أشرف بلحسين مطوّر نظام المعلوميات بأكبر المصارف الألمانية
آخر تحديث GMT 07:17:55
المغرب اليوم -

أشرف بلحسين مطوّر نظام المعلوميات بأكبر المصارف الألمانية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أشرف بلحسين مطوّر نظام المعلوميات بأكبر المصارف الألمانية

أشرف بلحسين
برلين - المغرب اليوم

استغرق أشرف بلحسين 8 سنوات لتغيير مسار حياته صوب ميدان الأنظمة الرقمية البنكية، مستندا على تكوينه الأساسي في المغرب وما أتاحه صقل المدارك في التعليم العالي الألماني.

يتوسط المغربي نفسه مركز القرار في واحد من أكبر بنوك "بلاد الجرمان"، بينما قلبه يخفق كلما استحضر مبتغى المساهمة في التطور بالمملكة، ويواصل جمع الخبرات حتى تلك المرحلة.

حلم عسكري

ازداد أشرف بلحسين في العاصمة المغربية الرباط، سنة 1982، لأسرة جعلته يشب ويترعرع في القنيطرة؛ وبهذه المدينة تدرّج بين المستويات التعليمية.

ويكشف بلحسين، في لحظة بوح، أن حلمه الأصلي كان مرتبطا بالاشتغال في صفوف القوات المسلحة الملكية؛ لكن ولوجه إلى الأكاديمية العسكرية لم يتحقق.

نال أشرف شهادة الباكالوريا في شعبة العلوم التجريبية، سنة 1999، ثم أقبل على الدراسة في جامعة ابن طفيل قبل أن يقرّر الهجرة؛ مختارا ألمانيا لهذا الغرض.

تأثير كل صيف

يقول أشرف بلحسين إن عددا من أصدقائه كانوا يدرسون في الديار الألمانية، بداية الألفية الجارية، وحرصوا على إثارة إعجابه بما توفره جامعات هذا البلد الأوروبي من إمكانات.

ويضيف المتحدث نفسه: "كان يتم ذلك كل صيف، حين يقضون العطل السنوية في المغرب، وقد انخرطت في التفكير قبل أن أختار تجريب حظي مثل أصدقائي".

بالموازاة مع التعليم العالي في القنيطرة، اتجه بلحسين إلى معهد "غوته" في الرباط من أجل دراسة اللغة الألمانية، وبعد ذلك تحرك صوب غمار التجربة الجديدة.

اللسان وإكراه المال

أفضى تعلم الألمانية إلى تذليل أولى صعوبات تعامل أشرف بلحسين مع المجتمع الألماني، ويؤكّد أن التواصل مع مغاربة سبقوه قد زاد في تسهيل الاستقرار وقاد إلى سلاسة الاندماج.

كما يقرّ المغربي ذاته بأن استعمال شبكة الأنترنيت، خلال هذه المرحلة من حياته، قد أتاح وصوله إلى كم من المعلومات المفضية إلى معرفة أعمق بطبيعة العيش في فضاء استقراره.

ويزيد بلحسين: "المشكل الوحيد كان في كيفية تمويل الحياة، خصوصا أن كلفة العيش بألمانيا مرتفعة. لذلك، حرصت على المزج بين الدراسة والعمل بمجهود كبير للتوفيق بين المسارين".

يعتبر أشرف أن الانخراط في تجارب اشتغال خلال المرحلة الدراسية يشحذ شخصيات الناس ويعزز تأقلمهم اجتماعيا، مزكيا ذلك بتجربته التي جمعت الأداءين لمدة تصل إلى ست سنوات ونيف.

المعلوميات التطبيقية

اجتاز أشرف بلحسين اختبارا بجامعة "بوخوم"، ضواحي "دورتموند"، وحصد النقطة الأولى بين 150 من المترشحين الأجانب؛ ما جعل حضوره في "الموسم التحضيري" مختصرا في ستة شهور.

المنتمي إلى صفوف "مغاربة العالم" قصد، بعد نظر معمّق في الخيارات المتاحة أمامه، دراسة هندسة المعلوميات التطبيقية في ولاية "هيسن"، القريبة من مدينة "فرانكفورت"؛ وكانت البداية سنة 2002.

بحلول سنة 2008، كان أشرف بلحسين قد ظفر بالتفوق حين تخرج مهندس دولة في المعلوميات، لينتقل إلى رهان آخر يتمثل في بسط تجربته النظرية وسط عوالم المال والأعمال المؤطرة بمعاملات المصارف.

في البنك التجاري

لم يضيّع بلحسين الوقت وهو يظفر، في نفس سنة تخرجه، بموقع مهني ضمن المقر المركزي لـ"البنك التجاري" الألماني، إذ يتعلق المعطى بأحد أكبر البنوك التي تشتغل بجمهورية ألمانيا الفيدرالية.

ويقول بخصوص هذا الحضور: "عائلتي سعيدة بسيرتي الذاتية، وهذا يجعلني فخورا بجعلها كذلك، خصوصا أن الدعم القادم من أقاربي لم يتخاذل في تحفيزي طوال الفترة التي قضيتها تلميذا أو طالبا".

استجمع أشرف بلحسين ما يعادل 12 سنة ضمن العمل مهندس دولة في المعلوميات التطبيقية، ويتولى حاليا مسؤولية الإشراف على تطوير النظام الإلكتروني الخاص بـ"البنك التجاري" الألماني.

ويعلق الخبير الإلكتروني على ذلك بقوله: "أوجد بين متخذي القرار المركزي في المؤسسة المصرفية، بمدينة فرانكفورت، ويتيح كل هذا تطوير الاشتغال مع أطر ومقدمي خدمات من أنحاء العالم".

المغرب والمستقبل

يعتبر بلحسين أن "الطموحات الألمانية" قد بلغت مرحلة الاكتمال عنده، ويشدد على أن ما كان يريد تحقيقه مهنيا، منذ أن كان يتنقل بين الرباط والقنيطرة، قد وصل إلى حدوده القصوى فعلا.

ويستدرك أشرف: "أرغب في العودة إلى المغرب، مستقبلا، مع كل التجربة التي راكمتها في الديار الألمانية. رهاني الجديد يتمثل في مساعدة وطني الأم بكل ما خبرته خلال عِقدين من الهجرة".

"مغاربة العالم طاقة تستوجب الاهتمام من طرف صناع القرار بالمملكة، وأيضا الشركات المغربية، وهناك كفاءات علمية وعملية كثيرة، يشهد بها مختصون أجانب، تريد المساهمة في التنمية بالاستثمارات المالية ونقل المعرفة"، يردف أشرف بلحسين.

الفرص الضائعة

يبدو المغربي عينه مزهوا بتدرجه بين المدارس العمومية منذ نعومة الصغر، ويرى أن خريجيها قادرون على امتلاك طموحات ملائمة للتحقق على أرض الواقع، سواء بالمغرب أو خارجه.

ويفسر بلحسين: "هناك كثيرون ممن يشاركونني ظروف النشأة والتعلم من الجيل الذي يلحقني، وهؤلاء قادرون على السير قدما صوب تحقيق ما يبتغون إذا لازمهم الإصرار في الحياة".

كما يعتبر أشرف أن ما يعيشه العالم من فورة إلكترونية ينبغي أن يستغلها الشباب أكثر في الانفتاح على التواصل بلغات أخرى، وبذلك يتم اقتناص الفرص الضائعة وتفتح أبواب قد تلوح موصدة.

 

قد يهمك ايضا
الحكومة تُبسط إجراءات معادلة شهادات التعليم العالي
وزيرة التعليم العالي السودانية تلتقي السفير اليمني

yeslibya
yeslibya

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أشرف بلحسين مطوّر نظام المعلوميات بأكبر المصارف الألمانية أشرف بلحسين مطوّر نظام المعلوميات بأكبر المصارف الألمانية



GMT 12:33 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مغربي خبير في الطاقات والتعدين يربط ألمانيا بدول إفريقيا

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 12:15 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مصطفى الرميد ينادي بالتوفيق بين الإسلام وحقوق الإنسان

GMT 12:09 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الدفاع الجديدي يتطلع للتألق مع الجزائري عبد القادر عمراني

GMT 12:05 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عمر بلمير يتخلى عن شقيقته في أول أغنية "راي"

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 12:22 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "مصر للطيران" تستعد لاستقبال 33 طائرة جديدة

GMT 08:59 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

"شيوكو" أصغر الجزر الرئيسية الأربع في اليابان

GMT 00:19 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

نفيديا تُعلن عن أول شاشة 360Hz

GMT 17:16 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

البرازيلي أليسون أفضل حارس في استفتاء الكرة الذهبية 2019

GMT 02:01 2019 الأحد ,03 آذار/ مارس

ديكورات غرف نوم أبناء النجمات

GMT 15:14 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

أنباء عن زيارة الملك محمد السادس لمراكش الثلاثاء

GMT 18:54 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

تعرّف على المُخدر الذي استخدمه راقي بركان للايقاع بضحاياه

GMT 14:29 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على أجمل ديكورات الجبس للمجالس داخل منزلك

GMT 04:16 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أم تستفيق بين أحضان طفلها بعد 23 يومًا من الغيبوبة

GMT 09:08 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

5000 بحيرة في النمسا تتقاسم الجمال الطبيعي والسُياح
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya