عيدالجليل لحجمري يقتفي أثر نهضة دولة اليابان
آخر تحديث GMT 07:17:55
المغرب اليوم -

عيدالجليل لحجمري يقتفي أثر نهضة دولة اليابان

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - عيدالجليل لحجمري يقتفي أثر نهضة دولة اليابان

عبد الجليل لحجمري
الرباط - المغرب اليوم

قال عبد الجليل لحجمري، أمين السّرّ الدّائم لأكاديمية المملكة المغربية، إنّ التّجربة اليابانية أثبتت أنّ رهان التّقدّم والرُّقِيِّ لا يقوم إلّا على تأهيل الرّأسمال البشري، وتعليمِه، وتثقيفِه بأحدث العلوم والمعارف؛ لأنّه أساس النّهضة، والتّطوّر، والثّراء الحضاري.

وذكر لحجمري في كلمته ضمن ندوة تبحث في تجارب التّحديث والتّنمية باليابان، نُظِّمَت اليوم الاثنين في إطار الدّورة السادسة والأربعين لأكاديمية المملكة المغربية تحت عنوان "آسيا أفقا للتّفكير"، أنّ اليابان قد استطاعَت خلال مساراتها التّاريخيّة الكبرى، ذات المراحل التّاريخية الفاعلة، من الميجي إلى ما بعد الحرب ثمّ مرحلة العَولمَة الرّاهنة، أن تجد لها موقعا رئيسا في العالَم المعاصِر.

واسترسل أمين السّرّ الدّائم لأكاديمية المملكة المغربية متحدّثا عن الحضارة العريقة لليابان، وعلى راهنِها الذي "يفاجئنا ويُبهِرنا على الدّوام"، قائلا إن "مُجتمَعها لم يتخلَّ أبدا عن تراثه الثّقافي التّقليدي، أي إنّ التّحديث في تجربتها قامَ على أسس فلسفية وفكريّة رصينة، لا فقط على التوسّع التّقني والإنتاج الصّناعي، وقام على العلاقة مع البيئة، ومكانة العائِلَة في منظومة التّنشئة الاجتماعية، والرّغبة المتواصِلة في التّعلّم، وعشق الفنون والآداب، وهو ما يستثمر به هذا البلد، وبغيره، في الإنسان والمجتمع، ويدفع بهما إلى أقصى درجات الابتكار والحرية والنّجاح".

واستحضر المتحدّث آراء مؤرِّخين يؤكّدون أن تجربة النّهوض اليابانية تستمدّ مصدرها من حركة الميجي في الفترة الأولى من تاريخ اليابان المعاصرة، المتراوحة بين 1868 و1912، وآراء من يعود بهذه التّجربة إلى الفترة الممتدّة من القرن السّادس عشر إلى مطلع القرن التاسع عشر، باتّباع سياسة اجتماعية واقتصادية تهتمّ بالعلوم والتِّقانة، وابتكار نموذج تعليميّ متين في القراءة والكتابة والحساب والعلوم والموسيقى والفنون والأخلاق.

وزاد أنّ استثمار اليابان في الإنسان والمجتمع كان بشعار واحد ووحيد، هو "ترسيخ قوّة العلم والعمَل على تشجيع المعرفة باللغات والثّقافات الأجنبية، ليتيسَّرَ الانفتاح على العالم".

ووضع أمين السّرّ الدائم لأكاديمية المملكة اليابان في سياقها الآسيوي الذي يعرف تطوُّرا متصاعِدا على كلّ المستويات الاجتماعية والاقتصادية والتّنموية الكبرى، مستحضرا موقعها المتميِّز والفاعل، وتاريخها وحضارتها وقدرتها على إحداث نموٍّ اقتصادي سريع ومثير للاهتمام، وطبيعة مشروعاتها التّنمويّة النّاجحة والمؤثِّرة في اقتصاديات العالَم المعاصِر، لامتلاكها حوالي سبعة وخمسين شركة من بين الأغنى والأكثر نفوذا في العالم، والعامل الأساسي في قوَّتها التنافسية العالمية المتمثِّل في تخصيصها ميزانية للبحث العلمي والتّقنيّ تزيد عن مائة وخمسين مليار دولار سنويا، لتتبوأ بذلك المرتبة الثالثة في هذا المجال بعد الولايات المتّحدة الأمريكية والاتّحاد الأوروبي بأكمله.

كما يستند النّهوض الاقتصادي الياباني، وفق لحجمري، إلى جملة من الرّكائز، أهمّها "تشجيع اقتصاد السّوق ليكون فاعلا في الحياة الاقتصادية، وابتكار صناعات جديدة تيسّر لها الانفتاح على العالَم الخارجيّ، مع توفير الموارد المالية الضّرورية لإنشاء البنى التّحتيّة للنّقل والمواصلات"، وهو ما جعلها ثالث اقتصاد عالميّ بعد الولايات المتّحدة الأمريكية والصّين، وكذلك بفضل ابتكاراتها التّكنولوجية المتقدّمة، وقوَّتها التجارية والمالية، حيث تعدّ "بورصة طوكيو" واحدة من الأسواق الماليّة الرّائدة في العالم، فضلا عن رِيادة إنتاجها الثّقافي عالميّا من خلال ألعاب الفيديو، ورسوم "المانجا" الشّهيرة، وقصائد الهايكو.

كلّ هذا جعل اهتمام العالم، حَسَبَ أمين السّرّ الدّائم لأكاديمية المملكة المغربية، منذ دخول اليابان مرحلة التّحديث في نهاية القرن التّاسع عشر، يزداد بنموذَجها التّنموي في الاقتصاد والإدارة، والإنتاج، والتّربية والتّعليم، والعمل الجادّ، والاجتهاد المتواصل المستنِد إلى التزام الفرد بروح العمل الجماعي الضّامن لتحقيق الجودة في جميع الميادين.

وهو ما دفع أكاديمية المملكة المغربية، وفق المتحدّث الذي أُؤتُمِنَ على سرِّها، إلى وضع التّجربة التّنموية اليابانية "موضع تأمُّل علمي وفكري، تتطلّع من خلاله إلى الاقتراب من فهم هذه التّجربة في مختلف تفاصيلِها الاقتصادية والثّقافية والسياسية والاجتماعية والتّاريخية، واستخلاص عناصر النّجاح فيها، وعيا منها بأنّ أحد أدوارها الطّلائعية خلقُ فضاء أكاديمي للتّفكير في السُّبُل الكفيلة بالإفادة من تجارب الأمم وهي تبني نهضتَها، وتُحَدِّثُ مجتمعاتها".

 

قد يهمك ايضا
أكاديمية المملكة المغربية تكرم الدكتور بنعبد الجليل‎
الأكاديمية المغربية تستكشف التجارب الهندية في التّحديث والتّنمية

yeslibya
yeslibya

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيدالجليل لحجمري يقتفي أثر نهضة دولة اليابان عيدالجليل لحجمري يقتفي أثر نهضة دولة اليابان



GMT 12:33 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مغربي خبير في الطاقات والتعدين يربط ألمانيا بدول إفريقيا

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 12:15 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مصطفى الرميد ينادي بالتوفيق بين الإسلام وحقوق الإنسان

GMT 12:09 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الدفاع الجديدي يتطلع للتألق مع الجزائري عبد القادر عمراني

GMT 12:05 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عمر بلمير يتخلى عن شقيقته في أول أغنية "راي"

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 20:49 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أحداث مهمة وسعيدة

GMT 06:40 2018 الخميس ,03 أيار / مايو

طرق إختيار الزيت المناسب لنوع الشعر

GMT 13:15 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

"ميلان" يرغب في الحصول على خدمات المهاجم ماركوس راشفورد

GMT 10:05 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

كمال الشناوي

GMT 22:34 2018 الأربعاء ,28 آذار/ مارس

تعرف على أفضل "المتاهات الثلجية" حول العالم

GMT 11:15 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

محافظ الخرج يلتقي أعضاء المجلس المحلي الجديد

GMT 07:21 2018 الخميس ,08 شباط / فبراير

ماكرون يقبل دعوة "زيارة دولة" إلى البيت الأبيض

GMT 08:43 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

المدافعون عن حقوق الإنسان

GMT 20:16 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

جماهير عُمان تسقط على الملعب أثناء الاحتفال بلقب خليجي 23

GMT 13:30 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

الاقتصاد الوطني المغربيّ يسجل نسبة نمو بلغت 3.8 %

GMT 00:22 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

منير الجعواني "مستعدّ" لتدريب الفريق البركاني خلفًا للطاوسي

GMT 10:51 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يخرج عن صمته ويوجِّه كلامًا قاسيًا للحكيمي

GMT 14:09 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

مدينة أغادير تحتضن نسخة جديدة مِن "ميس أمازيغ" 2018

GMT 18:28 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الرجاء يواجه الدفاع الجديدي في الرباط رسميًا

GMT 17:52 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق واتفورد يواصل التميز بفوز كبير على نيوكاسل السبت

GMT 14:56 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الممثلة إلهام شاهين تتحدث عن مواقفها مع الفنانة شادية
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya