بورقية تؤكد أن التاريخ الهادئ بين إفريقيا والصين يوحد مصير الإنسانية
آخر تحديث GMT 07:17:55
المغرب اليوم -

بورقية تؤكد أن التاريخ الهادئ بين إفريقيا والصين يوحد "مصير الإنسانية"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - بورقية تؤكد أن التاريخ الهادئ بين إفريقيا والصين يوحد

رحمة بورقية، عضو أكاديمية المملكة المغربية
الرباط - المغرب اليوم

قالت رحمة بورقية، عضو أكاديمية المملكة المغربية، إنّ التاريخ الذي يربط الصّين بإفريقيا تاريخ هادئ؛ لأن الواقع الإفريقي لم يشهد احتكاكا حادّا بهذا البلد، وهو ما رأت فيه الأكاديمية المغربية نقطة للمصير المشترك، لأن تاريخ العلاقة بالصين لا يشكل عبئا ثقيلا على ذاكرة الشعوب، ولا يوقظ مشاعر الكراهية، والدعوة للنسيان، مما يسهل "مشروع وحدة المصير".

واستشهدت بورقية، الاثنين، في محاضرتِها الافتتاحية للدّورة السادسة والأربعين لأكاديمية المملكة المغربية، المعنونة بـ"الصّين أفقا للتّفكير" بالعبارة التي استعملها الرئيس شي جين بينغ، قبل وصوله إلى رئاسة بلده، وهي "الحلم الصيني"، وأضافت أنّه بمجرد وصوله إلى الرئاسة عمل على أن يكون ما يحكم تعاون الصين مع الدول الأخرى، في إطار العولمة، هو "وحدة مصير الإنسانية"؛ لأن "مصير كل أمة مرتبط ارتباطا وطيدا بمصير الدول الأخرى"، وفق تعبير الرئيس الصّيني.

وزادت عضو أكاديمية المملكة قائلة إنّ احترام الصّين للشّعوب يرشِّحُها لتكون قوة أخلاقية، وأضافت أنّ "وحدة مصير الإنسانية" تضفي طابعا إنسانيا على العولمة، قبل أن تستدرك قائلة: "لكن نعلم أنّ في مجالات المواقع الجيوسياسية والسياسات والمصالح الاقتصادية، تتحطّم أحيانا المثل العليا، في عالم تتخلّله الصراعات السياسية والإثنية، والهوياتية، والبيئية، وكل ذلك يعيق وحدة مصير الإنسانية".

وترى بورقية أنّه على الرغم أن الملاحظين تفاجؤوا بصعود الصّين وإحداثها تقلّبا في الاقتصاد العالمي، فإنّ المؤرّخين يقولون إن الصين التي تبدو أنها تستيقظ اليوم لم تكن دائما نائمة، وزادت: إسهام الصين في العلم والمعرفة يقتضي إعادة كتابة تاريخ العالم والسّردِ الغربي الذي وضع الحضارات الشرقية في دائرة النسيان.

وأكّدت الأكاديمية المغربية، في محاضرتها الافتتاحية، أنّ الحضور الصيني يهدد دونَ شكّ العلاقة الأوروبية الإفريقية، وأضافت: هناك من يقرّ بأنّ الحضور الصيني أضحى عاملا بديلا للوجود الأوروبي في التنمية الافريقية، ويقوم على مقاربة مبتكِرَة وغير مسبوقة، أمام بعض التقديرات التي تقدّم الصين على أنّها "تنّين يلتهم العالَم"، قبل أن تذكر أنّ "المهم هو نهج سياسة اقتصادية واضحة، في مصلحة الشعوب".

واسترسلت بورقية منتقدة "أطروحة افريقيا الضحية"، لكونها "لا تنسجم مع وعي إفريقيا التنموي والفكري، بالاستناد على مفكرين ومثقفين ونخبة واعية، قادرة على تقييم علاقتها مع الدول الأخرى، وتحاور أطروحات الغرب اليوم، ومجتمع مدني ديناميكي يسمع صوتها في المحافل الدولية، وشباب يريد إسماع صوته في برامج التنمية"، وأشارت إلى ما يشاهَد من "تنام لتوجُّه إفريقي لتملُّكِ التفكير في قضايا التنمية".

واستحضرت المحاضِرَة "طموح القارة اليوم في تقديم نموذج بديل للتنمية والتعاون"، ورأت أنّ هذا الطّموح يعني أنّ إفريقيا يتعين عليها خلق نموذج تنموي جديد، وعلاقات تعاون تلائم العصر الجديد، بين الشعوب، لإضفاء طابع إنساني وعادل على العالَم، مضيفة أنّ التّقارب الصيني المغربي يتمّ في سياق جديد، تطالب فيه الشعوب قادتها بقيادة علاقات أكثر إنصافا، والاستفادة من المعارف العلمية والتقنية للشركاء، لا تصدير المواد الأولية فقط.

وفي عالم غيَّرَت فيه الصين وجه العولمة، وتقاسمت فيه القطبيةَ مع الولايات المتحدة الأمريكية، تقول بورقية إنّ على الصين تقديم نموذج تعاون جديد مع إفريقيا، وأن يسعى التّبادل بينهما إلى معرفة الآخر، ويندرج في إرادة المعرفة المتبادلة، لأن المعرفة مبدأ موحِّد؛ مما يعني أنّ على الصينيين والأفارقة التّعرّف على بعضهم البعض، والعمل على الترجمة، لأن "الاهتمام بالثقافات الأخرى هو السبيل لتقبل تعدد الثقافات الإنسانية، والنفاذ إلى الرموز الثقافية الضرورية لبناء التواصل مع الآخر".

وبعد خروج إفريقيا من "الليل الطويل" للفترة الاستعمارية التي عطّلت مسيرتها نحو التنمية، هي والصّراعات الاثنية الدّامية، والتي لم تعد علاقتها بالإنسان الإفريقي بالرّفاه عليه ولم تصن كرامته، تذكر رحمة بورقية أنّ الصّين السّاعيةَ إلى الموارد الطاقية الحيوية وإفريقيا التي تريد تعزيز بنياتها التحتية لهما فرصة إمكان العمل لـ"تحقيق مشروع وحدة المصير"، بنموذج بديل للتنمية، والتعاون الدولي، في عالم جديد.

 

قد يهمك ايضا
رحمة بورقية تؤكد أن التلاميذ ليسوا متساويين اجتماعيًا
رحمة بورقية تؤكد أن اللغة العربية لها دور إيجابي في الاندماج العائلي للمهاجرين

yeslibya
yeslibya

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بورقية تؤكد أن التاريخ الهادئ بين إفريقيا والصين يوحد مصير الإنسانية بورقية تؤكد أن التاريخ الهادئ بين إفريقيا والصين يوحد مصير الإنسانية



GMT 12:33 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مغربي خبير في الطاقات والتعدين يربط ألمانيا بدول إفريقيا

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 12:15 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مصطفى الرميد ينادي بالتوفيق بين الإسلام وحقوق الإنسان

GMT 12:09 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الدفاع الجديدي يتطلع للتألق مع الجزائري عبد القادر عمراني

GMT 12:05 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عمر بلمير يتخلى عن شقيقته في أول أغنية "راي"

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 12:22 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "مصر للطيران" تستعد لاستقبال 33 طائرة جديدة

GMT 08:59 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

"شيوكو" أصغر الجزر الرئيسية الأربع في اليابان

GMT 00:19 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

نفيديا تُعلن عن أول شاشة 360Hz

GMT 17:16 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

البرازيلي أليسون أفضل حارس في استفتاء الكرة الذهبية 2019

GMT 02:01 2019 الأحد ,03 آذار/ مارس

ديكورات غرف نوم أبناء النجمات

GMT 15:14 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

أنباء عن زيارة الملك محمد السادس لمراكش الثلاثاء

GMT 18:54 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

تعرّف على المُخدر الذي استخدمه راقي بركان للايقاع بضحاياه

GMT 14:29 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على أجمل ديكورات الجبس للمجالس داخل منزلك

GMT 04:16 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أم تستفيق بين أحضان طفلها بعد 23 يومًا من الغيبوبة

GMT 09:08 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

5000 بحيرة في النمسا تتقاسم الجمال الطبيعي والسُياح
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya