طيار عسكري مغربي يستعيد تفاصيل ربع قرن في سجون تندوف
آخر تحديث GMT 07:17:55
المغرب اليوم -

طيار عسكري مغربي يستعيد تفاصيل ربع قرن في سجون تندوف

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - طيار عسكري مغربي يستعيد تفاصيل ربع قرن في سجون تندوف

الطيار المغربي علي نجاب
الرباط - المغرب اليوم

أصدر علي نجاب، طيار مغربي كان أسيرا لدى جبهة البوليساريو، مذكراته التي تحكي ما عاشه في سجون تندوف على مدى خمسة وعشرين عاما.

مذكرات "25ans dans les geôles de Tindouf" صدرت قبل أيام عن دار نشر "لاكروازي دي شومان" في 569 صفحة، بدأها الضابط السابق في صفوف سلاح الجو المغربي بإهداء إلى الملك محمد السادس، القائد الأعلى رئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية.

كما شمل الإهداء من وصفهم نجاب بـ"الشهداء المفقودين خلال حرب الصحراء والسجناء المتوفين جراء التعذيب في تندوف"، وإلى والديه، وزوجته عتيقة السايغ، وابنته "أُولا"، وحفيديه مريم ويزيد، وأخيه الراحل أحمد نجاب.

تقديم الكتاب يقول إن هذه المذكرات "تحكي تجربة أسير الحرب المؤلمة خلال أكثر من 9125 يوماً من المعاناة والتعذيب والإذلال من جانب البوليساريو أمام لا مبالاة ضباط أجهزة الأمن العسكري الجزائري".

وبالنسبة لعلي نجاب، فإن هذا الكتاب ما كان ليرى النور لو لم تدفعه زوجته عتيقة سايغ إلى كتابته، ويقول في هذا الصدد: "لكن لا أريده أن يكون لي وحدي، هذا كتاب لجميع زملائي حيث أسرد بعض الشهادات لإظهار ما عانوا هم أيضاً".

ويشير تقديم الكتاب إلى أنه يهدف إلى أن يكون بمثابة إشادة بـ2400 أسير حرب مغربي عانوا خلال ربع قرن محنة حقيقية أمام "اللامبالاة الكاملة للهيئات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان".

ويؤكد نجاب أن الانتهاكات تقع فوق الأراضي الجزائرية رغم أنها موقعة على اتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها الإضافية، التي تحمي أسير الحرب.

ويعتبر الكاتب أيضاً أن هذه المذكرات "هي أيضاً واجب للذكرى والاعتراف خاصة بأولئك الذين ضحوا بحياتهم من أجل استعادة أقاليمنا الجنوبية العزيزة"، ويضيف: "هذا الدين وهذا الاعتراف الذي لدى كل مواطن مغربي تجاههم هو عنصر أساسي للتنمية، وخاصة بين الشباب، للإحساس بالانتماء وقيمة الشجاعة والتفاني خدمة للوطن".

المذكرات حظيت بتقديم من طرف جامع بيضا، مؤرخ رئيس مؤسسة أرشيف المغرب، قال فيه: "تعرفت على الطيار علي نجاب، الضابط السابق في سلاح الجو للقوات المسلحة الملكية، في شهر أكتوبر من سنة 2005 بمناسبة الإعداد لتصوير حلقة من برنامج تلفزي لصالح القناة الثانية".

وأضاف بيضا في تقديمه للمذكرات: "بين واجب التحفظ وواجب الذاكرة، قرر نجاب اختياره بوضوح، فقد كشفت الصفحات التي كرسها لمسيرته العسكرية قبل الأَسْرِ عن نُبل مهنة السلاح التي غالباً ما تكون مصطلحاتها غير معروفة لدى المدنيين".

وذكر بيضا أيضاً أن "التاريخ العسكري المغربي لم يكتب بعد، وعندما اختارت السلطات المغربية إعادة العمل بالخدمة العسكرية لشبابنا، فإن كتاب علي نجاب الذي يضم حمولة كبيرة من الوطنية والمواطنة الصالحة يأتي لحسن الحظ لسد فجوة في مكتباتنا".

وأورد بيضا في هذا الصدد أن علي نجاب لاحظ أن الشباب المغاربة يجهلون تاريخ بلادهم، وهو تاريخ يمكن أن يُعزز لديهم حب الوطن، بحيث قال نجاب في مذكراته: "أنا شخصياً منزعج لأني التقيت بشباب يعرفون تاريخ نادي برشلونة وريال مدريد لكن لا يعرفون شيئاً عن نزاع الصحراء ولا تاريخ المغرب بشكل عام".

وأكد رئيس مؤسسة أرشيف المغرب أن علي نجاب لا يتظاهر بأنه مؤرخ لكنه يقدم شهادته المؤثرة لعامة الناس، وزاد قائلاً: "بالإضافة إلى شهادته الخاصة حول معاناة الأسر والاستجوابات والتعذيب والإهانات التي تعرض لها، فقد قام بعمل مفيد من خلال سرد شهادات عن زملائه الآخرين بأمانة، الذين يؤكدون بالحجج الدقيقة أن النظام الجزائري هو الذي يشن حرباً على المغرب عبر البوليساريو، التي هي بمثابة إرث من فترة الحرب الباردة".

يُذكر أن علي نجاب يبلغ من العمر حالياً 76 سنة، رأى النور سنة 1943 في منطقة مغراوة بإقليم تازة بالقرب من جبل بويبلان في قلب الأطلس المتوسط، والتحق بسلاح الجو سنة 1965، وكان متميزا طوال فترة تكوينه.

لكن مسيرة نجاب تدهورت بشكل مأساوي سنة 1978 بعدما أُسقطت طائرته أثناء مهمة استطلاعية جوية بصاروخ، وتم أسره من قبل البوليساريو ونقله إلى تندوف حيث قضى هناك 25 عاماً عاش على مداها التعذيب والإهانة وجميع أنواع المعاملة اللاإنسانية.

وأُفرج عن الكابتن علي نجاب في فاتح شتنبر من سنة 2003، وما يزال يعمل اليوم بجد من أجل إعادة التأهيل والإدماج الاجتماعي لأسرى الحرب السابقين العائدين من تندوف حتى ينعموا بالعودة إلى الحياة، لكنه يعرف أن هذه الطريق طويلة وصعبة.

 

قد يهمك ايضا
اليابان تجدد التأكيد على موقفها بعدم الاعتراف بـ"جبهة البوليساريو"
إسبانيا تدعم تنسيق الرباط وموريتانيا لتأمين معبر الكركرات الحدودي

yeslibya
yeslibya

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طيار عسكري مغربي يستعيد تفاصيل ربع قرن في سجون تندوف طيار عسكري مغربي يستعيد تفاصيل ربع قرن في سجون تندوف



GMT 12:33 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مغربي خبير في الطاقات والتعدين يربط ألمانيا بدول إفريقيا

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 12:15 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مصطفى الرميد ينادي بالتوفيق بين الإسلام وحقوق الإنسان

GMT 12:09 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الدفاع الجديدي يتطلع للتألق مع الجزائري عبد القادر عمراني

GMT 12:05 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عمر بلمير يتخلى عن شقيقته في أول أغنية "راي"

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 12:22 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "مصر للطيران" تستعد لاستقبال 33 طائرة جديدة

GMT 08:59 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

"شيوكو" أصغر الجزر الرئيسية الأربع في اليابان

GMT 00:19 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

نفيديا تُعلن عن أول شاشة 360Hz

GMT 17:16 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

البرازيلي أليسون أفضل حارس في استفتاء الكرة الذهبية 2019

GMT 02:01 2019 الأحد ,03 آذار/ مارس

ديكورات غرف نوم أبناء النجمات

GMT 15:14 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

أنباء عن زيارة الملك محمد السادس لمراكش الثلاثاء

GMT 18:54 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

تعرّف على المُخدر الذي استخدمه راقي بركان للايقاع بضحاياه

GMT 14:29 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على أجمل ديكورات الجبس للمجالس داخل منزلك

GMT 04:16 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أم تستفيق بين أحضان طفلها بعد 23 يومًا من الغيبوبة

GMT 09:08 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

5000 بحيرة في النمسا تتقاسم الجمال الطبيعي والسُياح
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya