ياسين موماد حالم بهندسة الطيران بين الدار البيضاء وميونيخ
آخر تحديث GMT 07:17:55
المغرب اليوم -

ياسين موماد حالم بهندسة الطيران بين الدار البيضاء و"ميونيخ"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ياسين موماد حالم بهندسة الطيران بين الدار البيضاء و

ياسين موماد
الدار البيضاء - المغرب اليوم

يدنو ياسين موماد من استيفاء عقدين من الاستقرار بتراب الجنوب الألماني، مبتهجا بأن هذه المدة الزمنية، في "ميونيخ" ونواحيها، جعلته يعانق حلما لم يفارق مخياله منذ سنوات الطفولة المبكرة.

موماد، البارز خبيرا في صناعة الطيران، يثمّن فرص التكوين العالي المتاحة في ألمانيا، مثلما يشيد بما يمنحه التعليم العمومي المغربي من قدرات، لكنه يجعل الاستفادة من الاثنين رهينة بحضور الطموح ووضوح المبتغى.

وسط البيضاء

عانق ياسين موماد الحياة في "حي الرميلة" بمدينة الدار البيضاء، أواسط ثمانينيات الألفية المنصرمة، وسط أسرة بسيطة وفرت له مستلزمات النشأة في ظروف متوازنة.

استهل موماد دراسته من ابتدائية "بين المدن الجديدة"، ثم انتقل إلى إعدادية "الإمام الغزالي"، وصولا إلى ثانوية "الباقلاني" التي حصل فيها على باكلوريا في شعبة العلوم التجريبية.

ويقول ياسين: "حملت في بالي حلما يرتبط بالطيران منذ الصغر، وحاولت التركيز على الحركيات خلال الطور الجامعي الذي خصصته لدراسة الفيزياء والكيمياء، ثم قررت الهجرة لتحقيق ما أريد".

حضور الهجرة

يؤكد ياسين موماد أن الهجرة ليست غريبة عن فضائه العائلي، وقد ارتبطت بخالين له قصدا التكوين في فرنسا قبل الرجوع إلى المغرب؛ حيث يعمل أحدهما أستاذا جامعيا والثاني أصبح دكتورا في الطب.

هذا الوضع جعل موماد معتادا على قصص الهجرة والتحديات التي تستلزمها، لكن ما كان يغريه هو الحديث عن الاعتماد على النفس في بلوغ المراد، إذ كان الخالان يحفزانه على خوض التجربة ثم القفول إلى الوطن.

يعلق ياسين على المعطى برمته حين يورد: "اقتنعت بالهجرة بعيدا عن فرنسا، فقد لعبت ميولاتي في كرة القدم دورا ضمن تقريبي من ألمانيا، كما أن أحد معارف الأسرة قربني من فرص دراسة الطيران بهذه الدولة".

جامعة ميونيخ

ضبط ياسين موماد التواصل باللغة الألمانية في الدار البيضاء قبل الانتقال إلى "بايرن" الألمانية، وبها أمضى سنة تحضيرية مكنته نتائجها من دخول التعليم العالي للطيران في جامعة "ميونيخ".

يشدد موماد على أن الإقبال على التخصص الذي حلم به منذ الصغر، وابتغاءه النجاح في الغدو مهندسا في صناعات التحليق، جعلاه يعمل بجهد كبير على تذليل مختلف الصعوبات التي لاقته ببلد استقراره.

كما يكشف "ابن الدار البيضاء" أن رغبته في التركيز على تحقيق حلمه أذكت رغبته في الاندماج بألمانيا، وعزز ذلك بالبقاء في جامعة "ميونيخ" القريبة من الحيز الذي ضبط متغيراته خلال مجرى السنة التحضيرية.

الاعتماد على الذات

"الصعوبات متوفرة دائما أمام المغتربين، وفي حالتي يمكنني القول إن البداية كانت مخيفة بسبب عدم توفري على معارف بألمانيا حين قدمت إليها، وكل من خبرتهم لم يكونوا إلا من رافقوني في تعلم اللغة بالمغرب"، يستحضر موماد.

ويردف ياسين بأنه، مثل باقي الطلبة المغاربة القاصدين أوروبا دون منح دراسية أو دعم مالي من الأسر، كان مطالبا بتدبر مصاريفه عبر تخصيص حيز من الوقت للاشتغال بدوامات جزئية؛ إلى حين التخرج.

ويقول ياسين موماد: "كان وصولي إلى ألمانيا، سنة 2003، بداية مرحلة مفصلية جعلتني أعتمد على ذاتي خلال الأعوام اللاحقة من حياتي، وتيسر ذلك بالاعتماد على بناء علاقات مفيدة للتقرب من المجتمع الألماني".

محركات الطائرات

استغرق الوافد على "ميونيخ" من الدر البيضاء ما يعادل 5 سنوات ونصف السنة قبل أن ينهي منهاج التعليم العالي في علوم الطيران، ويتخرج برتبة مهندس في التخصص الذي جذبه منذ الصغر.

ويقول موماد إن الزمن مرّ بسرعة حين ولج الجامعة بإصرار قوي على التعلم، بلا توقف عن البحث والاستفسار من أجل الوصول إلى مستويات متقدمة من التكوينين النظري والعلمي.

"لم أكن أتردّد في طلب المساعدة من أي شخص أرى أنه يستطيع جعلي أتعلم جيدا، أما مشروع نهاية الدراسة فكان ميدانيا وسط شركة متخصصة في تطوير محركات الطائرات"، يردف ياسين.

تطويرات مستمرة

يقترن الأداء العملي لمهندس الطيران المغربي، حاليا، بشركة مقرها المركزي في سويسرا، وهي مؤسسة تعتمد على التصنيع والتطوير والصيانة؛ أي بكل جوانب صناعات التحليق.

ويرتبط ياسين موماد، ضمن الموقع الذي يواصل التواجد به إلى الآن، بكل التدخلات ذات الصلة بالآليات الميكانيكية المتصلة، أساسا، بنظام أمريكي الصنع لتدبير حضور الوقود في الطائرات.

"أتولى منذ 5 سنوات وبضع شهور مسؤولية التطويرات التي يخضع لها هذا النظام، وأتولى الإشراف على ما يتم من أداء كي أؤكّد لمراقبي الطيران مراعاة الضوابط"، يذكر خبير الطيران نفسه.

أحلام بلا حدود

ينصح ياسين موماد الجيل الصاعد باستحضار الثقة في النفس، معتبرا ذلك مصدرا لتوليد طاقة داخلية إيجابية تحفّز على النجاح، على أن تكون هذه الثقة مبنية على حق، لا كذبا أو تخيلا.

ويشدد المنتمي إلى صف الجالية المغربية في ألمانيا على أن كل شخص، ما دام باحثا عن النجاح، عليه أن يقوم بتتبع ميولاته والانتقال من أجلها إلى أي حيز جغرافي يتيح المساعدة في تحقيق أحلامه.

"الأحلام لا ينبغي أن تسيّج بالحدود، والطموح لا يجب أن يكون مكبلا بالقيود، فكلّ الأحلام مشروعة، وأرفعها ما يقترن بالوجدان دون اكتفاء بالمكاسب المالية أو المكانة الاجتماعية"، يختم ياسين موماد.

 

قد يهمك ايضا
طائرة شخصية كهربائية خفيفة يُسمح بقيادتها من دون رخصة طيار
"ناسا" ترسل سيدات إلى القمر عبر مهمة شقيقة "أبولو"

yeslibya
yeslibya

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ياسين موماد حالم بهندسة الطيران بين الدار البيضاء وميونيخ ياسين موماد حالم بهندسة الطيران بين الدار البيضاء وميونيخ



GMT 12:33 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مغربي خبير في الطاقات والتعدين يربط ألمانيا بدول إفريقيا

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 12:15 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مصطفى الرميد ينادي بالتوفيق بين الإسلام وحقوق الإنسان

GMT 12:09 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الدفاع الجديدي يتطلع للتألق مع الجزائري عبد القادر عمراني

GMT 12:05 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عمر بلمير يتخلى عن شقيقته في أول أغنية "راي"

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 07:58 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

المغامرة الشجاعة لمصطفى الكاظمي

GMT 01:39 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أقدم كلب في العالم "بشحمه ولحمه" عمره 18 ألف سنة

GMT 03:11 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

6 علامات رئيسية يرتبط وجودها بفقر الدم الخبيث

GMT 13:30 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

عربية السيدات تعتمد جوائز خاصة للفرق الرياضية

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 11:15 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

بيريز يوافق على طلب زيدان برحيل غاريث بيل

GMT 08:40 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

"الفنانات يتألقن في حفلة توزيع جوائز" SAG 2019

GMT 12:58 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

فنانات مغربيات يحققن نجاحًا كبيرًا في بلدان الخليج

GMT 11:50 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

"أمن بني أنصار" يوقف شخص قام باغتصاب سيدة حامل

GMT 15:40 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فوضى "ساحة الرصيف" تخمد الوهج السياحي فى مدينة فاس

GMT 09:51 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

بيع حجر "أحجية القمر" في مزاد علني بنصف مليون دولار

GMT 01:33 2018 الأربعاء ,12 أيلول / سبتمبر

سايس يكشف خطة المنتخب المغربي للفوز على مالاوي
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya