المهندسة صفاء بنعمر تواكب إيرباص بهامبورغ الألمانية
آخر تحديث GMT 07:17:55
المغرب اليوم -

المهندسة صفاء بنعمر تواكب "إيرباص" بهامبورغ الألمانية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المهندسة صفاء بنعمر تواكب

المهندسة صفاء بنعمر
برلين - المغرب اليوم

انشغلت صفاء بنعمر بالتميز لغويا وعلميا قبل وصولها إلى إكمال العقد الثاني من حياتها، وإن كانت قد اكتفت من الاهتمام بالألسن الحين إلا أنها لا تزال منكبة على مسايرة تطورات العلوم الصناعية.

راكمت بنعمر، خلال السنوات الست عشرة الماضية، خبرة ميدانية في مجالَي اللوجستيك البري والجوي، وتصرّ على الاستمرار في هذا الدرب إلى حين تحقيق حلمها بالقفول من ألمانيا صوب المغرب.

ألمانية في البرنوصي

في عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي، بمدينة الدار البيضاء، رأت صفاء بنعمر النور سنة 1984، وبهذا الحيز من "العاصمة الاقتصادية" اشتد عودها وانفتح ذهنها على طلب العلوم.

تميزت صفاء، خلال الطور الثانوي، بالميل إلى دراسة الألمانية كلغة أجنبية ثانية جوار الفرنسية، وبمؤسسة الخنساء أفلحت في الحصول على شهادة الباكالوريا الخاصة بها.

استمرت بنعمر في مسارها التعليمي بالانخراط في جامعة الحسن الثاني، لتحظى بدبلوم الدراسات العامة من كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية في "حي الكليات" بالدار البيضاء الواقع على "طريق الجديدة".

بروز فكرة الهجرة

تكشف صفاء بنعمر أن حضور فكرة الهجرة لديها قد رُصد قبل إكمالها الربيع الـ18 من عمرها، واقترن ذلك بمساع تكوينية في دولة ألمانيا منذ حرصها على استكمال المرحلة الثانوية.

تقول صفاء: "ولجت معهد غوته بعد شروعي في تعلم الألمانية بمؤسسة الخنساء، وكان ذلك بغية نيل معدلات عليا في الامتحانات؛ لكن الخطوة قربتني من الراغبين في الهجرة إلى ألمانيا ويحرصون على اكتساب اللغة".

أضحت بنعمر مقتنعة بأن إكمال التعليم العالي متاح أمامها في "بلاد غوته"، وانتظرت نيل "DEUG" في العلوم الاقتصادية قبل أن تقوم بتفعيل هذا الطموح على أرض الواقع.

في قلب أوروبا

وصلت "ابنة البرنوصي" إلى أراضي جمهورية ألمانيا الفيدرالية سنة 2004، مستقرة في مدينة "دورتموند" لأجل تعزيز قدراتها اللغوية في مدة زمنية جاورت ستّة شهور من الزمن.

تم قبول صفاء بنعمر في تكوين أكاديميّ عال بجامعة "نيداغاين"، في مدينة "مونشنغلادباخ" المتوسطة للطريق بين دوسلدورف والحدود الألمانية الهولندية، وجعلها ذلك تطمح إلى اكتساب صفة مهندسة صناعية.

أنهت الوافدة من الدار البيضاء مرحلتها الجامعية في فترة تعادل أربع سنوات، وقبل التخرج خاضت تدريبا بحثيا لنصف سنة وسط شركة "مان"، المتخصصة في صناعة الحافلات والموزعة إنتاجها عبر العالم.

العيش وسط الألمان

تكشف صفاء بنعمر أن تحقيق الاندماج وسط المجتمع الألماني يبرز الفرص الثمينة المتاحة في هذا البلد الأوروبي، خصوصا لذوي التوجهات العلمية الراغبين في الاستفادة من التقدم الصناعي السائد.

وتشدد المغربية نفسها على أن البيئة الألمانية تعلم الطلبة الأجانب الاعتماد على ذواتهم، دراسيا ومهنيا، وتفتح أمامهم إمكانات للحصول على تجارب أولية قبل أن يتخرجوا ويقرروا التوجه صوب عالم الشغل بدوامات كاملة.

"عززت مساري التعليمي العالي بتدريب في ميونيخ مع MAN، وفي منتصف المدة الجامعية كنت قد أمضيت 6 شهور أخرى في شركة بمدينة كولونيا، وصرت بفكرة عن العمل المطلوب ميدانيا"، تعلن المهندسة الصناعية.

صناعة الطائرات

تعاقدت صفاء بنعمر، منذ ما يزيد قليلا عن عشر سنوات من الآن، مع شركة "إيرباص"، الرائدة في صناعة الطائرات، والتحقت مهندسة صناعية بفرع هذه المؤسسة وسط مدينة "هامبورغ" الألمانية.

وتقول بنعمر: "العمل في هذا القطاع جعلني أكسب مدارك جديدة، وأنفتح على مهارات وازنة، متعاملة مع فئات مختلفة من المركبات الجوية، ثم غدوت متخصصة في إدارة المشاريع عند AIRBUS".

الخبيرة الصناعية عينها تفاخر بما قدمته، ضمن فريق عمل دوليّ كبير، من أجل المساهمة في بناء خط إنتاج ضخم للطائرات، وتواصل حاليا المهام الموكولة إليها في الحفاظ على الكلفة واستخدام منتجات بديلة.

رحيل في الأفق

تطمح صفاء بنعمر إلى أن تعيد البصم على هجرة أخرى، وتربط ذلك بالمدى البعيد لمخططاتها؛ لكنها هذه المرة تبتغي السير في الاتجاه المعاكس عبر الرحيل عن ألمانيا ومعاودة الاستقرار فوق التراب المغربي.

وتكشف المغربية، المقيمة في "هامبورغ" حاليا، أنها تطمح إلى العودة إلى الوطن الأمّ، برويّة حتى تتوفر كل الظروف المساعدة، من أجل المساهمة في جهود تنمية المملكة عبر نقل المعرفة إلى الجيل الأقل سنا.

تضيف المهندسة الصناعية: "أحلم بإنشاء مقاولة أستثمر من خلالها في كل ما تعلمته بألمانيا ضمن إدارة المشاريع؛ وهذا التخصص صالح لكل الميادين دون استثناء، بما في ذلك تدبير مجريات الحياة اليومية".

مستقبل اللغات

تنطلق صفاء بنعمر من تجربتها الخاصة، الممتدة بين سيدي البرنوصي البيضاوية وحيز استقرارها الأوروبي الحين، لتحسم بأن معالم المستقبل يمكن أن يتم تحديدها بوضوح عبر المراهنة على اللغات المكتسبة.

وتزيد المهندسة الصناعية أن الشابات والشبان المغاربة الراغبين في فتح آفاق أرحب أمامهم مطالبون بضبط حسن للغات التي تناسب أهدافهم، معتبرة أن هذه الخطوة تزيل عثرات البداية وتحفّز الطموحات كيفما كان نوعها.

"الديار الألمانية تبقى مانحة فرصا دراسية متميزة عن باقي الدول الأوروبية، خاصة أن التجريب متاح لكل من ابتغى ذلك؛ لكن الأساس يتمثل في توضيح المبتغى وعدم مجاراة مثبطات العزائم"، تختم صفاء بنعمر.

 

قد يهمك ايضا
القنصلية المغربية تعقد لقاءً تواصليًا مع رؤساء جمعيات ثقافية ودينية في فرانكفورت
حملات الانتقاد تتسع داخل المجتمع الألماني ضدَّ سياسة الباب المفتوح التي تنتهجها أنجيلا ميركل

yeslibya
yeslibya

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المهندسة صفاء بنعمر تواكب إيرباص بهامبورغ الألمانية المهندسة صفاء بنعمر تواكب إيرباص بهامبورغ الألمانية



GMT 12:33 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مغربي خبير في الطاقات والتعدين يربط ألمانيا بدول إفريقيا

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 12:15 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مصطفى الرميد ينادي بالتوفيق بين الإسلام وحقوق الإنسان

GMT 12:09 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الدفاع الجديدي يتطلع للتألق مع الجزائري عبد القادر عمراني

GMT 12:05 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عمر بلمير يتخلى عن شقيقته في أول أغنية "راي"

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 20:49 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أحداث مهمة وسعيدة

GMT 06:40 2018 الخميس ,03 أيار / مايو

طرق إختيار الزيت المناسب لنوع الشعر

GMT 13:15 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

"ميلان" يرغب في الحصول على خدمات المهاجم ماركوس راشفورد

GMT 10:05 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

كمال الشناوي

GMT 22:34 2018 الأربعاء ,28 آذار/ مارس

تعرف على أفضل "المتاهات الثلجية" حول العالم

GMT 11:15 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

محافظ الخرج يلتقي أعضاء المجلس المحلي الجديد

GMT 07:21 2018 الخميس ,08 شباط / فبراير

ماكرون يقبل دعوة "زيارة دولة" إلى البيت الأبيض

GMT 08:43 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

المدافعون عن حقوق الإنسان

GMT 20:16 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

جماهير عُمان تسقط على الملعب أثناء الاحتفال بلقب خليجي 23

GMT 13:30 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

الاقتصاد الوطني المغربيّ يسجل نسبة نمو بلغت 3.8 %

GMT 00:22 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

منير الجعواني "مستعدّ" لتدريب الفريق البركاني خلفًا للطاوسي

GMT 10:51 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يخرج عن صمته ويوجِّه كلامًا قاسيًا للحكيمي

GMT 14:09 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

مدينة أغادير تحتضن نسخة جديدة مِن "ميس أمازيغ" 2018

GMT 18:28 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الرجاء يواجه الدفاع الجديدي في الرباط رسميًا

GMT 17:52 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق واتفورد يواصل التميز بفوز كبير على نيوكاسل السبت

GMT 14:56 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الممثلة إلهام شاهين تتحدث عن مواقفها مع الفنانة شادية
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya