مدريد - المغرب اليوم
لطالما قطفت دول غربية ثمار مواهب مغربية ممن ولدوا بها أو هاجروا إليها، بطرق شرعية أو عن طريق الهجرة السرية، بحثا عن مستقبل أفضل في "الفردوس الأوروبي"، كما هو حال الشابة المغربية منال حَسين مُوعنى، التي تشق طريقها بثبات في رياضة كرة اليد، وتتلمس النجومية بالجارة الشمالية إسبانيا رغم صغر سنها.
رأت منال النور سنة 2005 في مدينة ليون بالشمال الغربي لإسبانيا من أبوين مغربيين، أمها تتحدر من واويزغت بأزيلال وأبوها من بني ملال، هذا الأخير هاجر إلى إسبانيا سنة 2001 لتلتحق به زوجته في 2004، وبعد عام في المهجر، ولدت منال التي يتنبأ لها ولداها بأفق واعد في رياضتها المفضلة.
لم تعش منال، المتقنة للغة الإسبانية والأمازيغية وكذا العامية المغربية، طفولة طبيعية كباقي قريناتها في تلك الفترة العمرية، نظرا إلى أنها كانت تمرض كثيرا بسبب نقص في المناعة لديها، جراء ولادتها قبل الموعد المعتاد (من الخُدّج)، ولم تتحسن حالتها الصحية إلا مع بلوغها سن الرابعة، بعد متابعة طبية دائمة من لدن طبيبها الذي طمأننا بأنها ستتجاوز محنتها مع مرور الوقت ولا داعي للقلق؛ وبالفعل، تحسنت حالتها وبدأت تستعيد عافيتها بكل صبر وإصرار وكلها أمل في مواصلة الحياة ما استطاعت إلى ذلك سبيلا.
تدرس منال البالغة من العمر 14 سنة في ما يعادل الثانية إعدادي المغربية بإسبانيا، وتحصل على نقاط جيدة في دراستها رغم التدريبات الدائمة التي تحضرها في النادي، وذلك لقدرتها على المزاوجة بين الدراسة وممارسة رياضة كرة اليد التي تعشقها أيما عشق.
تعود بدايات منال، الحاصلة على الجنسيتين الإسبانية والمغربية، مع كرة اليد إلى السنة العاشرة من عمرها. تقول والدتها جميلة: "منذ تلك السنة وهي مواظبة على حصصها التدريبية، وكلما حال طارئ دون ذهابها إلى التدريب تصاب بإحباط وبعدم الرضا وتنزوي في ركن ببيتها، لأنها نشيطة وحيوية منذ نعومة أظفارها، وأول نادي انخرطت به هو VILLACELAMA".
وتمضي والدة منال قائلة لهسبريس: "لما راقب مدربها بادئ الأمر تحركاتها ومهاراتها، عاتبنا على تأخرنا في إحضارها إلى النادي، لأنه رأى فيها موهبة فذة سيكون لها باع مستقبلا في كرة اليد، لأنها تلتقط القواعد بشكل سريع. كما أنه لاحظ دماثة أخلاقها وحسن تعاملها مع بقية اللاعبات، لأننا ربيناها أحسن تربية، وزرعنا فيها القيم الإسلامية وحب الوطن رغم ترعرعها بإسبانيا، ناهيك عن أنه لم يسبق لها أن أحست بعنصرية زميلاتها، بل يتعاملن معها بكل احترام، ويكاد لا يميزها عن بقية الإسبانيات سوى اسمها".
موهبة منال الواضحة، التي شحذتها التداريب وصقلها الاجتهاد الفردي والجماعي، منحت لها تأشيرة الانخراط في فريق "CLEBA"، إلى جانب ثلاث لاعبات أخريات ممن أبَنّ عن علو كعبهن في ممارسة رياضة كرة اليد، وأظهرن قدرتهن على تحقيق النتائج والألقاب في المباريات.
"التحاقها بالفريق ولدّ لدي في البداية تخوفا من فشلها في دراستها، لأن التداريب كانت بشكل يومي من الاثنين إلى الجمعة، وفي السبت أو الأحد تجرى المباريات، لكن بعد مرور سنة تجريبية، تبين أن ابنتي قادرة على الموازنة بين الدارسة والرياضة، على اعتبار أن نتائجها أمست أفضل بكثير من قبل التحاقها بالفريق، لأن تشجيعها على المضي قدما في رياضتها جعلها تبذل مجهودا أكبر قي تحصيلها الدراسي لتنال مراتب متقدمة داخل قسمها، وكنت اشترطت عليها إن هي أرادت الاستمرار في ممارسة رياضتها أن تثابر وتجتهد، والحمد لله، لم يخب ظني في منال التي أتمنى لها مستقبلا زاهرا"، تضيف الأم معبرة عن افتخارها بفلذة كبدها.
وتوضح جميلة بخصوص ما تصبو إلى أن تحققه ابنتها في المقبل من الأيام، قائلة: "طموحنا أن تمثل منال بلدها المغرب أحسن تمثيل، وأن يجني وطنها كذلك ثمار موهبتها ومهارتها في كرة اليد، وأن تترك بصمتها في مجالها الرياضي. تصور معي أنه لم يسبق لها أن قصدت النادي للتدريب دون أن ترتدي البذلة المعبرة عن هويتها المغربية، لأنها تفتخر ببلدها وتحب أصولها".
قد يهمك ايضا
رابطة الصحافيين الرياضيين تحتفي برموز كرة اليد المغربية
صراع مُثير على صدارة الدوري المغربي لكرة اليد في جولته السابعة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر