أمين بنشعلال مهندس معلوميات يطور سيارات المستقبل بألمانيا
آخر تحديث GMT 07:17:55
المغرب اليوم -

أمين بنشعلال مهندس معلوميات يطور سيارات المستقبل بألمانيا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أمين بنشعلال مهندس معلوميات يطور سيارات المستقبل بألمانيا

أمين بنشعلال
برلين - المغرب اليوم

تأرجح مسار أمين بنشعلال بين مبتغيات متباينة، أهمها ممارسة الطب والغدو مهندسا في الاتصالات، لكن رحلة البحث التي انخرط فيها جعلته متميزا في هندسة المعلوميات.

المستجمع عِقدين من الحضور في المجتمع الألماني يراهن على التميز في عطاءاته العلمية والمهنية، واضعا عينيه على العودة إلى المغرب في المستقبل، ويعتبر "التجربة والخطأ" الأنسب إليه.

التطبيب في آسفي

في آسفي ولد أمين بنشعلال، وكان ذلك في ثالث سنوات عقد الثمانينيات من القرن الماضي، وبالمدينة نفسها نشأ وتقوّى متلقيا التعليم بين مؤسساتها العمومية.

أول تماس بين بنشعلال والدراسة كان في مدرسة أحمد بنعاشور الابتدائية، ثم انتقل خلال المرحلة الإعدادية إلى مؤسسة الحنصالي، وحصل على الباكالوريا من ثانوية الحسن الثاني.

حلم أمين، وهو يمر بين مؤسسات التربية والتكوين الثلاث، بأن يغدو طبيبا في المستقبل، لذلك ركّز جهوده على البذل الدراسي في سبيل تحقيق هذا المراد.

خيار بديل

يكشف أمين بنشعلال أن الهجرة لم تكن تخطر على باله خلال السنوات 18 الأولى من عمره، ويؤكّد أنها جاءت بمثابة خيار بديل حين وقع طارئ أبعده عن دخول كليات الطب.

ويفسر المسفيوي عينه: "كنت أراهن على نيل نقط جيدة تخدم حلمي المهني، لكنني تحصلت على نقطة ضعيفة في وحدة الفيزياء والكيمياء، جعلت معدّل الباكالوريا يتأثر هبوطا".

المستجدّ جعل اسم أمين بنشعلال يغيب عن لوائح المنتقين لاجتياز اختبارات الطب في المغرب، وجرّه صوب رحلة البحث عن خيار آخر لشق المسار نحو المستقبل؛ فكانت الهجرة.

إعجاب بألمانيا

استفاد بنشعلال من نصائح قريب له كان يخضع لتكوين جامعي في ألمانيا، واختار الهجرة إلى هذه البلاد للاستفادة من الظروف الجيدة التي تتيحها للطلبة؛ خاصة إمكانية الجمع بين العمل والتعلم.

ويقول من كان مراهنا على التطبيب: "ما سمعته عن الألمان جذب اهتمامي بجدّ. وبعد التشاور مع والديّ حسم قرار الهجرة إلى الديار الأوروبية بغرض ولوج الدراسات العليا".

درس أمين اللغة الألمانية في موسم واحد بمدينة مراكش، ونال حزمة من المعلومات خلال هذه المرحلة بغية النجاح في تخصص "هندسة الاتصالات" الذي فضّله على كل الخيارات المتاحة.

في انتظار الاعتياد

احتاج الوافد من آسفي فترة من الوقت للاعتياد على العيش في بلد الاستقرار الجديد، ويقول إن الصعوبات التي صادفها، وقتها، لم تختلف عن تلك التي واجهت كل طالب مغربي وفد على ألمانيا.

"كان مستواي التواصلي باللغة الألمانية لم يبلغ الجودة المطلوبة مقارنة بالمتداول في هذه البلاد، وكنت ألجأ إلى مراجع باللغة الفرنسية لاستيعاب محاضرات يلقيها بعض الأساتذة بلكنات محلية"، يضيف بنشعلال.

ويردف المتحدث بأن مجمل الصعوبات جاءت في أشكال مقبولة، غير مؤثرة بعمق على الاندماج في ألمانيا، ومنها عثرات الحصول على سكن في وسط جامعي يشهد إقبالا مكثفا من جانب طلبة العالم.

تخصص بالخطأ

التكوين العالي لأمين بنشعلال، بجامعة "كارلسروه"، ارتبط بمجال المعلوميات حتى يتخصص في ميدان الاتصالات، وبعد شهور اكتشف أن التوجيه الذي تلقاه في مراكش كان خاطئا تماما.

يعلق المنتمي إلى "مغاربة العالم" على ذلك بقوله: "لقد دخلت تخصص المعلوميات بفعل هذا الخطأ المؤثر، لكن المحتوى الدراسي جعلني أحب علوم المعلوميات إلى حد كبير جدا".

أفلح بنشعلال في التخرج مهندسا في المعلوميات، وقرر استكمال التحصيل العلمي بالإقبال على تكوين إضافي في "ماستر" مرتبط بالمجال عينه، غير مفرط في الشق النظري لصالح الممارسة المهنية.

التأمينات والسيارات

"كافة خريجي دفعتي لم يجدوا أي صعوبة في الحصول على مناصب شغل مباشرة بعد إكمال الدراسة، وقد فضلت نيل استراحة في المغرب، مدتها شهران، قبل بدء مساري المهني"، يكشف أمين بنشعلال.

ابتغى المغربي نفسه العمل في إحدى الشركات الألمانية الشهيرة بصناعة السيارات، لكن الفرص المتاحة أمامه جعلته يربط أداءه المهني الطريّ بأحد الفاعلين الألمان الوازنين في ميدان التأمينات.

ويعلن بنشعلال أن مراداه تحقق، بعد فترة غير طويلة، عندما أفلح في العمل مهندسا للمعلوميات بشركة "مرسيديس بنز"، معتبرا هذه الخطوة انطلاقة حقيقية لعطائه المهني المتواصل حتى الحين.

تفرّغ للابتكار والتطوير

ينخرط المسفيوي عينه في جهود مركّزة على تطوير السيارات الخاصة بالعلامة التجارية التي يعمل لصالحها، متعاطيا مع ابتكارات وتطويرات الأنظمة المعلوماتية على وجه التحديد.

ويقول بنشعلال: "ليست لدي علاقة مباشرة بالتصنيع الموجه فورا إلى الأسواق..مهامي متصلة بالبحث من أجل التطوير، مساهما في سيارات مستقبلية قبل أعوام من خروجها إلى العلن".

كما يردف أمين في هذا الشأن: "يتم الانطلاق من أفكار لإنجاز العمل، ويستغرق الأداء البحثي قرابة 5 سنوات على كل نموذج، لتبدأ بعدها مراحل التجريب الميداني وتعديل الاختلالات المرصودة".

عين على المستقبل

لا يؤمن المنتسب إلى صف الجالية المغربية بوجود ارتياح تام على المسار كيفما كان صاحبه، لكنه ينظر إلى المحددات التي قادته نحو هندسة المعلوميات في ألمانيا كي يقول إنه سعيد بما تحقق.

ويستدرك أمين بنشعلال: "تتبقى لدي أهداف عديدة، منها ما يرتبط بالمدى القريب ويدفعني نحو نيل دكتوراه في المعلوميات، وأخرى مداها بعيد وتجعلني مبتغيا العودة إلى وطني الأم".

ويؤكد مطوّر الأنظمة الرقمية للسيارات أنه، كعدد كبير من المغاربة المقيمين في الخارج، يريد الاستثمار في المملكة للاقتراب من العائلة ونيل أرباح مادية، من جهة، ونقل المعرفة التي جمعها إلى المغرب، من جهة ثانية.

مكافحة التبخيس

يضع أمين بنشعلال مكافحة التبخيس منطلقا لكل شاب يبتغي تحقيق طموحاته، ويرى أن الانفلات من "ثقافة التعجيز"، التي يخدمها "معممو الإحباط"، مدخل حقيقي لفضاءات النجاحات أينما كانت في العالم.

ويضيف "ابن آسفي" أن نيل الخير يبقى مرتبطا، على الدوام، ببذل أقصى الجهود الممكنة، وسلك خيارات بديلة حين تغيب الفرص عن استيفاء المسارات المحددة في مراحل سابقة من الحياة.

ويختم بنشعلال كلامه موردا: "على الناس أن يصغوا مليّا إلى الأصوات المشجعة والمحفزة التي تحيط بهم، فهي التي تعمل على بث الطاقات الإيجابية الدافعة نحو آفاق أرحب وحياة أسعد".

 

قد يهمك ايضا
المهرجان الدولي للسينما والهجرة بأغادير يمنح فيلم "رافاييل" الجائزة الكبرى
الاتحاد الأوروبي يمنح المغرب دعمًا ماليًا بقيمة 102 مليون يورو

yeslibya
yeslibya

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمين بنشعلال مهندس معلوميات يطور سيارات المستقبل بألمانيا أمين بنشعلال مهندس معلوميات يطور سيارات المستقبل بألمانيا



GMT 12:33 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مغربي خبير في الطاقات والتعدين يربط ألمانيا بدول إفريقيا

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 12:15 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مصطفى الرميد ينادي بالتوفيق بين الإسلام وحقوق الإنسان

GMT 12:09 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الدفاع الجديدي يتطلع للتألق مع الجزائري عبد القادر عمراني

GMT 12:05 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عمر بلمير يتخلى عن شقيقته في أول أغنية "راي"

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 20:49 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أحداث مهمة وسعيدة

GMT 06:40 2018 الخميس ,03 أيار / مايو

طرق إختيار الزيت المناسب لنوع الشعر

GMT 13:15 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

"ميلان" يرغب في الحصول على خدمات المهاجم ماركوس راشفورد

GMT 10:05 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

كمال الشناوي

GMT 22:34 2018 الأربعاء ,28 آذار/ مارس

تعرف على أفضل "المتاهات الثلجية" حول العالم

GMT 11:15 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

محافظ الخرج يلتقي أعضاء المجلس المحلي الجديد

GMT 07:21 2018 الخميس ,08 شباط / فبراير

ماكرون يقبل دعوة "زيارة دولة" إلى البيت الأبيض

GMT 08:43 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

المدافعون عن حقوق الإنسان

GMT 20:16 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

جماهير عُمان تسقط على الملعب أثناء الاحتفال بلقب خليجي 23

GMT 13:30 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

الاقتصاد الوطني المغربيّ يسجل نسبة نمو بلغت 3.8 %

GMT 00:22 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

منير الجعواني "مستعدّ" لتدريب الفريق البركاني خلفًا للطاوسي

GMT 10:51 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يخرج عن صمته ويوجِّه كلامًا قاسيًا للحكيمي

GMT 14:09 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

مدينة أغادير تحتضن نسخة جديدة مِن "ميس أمازيغ" 2018

GMT 18:28 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الرجاء يواجه الدفاع الجديدي في الرباط رسميًا

GMT 17:52 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق واتفورد يواصل التميز بفوز كبير على نيوكاسل السبت

GMT 14:56 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الممثلة إلهام شاهين تتحدث عن مواقفها مع الفنانة شادية
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya