حوالي تسعة ملايين نسمة شاهدت الوصلتين التحسيسيتين، اللتين بتثهما وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة على وسائل التواصل الاجتماعي على مدى أيام الحملة الوطنية ال17لمحاربة العنف ضد النساء منذ نونبر 2019.
واعتبرت وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، جميلة المصلي، أنها المتابعة، التي تدعو إلى التفاؤل بإمكانية التقليص من ظاهرة العنف الممارس ضد النساء، والتي تؤكد المعطيات الإحصائية استفحالها بالنظر إلى أن 54في المائة من المغربيات هن ضحايا العنف بكافة أشكاله.
ومع ذلك، لم تتردد الوزيرة المصلي، في اختتام الحملة الوطنية ال17 لمحاربة العنف ضد النساء الخميس 26 دجنبر 2019بسلا، من التعبير بتفاؤل ظاهر عن إمكانية الحد من الظاهرة بفضل الحملات الوطنية المنتظمة، والتي بحسبها أضحت تحظى باهتمام المواطن المغربي .
وزادت المصلي موضحة أن الحملة الوطنية "تؤكد انخراط المغرب القوي في محاربة العنف ضد النساء، والتمكين لهن على كافة المستويات". واستطردت لافتة إلى أن الحملة "لا تعني أن نصنع من الرجل عدوا للنساء، بل جعله شريكا في محاربة العنف ضدهن".
واستهدفت الحملة ال17 لمحاربة العنف ضد النساء برسم 2019،بالخصوص الشباب، بالنظر إلى أن هذه الفئة مَعنية أكثر بالعنف ضد النساء، حيث بيّنت إحصائيات البحث الوطني، الذي أنجزته وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة أن الشباب من الفئة العمرية ما بين 19 و34 سنة هم الذين يمارسون العنف أكثر ضد النساء، كما أن النساء أقل من 34 سنة هن الأكثر عرضة للعنف.
وأعربت جميلة المصلي عن الارتياح لانخراط الشباب المغربي في الحملة الوطنية لمحاربة العنف ضد النساء، التي انطلقت بتاريخ 26 نونبر 2019 بمناسبة تخليد اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد النساء، تحت شعار "الشباب متحدين وللعنف ضد النساء رافضين"، بقولها إن "الشباب لم يخّيب آمالنا إذ انخرط في الحملة بكل ما للكلمة من معنى".
وشددت جميلة المصلي على أن العنف ضد النساء له كلفة اقتصادية واجتماعية كبيرة و"ذلك أن المرأة المعنفة لا يمكن أن ننتظر منها أن تكون فاعلة ومنتجة"، تقول المصلي وتضيف أن "العنف ضد المرأة يؤثر سلبا على انخراطها في المجتمع".
وتمت الحملة الوطنية ال17 بشراكة بين وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة وقطاعات حكومية أخرى وهيئات من المجتمع المدني. وقد عرفت الحملة، على سبيل المثال، تخصيص خطبة صلاة الجمعة لموضوع محاربة العنف ضد النساء في 24 ألف مسجد عبر ربوع المغرب، وخُصصت حصص دراسية للموضوع نفسه في المؤسسات التعليمية، كما نظمت ندوات في مختلف محاكم المملكة، علاوة على أنشطة نُظمت بدُور الشباب.
وبحسب المعطيات الرقمية حول الحملة الوطنية ال17 لمحاربة العنف ضد النساء، التي قدمها رئيس قسم التواصل بوزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، يوسف سيمو، فقد حققت الوصلة التحسيسية، التي قدمها المغني مسلم حوالي سبعة ملايين مشاهدة على "يوتيوب"، ومليونا ونصف مليون مشاهدة على صفحة الوزارة بموقع "فيسبوك"، هذا فيما حققت الوصلة التحسيسية، التي قدمها المغني نعمان لحلو مشاهدات تم وصفها ب"المرتفعة"دون تحديد عددها.
واختتمت الحملة الوطنية لمحاربة العنف ضد النساء بتوصيات تحث على تعزيز التكوين والتحسيس بخطورة هذه الظاهرة في أوساط الفتيان والشباب في مستويات التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي، وتشجيع الشباب على البحث العلمي في مجال الحقوق الكونية للنساء، وإعداد وتنفيذ برامج تحسيسية حول العنف ضد النساء في مؤسسات تأطير الشباب.
كما تضمنت التوصيات دعوة إلى تعزيز الحماية القانونية للنساء ضحايا العنف، وتكثيف التعريف بمضامين القانون الخاص بمحاربة العنف ضد النساء، والتعريف بمساطر وإجراءات حماية النساء وكيفية التبليغ عن العنف، والتعريف بمخاطر العنف الإلكتروني وكيفية تجنبه والوقاية منه، والعمل على تعديل مدونة الأسرة لمسايرة مقتضيات دستور 2011.
وفي ختام كلمتها، أكدت جميلة المصلي مواصلة المغرب تكريس حقوق النساء، حيث أعلنت أن الحكومة صادقت خلال مجلسها المنعقد في ذات اليوم، الخميس26دجنبر 2019، على القانون رقم 62.17 المنظم لتدبير الأراضي السلالية، ليصبح بذلك بإمكان النساء السلاليات أن يستفدن من حقهن من هذه الأراضي بعدما كن محرومات منه لعقود، مبرزة أن هذا القانون "سيمكّن من ضمان الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للنساء السلاليات".
قد يهمك ايضا
جميلة المصلي تمثل الملك محمد السادس متحدثة عن الابتكار في رواندا
جميلة تقرر إحداث إسعافات اجتماعية متنقلة للأطفال المشردين
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر