أقيم بمدينة فاس الملتقى الوطني الأول لـ"نجاحات من بلادي"، الذي نظمه المركز المغربي للاستثمار الثقافي (مساق)، ومركز كليفر لايف كوتشينغ، وتم خلاله تكريم عدد من الشخصيات المغربية المشهود لها بعطاءاتها المتميّزة.
ومن أبرز المكرمين الدكتور الناجي الأمجد، الذي تم تكريمه بصفته خبيراً في التربية والتواصل والتنمية الذاتية، والذي اشتغل لأزيد من أربعة عقود في خدمة التربية والتواصل والتنمية والتدريب، فكانت بصمته واضحة في عموم المغاربة داخل الوطن وخارجه من خلال برنامجه الشهير على قناة السادسة "مواقع الجمال"، وبرنامجه في القناة الأولى "الجلال والجمال"، الذي يسلط فيه الضوء على معاني الجلال والجمال في القرآن الكريم، وبرنامجه "بطعم الإنجاز"، وغير ذلك من البرامج، فضلاً عن عطاءاته الجمعوية وإسهاماته الفكرية في عدد من المجالات.
وأنصت جمهور الملتقى لمداخلة ألقاها الدكتور الناجي الأمجد، حملت عنوان "نجاح بطعم الإنجاز،" تحدّث فيها عن تجربته في الإعلام ورؤيته للنجاح والإنجاز وخواطر منتقاة من عصارة خبرته في الحياة، إذ قدّم قصصاً من تجربته ولقاءاته بعدد من الناس في مواقف مختلفة وفي أزمنة متفاوتة.
وعبّر الدكتور الناجي الأمجد في مداخلته عن كثير من الصعوبات التي واجهت مساره وكيف نحت اسمه في الجلمود بالصبر والعمل المستمر، ومن خلال الاجتهاد الدائم وإبداع ما لم يبدعه الآخرون، وما لا يتحمّله الباقون، يقول: "الاسمُ لا يُصنَعُ هكذا..أُقسِمُ أنّنا كتبنا وحَفَرْنا أسمَاءَنا بأظافِرِنا على صَخْرِ الجُلمود، ولاقَينا ما لاقينا من الاضطهاد ومِن الحروب حتَّى.. لشيءٍ واحد هو ضريبةُ النجاح"، ويُضيف: "لا بدّ أن تتحارب، وأن تصنع لنفسك ترسانة من القواعد كي لا يُداسُ عليك"، مؤكداً كذلك أنَّ "الاجتهاد لهُ ثمن، له نوعٌ من المعاناة والصّبر والجَلَد، ولكنَّ الاجتهاد الرائع والجميل هو أن تُبدع، وتُنِجز ما لم يُنجزه الآخرون، هو أن تُحاول أن تكون أنتَ، وألا تصِلَ بين عشية وضُحاها"، وزاد: "الذين وصلوا بالدّفع أو بهواتف أو بتوصياتٍ سُرعانَ ما سقطوا، ولكنَّ الذينَ وصلوا وهم يصعدون "الإفريست" بطريقتهم، يَصِلون في يومٍ من الأيام، ويَصِلون في لحظةٍ من اللحظات".
ثم اختتم المتحدث المداخلة بالحديث عن فاس، العاصمة العلمية والروحية للمملكة المغربية، وأنّها "مدينة فاضلة تستحق الكثير وتتضمن العديد من رموز العطاء والتضحية والإيثار، سواء في التاريخ أو الراهن"، مقدّما بعض الأمثلة، وعلى رأسها فاطمة الفهرية التي أنشأت أول جامعة في التاريخ، وهي جامعة القرويين.
وقدّم درع التكريم للدكتور الناجي الأمجد صلاح الدين أشرقي، المدير العام لمركز كليفر لايف كوتشينغ، كما قدم له شهادة التكريم الدكتور خالد التوزاني، رئيس المركز المغربي للاستثمار الثقافي (مساق)، وأهداه بعضاً من مؤلفاته الجديدة. وقد عبّر المشاركون في الملتقى الوطني الأول عن عميق امتنانهم للدكتور الناجي الأمجد ومحبتهم وكونهم تأثروا بسلسلة البرامج الفكرية الحوارية التي يقدمها في عدد من القنوات الوطنية والإذاعية.
جدير بالذكر أنَّ فعاليات هذا الملتقى الوطني الأول "نجاحات من بلادي" شهدت تكريم شخصيات أخرى مغربية، من أبرزها المهندس يونس اليعكوبي، الرئيس المؤسس والمدير العام لشركة Fes Marketing Services، والذي تحدَّث في مداخلة له عن تجربته في خلق المقاولة الناجحة، مؤكِّداً أنَّ "النجاح في عمل ما يحتاج إلى الإصرار، والثقة في الإمكانيات، والرّغبة القوية في تحقيق الإنجاز".
كما تم تكريم الإعلامي والصحافي يونس الشيخ، صاحب البرنامج الشهير "بلا زواق" الحواري الأسبوعي في إذاعة أصوات المغربية، والمستشار الإعلامي والمدرب في التنمية، إذ ركز في مداخلته على حجم الصعوبات التي واجهها في مساره، وكيف استطاع تحقيق أهدافه بالكثير من العمل والصبر والتضحية، مع الاستمرارية، "لأن الأهم والأصعب هو الحفاظ على النجاح، بمتابعة التكوين والتفاني في العمل".
ومن الشخصيات المكرّمة في هذا الملتقى الوطني الأول الدكتور عماد محمد، مدير عام المركز الأمريكي الكندي للتنمية البشرية ACCHD، والذي أكد أنَّ "الأمم لا تتقدّم إلا بقيم العمل، الإتقان، الجودة، الإنتاجية..وليس بالشعارات"، مضيفاً: "العمل قضية رئيسية حتى نلتحق بركب الحضارة من جديد. وعلينا تثمين أيّ مجهود، ولو كان صغيراً..علينا أن نمتلك مِجهراً لنرى الأشياء الصغيرة الجميلة، لكي نثمّنها ونُعزِّزَها، وترتقي في ذهن مَنْ يصنعها..".
واختتم الملتقى الوطني الأول "نجاحات من بلادي" بعرض موسيقي قدّمته فرقة وتر، التي أبدعت في العزف على آلة العود.
وقد يهمك أيضاً :
رجل أمن ي رجل أمن يطلق الرصاص لتوقيف متهم في حالة سكر في مدينة فاس
مقتل شخص تحت عجلات القطار في مدينة فاس المغربية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر