الرباط - المغرب اليوم
اعتبر عبد الرحيم المنار اسليمي، رئيس المركز الاطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الامني، أن الملك محمد السادس قدم في خطاب العرش حصيلة 20 سنة من الحكم، وأجاب على التساؤلات التي يطرحها المغاربة”.
وقال تسليمي، ” إن الخطاب يوضح أن الملك محمد السادس يتابع بشكل يومي كل نقاشات المغاربة حول القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، لذلك يمكن تسمية خطاب العرش لهذا اليوم أنه خطاب حول حالة الأمة الدولة المغربية الذي قام فيه الملك بالتذكير بالثوابت وتشخيص الوضع الراهن والإعلان عن المرحلة الجديدة القادمة وفلسفة وأدوات الولوج إليها برسم ملامح الدولة الاجتماعية والاقتصادية القادمة، كما وجه الملك محمد السادس رسائل إلى المحيط الاقليمي الذي يوجد فيه المغرب ”
ويرى اسلمي أن الخطاب الملك حمل عدد من الرسائل أولها “التذكير بمرجعية الأمة الدولة المغربية والإجماع الوطني حول الثوابت الثلاث المتمثلة في الملكية المواطنة، ملكية القرب، فالأمر هنا فيه توضيح لشكل الملكية الجامعة لوحدة المغاربة وتمثيليتهم الأسمى ووحدتهم بواسطة رابطة البيعة بين العرش والشعب”.
أما الرسالة الثانية، يضيف متحدث “آشكاين” “قام فيها الخطاب الملكي بتشخيص مسارات بناء المغرب خلال العشرين سنة الاخيرة ليقدم الانجازات الكبرى، ويشير في نفس الوقت إلى أن أثر هذا التقدم لازال لا يصل إلى التأثير على الحياة المعيشية لكل المواطنين، فالملك يوجه رسالة بوضوح إلى النخب الحكومية والمسؤولة في القطاعات الاجتماعية والاقتصادية أن المنجزات التي حققها المغرب لا تصل إلى كافة المواطنين، فالأمر فيه إعادة تنبيه للحكومة والقطاعات المرتبطة بها سبق أن أشار إليه الملك في خطابات سابقة”.
الرسالة الثالثة حسب ذات المتحدث تكمن في كون ” الملك انتقل بعد التشخيص إلى الإعلان عن منهجية الاشتغال حول النموذج التنموي بقرار احداث لجنة خاصة بالنموذج التنموي، إذ يبدو أنها ستكون لجنة من المتوقع أن تحدث أفكارها وتوصياتها تحولا نحو مغرب جديد بنفس الشكل الذي أحدثته لجن سابقة مثل لجنة الإنصاف والمصالحة ولجنة الاسرة و لجنة الدستور”.
رابعا رسالة، يتابع اسليمي “وجهة إلى الحكومة، بدعوة رئيس الحكومة إلى اعداد مقترحات لتولي مناصب المسؤولية الحكومية، فالأمر هنا إعلان عن تعديل حكومي قادم مطلوب من سعد الدين العثماني أن يبدأ في مشاورات حول تعديل حكومته بإدخال نخب جديدة قادرة على تقديم جيل جديد من المخططات الكبرى المواكبة للنموذج التنموي ، فالأمر هنا فيه تكليف لسعد الدين العثماني بالشروع في البحث عن كفاءات جديدة لتطعيم مناصب الوزراء الذين سيغادرون الحكومة، والإشارة هنا إلى نخب جديدة في الخطاب الملكي هي رسالة إلى العثماني ،فالتحول القادم يقتضي البحث النخب الوزارية من الأحزاب وخارج الأحزاب، مادامت التجربة الحزبية في اقتراح الوزراء ظلت محدودة ،ومن الواضح أن العثماني مطلوب منه الاستعجال في تقديم مقترحات التعديل”.
خامسا، يدعو الملك كافة المغاربة إلى التعبئة في عبارة ذات عمق وجداني وعاطفي واستراتيجي كبير لما يقول أن المغرب ملك لكل المغاربة وهو بيتنا المشترك، في دعوة إلى المحافظة على وحدة المغرب واستقراره وأمنه.
أما الرسالة السادسة، وجهها الملك إلى الجزائر، حسب المتحدث نفسه الذي أضاف ” ويقف عند دلالات الحماس والتعاطف الذي حصل بين المغاربة والجزائريين بمناسبة فوز المنتخب الجزائري بكأس افريقيا، ليعلن مد يد المغرب إلى الجزائر مرة أخرى، نظرا لوحدة المصير المشترك في الماضي والحاضر والمستقبل”، مبرزا أنه “مرة أخرى يوجه الملك محمد السادس رسالة إلى المحيط الاقليمي والمجتمع دولي حول ملف الصحراء المغربية”.
ويرى اسليمي أن “الملك يشير في خطابه إلى المكاسب الجديدة ويرسم الخطوط التي لا يمكن للمغرب أن يسمح بتجاوزها في ملف الصحراء والمتمثلة في أن ملف الصحراء هو بيد الامم المتحدة دون غيرها، وأنه لا يوجد حل سياسي خارج السيادة المغربية ،فالحكم الذاتي هو الحل الوحيد لحل النزاع “.
قد يهمك أيضا:
قراءة لمنار اسليمي في قرار استدعاء المغرب لسفيره في الجزائر
تعليق منار اسليمي على سير المشاورات لتشكيل الحكومة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر