وسط أجواء غاب فيها الحد المطلوب من التنظيم، انطلقت الاحتفاليات الخاصة ببرمجة الدورة الثالثة من مهرجان عبد السلام عامر في مدينة القصر الكبير.
بالرغم من أن حفل افتتاح المهرجان أحياه رمزان من رموز الأغنية المغربية، وهما الموسيقار عبد الوهاب الدكالي والمطربة لطيفة رأفت، فإن ضيْق قاعة البلدية التي احتضنت الحفل جعلته يمرّ في أجواء غير مواتية.
ووجد عدد كبير من الحاضرين أنفسهم مضطرين إلى متابعة الحفل واقفين، بسبب عدم توفّر الكراسي؛ بينما لم يتمكّن الجالسون جانبي المنصة من مشاهدة المطربين، نظرا لوجود جمهور واقف أمامهم. أما المصورون الصحافيون فقد عانوا الأمرّين في سبيل القيام بعملهم.
وظهر الارتباك الذي انطلقت على إيقاعه الدورة الثالثة لمهرجان عبد السلام عامر في اللحظة التي وصل فيها المطرب عبد الوهاب الدكالي إلى مكان إقامة الحفل، إذ لم يجد في استقباله أحدا من المنظمين. وبعد أن دلَف إلى القاعة طلب منه أحد الحراس أن يتوجه إلى قاعة أخرى كان من المفترض أن يدلي فيها بتصريحات للصحافيين.
وبدا التبرّم واضحا على وجه الدكالي الذي لم يكن بمعيته سوى أحد مرافقيه، إذ سأل الصحافيين: "واش هادي أوّل دورة ديال هاد المهرجان؟"، ولم يُدل بأي تصريح للصحافيين في انتظار قدوم أحد أعضاء اللجنة التنظيمية، وبعد قدوم أحدهم أعطى الدكالي تصريحا مقتضبا ثم توجه إلى القاعة المحتضنة لحفله رفقة لطيفة رأفت.
وعبّر الدكالي، في التصريح الذي أدلى به للصحافيين، عن شكره لمنظمي المهرجان على تكريمهم للملحن عبد السلام عامر، ابن مدينة القصر الكبير، كما شكرهم على تكريمهم له شخصيا، مضيفا: "أعتز بهذا التكريم، بعد أزيد من خمسين سنة من زيارتي الأولى لمدينة القصر الكبير، وآمل أن يكون لهذا المهرجان صيت كبير".
الدكالي تأسف لكون العديد من الفنانين المغاربة الذين أعطوا الكثير للأغنية المغربية لم يحظوا بالعناية اللازمة من الجهات المعنية، معتبرا أنه واحد من هؤلاء الفنانين، قبل أن يستدرك بأن ما يخفف وطأة عدم الاهتمام الكافي بالفنانين عنهم "هو أن هناك أناسا يحترمون الفن والفنانين ويتميزون بذوق رفيع".
وأضاف الموسيقار المغربي أن ثمّة حاجة إلى رد الاعتبار إلى الفنانين المغاربة الرواد المتحدرين من الشمال المغربي، الذين سموْا بالأغنية المغربية، غناء وشعرا ولحنا وكلمات، أمثال عبد السلام عامر وحسن المفتي ومحمد الخمار الكنوني، وغيرهم من الشخصيات التي بصمت مختلف مجالات الإبداع.
وزاد: "نحتاج إلى مهرجان سنوي يمتد إلى عشرة أيام أو أكثر، حتى يأخذ كل واحد من هؤلاء العظماء حقه، ولكي يعرف الجيل الصاعد مَن هم هؤلاء العمالقة".
وأدّى الموسيقار عبد الوهاب الدكالي أغنيتين أمام الجمهور الذي حج لمتابعة حفله بمهرجان عبد السلام عامر، قبل أن يتمّ تكريمه، حيث أهديت له لوحة عبارة عن بورتريه شخصي من إبداع أحد الفنانين التشكيليين من أبناء مدينة القصر الكبير.
ومباشرة بعد تكريم الدكالي، التحقت بالمنصة المطربة لطيفة رأفت، التي أدّت عددا من أغانيها المشهورة، وعبّرت بدورها، في كلمة مقتضبة، عن استيائها من عدم الالتفات إلى الفنانين المغاربة الذين أعطوا الكثير للأغنية المغربية.
لطيفة رأفت قالت: "لم يكن هناك نسيان للملحن الكبير عبد السلام عامر؛ ولكن طاله إهمال، كما هو حال عدد من الأسماء البارزة التي قدمت الكثير للأغنية المغربية".
واختار منظمو مهرجان عبد السلام عامر لدورته الثالثة شعار "الفن رسالة للحفاظ على الثوابت"؛ وهو شعار قال يوسف امغيث، مدير المهرجان، إنه نابع من كون الفن "يعد أداة لترسيخ البعد الوطني في النفوس، والرد على المناوشات التي تستهدف المغرب".
من جهته، قال محمد السيمو، رئيس المجلس الجماعي لمدينة القصر الكبير، إن الشعار الذي اختير لدورة هذه السنة من مهرجان عبد السلام عامر "هو رسالة إلى كل الذين يشككون في الوحدة الترابية للمغرب، وإلى الذين غُرر بهم وإن كانوا مغاربة، والذين يمسون برموز الوطن".
وتتواصل فعاليات مهرجان عبد السلام عامر، المنظم من طرف المجلس الجماعي لمدينة القصر الكبير، بدعم من وزارة الثقافة والشباب والرياضة، وبتنسيق مع جمعية منتدى الشمال للثقافة والتنمية، مساء اليوم الاثنين، بحفل سيحييه كل من المطرب عبد العالي أنور والمطربة لمياء الزايدي.
قد يهمك ايضا
لطيفة رأفت تنعي وفاة شعبان عبد الرحيم وتؤكد أنه كان محبًا للفن المغربي
عمل هادف وجديد لـ"لطيفة رأفت" مع أشهر الفنانين الشباب
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر