اعتبر عبد النبي بعوي رئيس مجلس جهة الشرق، المنتدى الذي احتضنته السعيدية ثمرة لتطور علاقات التعاون والشراكة التي تجمع بين جهتي الشرق والشرق الكبير في فرنسا، الذي يحظى بمساندة وزارة الداخلية المغربية، ووزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، ودعم الصندوق المشترك الفرنسي المغربي لدعم التعاون اللامركزي.
وقال رئيس مجلس جهة الشرق، في المنتدى الدولي للتعاون والشراكات المحلية المنعقد صباح الاثنين "إن أعمال الجلسة الافتتاحية للمنتدى الذي سيستمر على مدى يومين بمشاركة أزيد من 50 خمسين جماعة ترابية من إفريقيا، وأوروبا، أًصبح يؤمن بأن التعاون اللامركزي يعتبر من بين أهم معالم التحولات التي بصمت مسار تجربة الجهوية المتقدمة في المغرب".
وأضاف بعوي، في كلمته الافتتاحية، "لقد دأبنا في مجلس جهة الشرق على العمل من أجل الرفع من مستوى علاقاتنا مع الجهات الصديقة التي نتقاسم معها نفس الأهداف في الفضاءين الأفريقي والأوربي، وأن ما يحفزنا على هذا النهج، هو أن منظومة الجهات في العصر الراهن، أصبحت تضطلع بدور استراتيجي في التنمية بمختلف أبعادها الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية، البيئية والدبلوماسية".
وتابع رئيس مجلس جهة الشرق قائلا، "الجهات تلعب دورا أساسيا في صياغة العناوين الكبرى للسياسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية وهي السياسات التي تأثر جهويا ومحليا في الجهود التنموية التي نقوم بها في بلداننا، إما إيجابا أو سلبا".
وأكد عبد النبي بعوي، على أن الاتفاقيات المبرمة في هذا الشأن مع بعض الجهات الفرنسية، والبلجيكية، والإسبانية، وبعض الجهات الإفريقية، تعتبر من أهم توجهات مجلس جهة الشرق في ميدان التعاون اللامركزي، بحيث شملت مقتضياتها وبنودها مختلف أوجه التعاون الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والبيئي.
وراهن رئيس مجلس جهة الشرق، على إعطاء التعاون اللامركزي أهمية كبرى لكي يصبح أداة فعالة ومبدعة في وضع البرامج المشتركة وفق أجندة زمنية مضبوطة الآجال، مع تخصيص الامكانات اللازمة لتنزيلها وتنفيذها، على مستوى التخطيط والتنفيذ بواسطة موارد بشرية مؤهلة لهذه الغاية.
وأشار المتحدث ذاته، إلى أن أشغال المنتدى الدولي للتعاون والشراكات المحلية تكتسي بالنسبة لجهة الشرق أهمية كبرى، على إعتبار المواضيع المدرجة على جدول أعماله وعلى رأسها مسألة التدبير الترابي وما يطرحه من أسئلة، وما يقتضيه من أجوبة، و بأن التعاون اللامركزي يمثل أحد الوسائل الكفيلة بإيجاد الحلول الملائمة للمشاكل التي تأثر سلبيا في مسيرة التنمية وأن السبيل الوحيد لتجاوزها يكمن في تبادل التجارب وإغنائها بالحلول الإبداعية، عبر شراكة جدية تنقلنا من واقع الخطاب إلى واقع الفعل الملموس.
اقرأ أيضاً : بعوي يؤكّد أن النسيج كرامة للمغربيات
وأضاف من جهة أخرى، "إن المنتدى سيلامس مختلف قضايا التسويق الترابي، والتنافسية المجالية، وتطوير العلاقات الاقتصادية، والرفع من مستوى وتيرتها وإنزالها على أرض الواقع بما يخدم تطلعات الساكنة لمواجهة التحديات المطروحة، والمتمثلة في بطالة الشباب والنساء واتساع رقعة الفقر والهشاشة والهجرة بما فيها هجرة الأدمغة التدهور البيئي وتدهور شروط الأمن والعنف وتنامي الجريمة المنظمة والارهاب من جهة، وفي التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعولمة الاقتصادية والثورة التكنلوجية من جهة أخرى".
وتابع المتحدث ذاته، "هذا يدفعنا للإعتقاد، بأن التعاون اللامركزي بين الجهات وتبادل الخبرات بين مكوناتها سيكون من شأنه بلورة الحلول وإيجاد الصيغ الملائمة للنهوض بأوضاع الساكنة والاستجابة لمطالبها في مجال الصحة والتعليم والثقافة والشغل إدا ما تم توظيفه توظيفا سليما، كما سيمكن من إرساء علاقات أخوة وتضامن وتعاون بين الشعوب وسيساهم في تطوير علاقات الحوار وترسيخ ثقافة حسن الجوار وخاصة على مستوى المناطق الحدودية على قاعدة أن الحدود يجب أن تكون موضوع تعاون وتضامن لا موضوع تنافر وتصادم".
وشدد بعوي، على أن مجلس جهة الشرق، يعمل على أن تكون الثقافة وسيلة من وسائل بناء الإنسان وهويته في الفضاء الأور ومتوسطي والفضاء الإفريقي بما يخدم التنمية ويخدم علاقات التقارب بين المجالات الترابية وتواصل ساكنتها من أجل المصلحة العامة.
وأضاف، "نعمل على أن يخرج هذا المنتدى بتوصيات ذات مضمون فعلي، وبأهداف مرحلية وبعيدة في مجال التعاون اللامركزي، ومجلس جهة الشرق يعبر لكم عن استعداده للتعامل مع كل المبادرات الثنائية أو المتعددة الأطراف من أجل خدمة الأهداف النبيلة لشعوبنا وجهاتنا وساكنتنا".
ولفت رئيس الجهة، "أنه انسجامًا مع تاريخ وتقاليد جهة الشرق، ستضل همزة وصل وتعاون من أجل تعزيز روابط التعاون شمال-جنوب، جنوب -جنوب وتقوم بدورها في الفضاء المتوسطي بما يخدم التنمية والامن والديموقراطية".
قد يهمك أيضاً:
بعوي يوقّع اتفاقية مع مستثمرين من أميركا اللاتينية بقيمة 200 مليون درهم
بعوي يُعلن عن تقديم دراسة التصميم الجهوي لإعداد التراب لجهة الشرق
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر