسية المتعلقة بدرس الفلسفة في التعليم الثانوي التأهيلي؛ وذلك على اعتبار أن ترسيخ هذه القيم الحقوقية في وعي المتعلم، ودفعه إلى ممارستها مدرسيا ومجتمعيا، هي من الغايات الأساسية التي يسعى درس الفلسفة إلى تحقيقها ضمن كفاياته المسطرة في المنهاج الدراسي.
وإذا كانت التربية على حقوق الإنسان ليست مادة دراسية قائمة بذاتها، وإنما مندمجة ومحايثة لجميع المواد الدراسية المقررة في المؤسسات التعليمية، فقد سعى الكاتب إلى تبيان كيف أن الدرس الفلسفي مؤهل أكثر من غيره من الدروس المتعلقة بالمواد الدراسية الأخرى لكي ينافح عن حقوق الإنسان ويتدارسها، ويسعى إلى ترسيخها بشكل عملي لدى المتعلمين.
ولأن الفلسفة تدافع عن حقوق الإنسان وتهتم بها، عن طريق التأصيل لها ودراستها ونقدها واستشكالها، فإن الشبة يرى أن الدفاع عن هذه الحقوق هو دفاع عن الفلسفة نفسها، كتفكير عقلي ونقدي وحر ومنفتح ذي طابع قيمي وإنساني، يستحيل التمتع بتلك الحقوق في غيابه. ومن هنا تغدو الفلسفة نفسها حقا من حقوق الإنسان؛ إذ الحق في الفلسفة يعني الحق في التفكير العقلي الحر والمستقل، إنه الحق في الاعتقاد والإيمان بالتعدد والتعايش الآمن والسلمي، والاعتراف بالكرامة المتأصلة في الإنسان، والتي هي أساس تمتعه بجميع الحقوق، في إطار الاحترام والمساواة القائمة بينه وبين الآخرين.
ويعد هذا الإصدار تعبيرا صادقا عن جهد مكين يستهدف تحقيق ثلاثة أهداف في آن واحد: الأول هدف تعليمي تربوي يروم سرد التاريخ الفلسفي لحقوق الإنسان ضمن مفهوم القيم، وعلى رأس لائحتها قيمة "الحق في الفلسفة"، والثاني ديداكتيكي تلقيني يرمي إلى تحليل الوثائق والتوجهات التربوية، ويرصد منهجية تطبيقها والتعامل معها؛ والثالث فلسفي إشكالي يطمح إلى تأصيل إشكالية "الحق" في التراث الفلسفي الإسلامي.
قد يهمك ايضا
حملة توعوية بين صفوف تلاميذ المؤسسات التعليمية في العطاوية المغربية
تطوان تشهد افتتاح الدراسة في المراكز التعليمية الإسبانية في المغرب
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر