نظمت مجموعه لومتان اليوم الجمعة الدورة الرابعة لـ "منتدى المغرب اليوم" بالدار البيضاء حول موضوع "اقتصاد المعرفة نموذج جديد للتنمية".واستضاف المنتدى المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ثلة من الخبراء والمسؤولين من إفريقيا وأوروبا والمغرب.
وانطلقت فعاليات المنتدى بالكلمة الافتتاحية لمحمد الهيتمي الرئيس المدير العام لمجموعة لوماتان التي أشاد فيها بالرعاية المولوية لهذا اللقاء وما تحمله من دلالات على الاهتمام المتزايد لجلالته بقضايا المواطنين ومستقبل الأجيال في المغرب والقارة الإفريقية.
وأكد محمد الهيتمي رئيس المجموعة على أهمية المحاور المدرجة للنقاش في هذه الدورة مشيدا بالحضور النوعي الذي جاء لإماطة اللثام عن مصدر مهم من مصادر تقويه الاقتصاد والرفع من النمو في المجتمعات وهو اقتصاد المعرفة.
واعتبر الهيتمي أن العالم انخرط في عالم البيانات التي أصبحت مصدر الثروات، إذ تبقى الرهانات الجديدة بين القوى خير مثال على ذلك "فيكفي مشاهدة مايجري حول الجيل الخامس ، أو الذكاء الاصطناعى أو الإجراءات المتخذة ضد شركات التكنولوجيا الصينية الجديدة".
وقال "إذا كان العالم يكافح ضد عدم المساواة في الدخل بالأمس، فقد ظهر تحدٍ جديد ، ألا وهو عدم المساواة الرقمية، حيث يعتبر عدم الوصول إلى الإنترنت أو الصبيب المنخفض غير عادل".
وأضاف أن "إنترنت الأشياء (أو الأشياء المرتبطة) ، والروبوتات وغيرها، سوف يغير العلاقة بين العمل والعلاقات الاجتماعية. كما ستقوم الحكومة الإلكترونية أيضًا بتغيير العلاقة بين المواطن والإدارة بالدولة والمدينة".
من جهته كشف سعيد أمزازي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والبحث العلمي الغطاء عن مخطط الوزارة لإصلاح التعليم في المغرب مرتكزا على الدور الذي يحتلة التعليم في البناء المعرفي.
واستعان امزازي بقولة للرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر التي دعا من خلالها إلى الاستثمار في العنصر البشري وتحديدا في تكوين الفرد وإعداده للإنتاج الجيد والوافر.
وأوضح أمزازي أهمية الاستثمار في المجال المعرفي من خلال اعتماد برامج التعليم القائمة على الجودة والمبنية على الدراسات المستقبلية مشيدا بتجارب الدول التي حققت طفرة في الاستثمار المعرفي وأصبحت عائداتها الاقتصادية تضاعف عشرات المرات بلدان أخرى تملك احتياطات من النفط والغاز.
وعرج امزازي على المراحل التي مر بها التعليم في المغرب مسلطا الضوء على الصفحات المشرقة في تاريخ المدرسة المغربية مذكرا في الوقت نفسه أن المغرب عقب الاستقلال كان لديه في عام 1956 فقط نحو 200 طالب في الجامعة بين 11 مليون نسمة من سكانه. وكان لديه عدد قليل جدا من المعلمين والاساتذة ومعظمهم أجانب.
وأكد أمزازي أن المغرب في ذلك الوقت لم يعجزه الوضع القائم وانما قام بعزم لبناء منظومته التعليمية التي مرت بمرحلة الاستقلال والمغربة. واستطاع المغرب أن يحقق تطورا مهما في مجال الاستقلال الذاتي في تكوين الاساتذة والمعلمين وتكوين المكونين وتحقيق ايضا نسبة مشهود له بها من طرف الامم المتحدة وصندوق النقد الدولي في تعميم التعليم ومحاربة الهدر المدرسي وإدماج الفتيات والفتيان القرويين في التعليم.
من جهة أخرى، قطع امزازي الشك باليقين في ما يخص اللغة التي يجب اعتمادها للتدريس خاصة في المواد المعرفية العلمية والتكنلوجية. وقال بلغة سياسية ان اللغة الوحيدة التي يكرهها المغاربة هي لغة الخشب. في إشارة إلى ضرورة الانفتاح على كافة الوسائل والامكانيات التي تؤهل الطالب لبلوغ مستوى الإنتاجية.
وبسط امزازي انطلاقا من منبر منتدى مغرب اليوم الخطوط العريضة لاصلاح التعليم في المغرب. وختم كلمته بالقول إذا كنا لا نملك الماضي فالمستقبل بين أيدينا.
من جهتها عبرت نجاه بلقاسم فالو وزيرة التعليم سابقا في فرنسا والمديرة العامه المنتدبة حاليا بمؤسسة إبسو عن أهمية المحاور التي يتضمنها النقاش في الدورة الرابعة وأكدت على أهمية الموضوع ليس بالنسبة للمغرب وحده ولكن بالنسبة للمجتمع ككل، وأكدت على ضرورة كيفية تعلم التلقين.
وشهد المنتدى تقيم الوضعية الراهنة لاقتصاد المعرفة والتقدم المحرز من خلال تطرق المشاركين لثلاث مواضيع رئيسية تمثلت في التقنيانت الحديثة والتعليم كأسس لاقتصاد المعرفة، ودور اقتصاد المعرفة في النموذج التنموي الجديد ، ثم أي نموذج للانتقال نحو اقتصاد المعرفة.
وستتوج أشغال المنتدى بإصدار توصيات ذات أهداف عملية لجعل اقتصاد المعرفة ناقلا للتنمية الشملة وفاعلا في نموذج تنموي جديد.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر