الرباط - المغرب اليوم
استعرض عبد الرحيم المنار اسليمي، رئيس المركز الاطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني، الأهداف من وراء الأعمال التخريبية التي شهدتها مدينة العيون مساء يوم الجمعة 19 يوليو/تموز، خلال الاحتفالات بفوز المنتخب الجزائري بكأس أمم أفريقيا لكرة القدم.
وقال اسليمي إن ما حدث ليلة أمس بمدينة العيون يفسره سياق مختلف يجب الانتباه إليه ويتمثل، أولا، في شعور البوليساريو بوجود تقارب كبير يحدث بين المغاربة والجزائريين، فاحتفال المغاربة العفوي بانتصارات الفريق الوطني الجزائري جعل البوليساري يشعر أن هناك تحولات قادمة؛ لان التفاعل الاخوي الذي حدث بين المغاربة والجزائريين في ملاعب القاهرة وصور الأعلام المغربية والجزائرية المحمولة من طرفهما معا جنبا إلى جنب، جعل البوليساريو يدرك أن هناك رأي عام جزائري كبير بات قريبا من المغرب أكثر من الماضي وسيدفع في الشهور المقبلة نحو فتح الحدود وإعادة بناء العلاقة مع المغرب”.
وأضاف ”فالاحتفال المشترك والتماهي الذي حدث بين المغاربة والجزائريين في الاحتفال الجماعي جعل البوليساريو يشعر بخطر التقارب القادم، لهذا قام بتحريض فئة من أحياء معطى الله وغيره في العيون لممارسة أعمال عنف تغطي على أجواء احتفال المغاربة والجزائريين”، مبرزا أنه ” واضح اليوم أن البوليساريو يشعر بالعزلة ويعرف أن نهايته اقتربت، لذلك فهو يعمد إلى التحريض على العنف في سيكولوجية متدمرة ومحبطة”.
ويرى آسليمي أن “البوليساريو حاول نقل الأزمة خارج المخيمات، بدفع اشخاص مغاربة تحت تسمية: انفصاليي الداخل، واستغل فرصة فوز المنتخب الجزائري”، مشيرا إلى أن قيادات البوليساريو تواجه احتجاجا متزايدا منذ ثلاث سنوات وباتت تمارس الاعتقالات والاختطاف في المخيمات بعنف؛ وتعرف جيدا أن المنظمات الدولية الحقوقية تراقبها لذلك باتت تعمد إما إلى خلق توتر في الكركرات أو تحريض أطفال قاصرين أو شباب بإغراءات مالية للممارسة أعمال عنف وتخريب مثل ما وقع أمس في العيون، لكونه (البوليساريو) يوجد في حالة سيكولوجية متدمرة يسودها الخوف من المستقبل تدفعه إلى التحريض والتعبئة على العنف”.
وأوضح متحدث “آشكاين أن “أحداث الليلة الماضية بمدينة العيون مؤشرات خطيرة؛ لأنها تتعلق بفئة باتت توظف نعتا يطلق عليها خطأ وهو: انفصاليي الداخل”، مبرزا أن “هذا النعت خاطئ وبات خطيرا نظرا لاستعمالاته ضد الوحدة الترابية”، لافتا إلى أن “النعوت والتوصيفات الخاطئة مثل: انفصاليي الداخل، يقود إلى إنتاج ممرات للاختراق”، مؤكدا على أن “الذين قاموا بأعمال عنف ليلة أمس هم مغاربة يتم تحريضهم من طرف جبهة معادية هي البوليساريو يجب التعامل معهم بتطبيق القوانين الجاري بها العمل في حالات التعامل مع أطراف خارجية بممارسة العنف ضد رجال أمن والقوات المساعدة وتخريب الممتلكات العامة والخاصة”.
وأردف “أعتقد أن حدث ليلة أمس يحتاج إلى إجراءات ردعية قوية لان البوليساريو يبحث من خلال توظيف هذه الفئة التي مارست العنف ليلة أمس على التأسيس لسابقة زعزعة الاستقرار في العيون بالخصوص، داخل سياق مختلف عن المراحل السابقة “.
ونبه اسليمي إلى أن “سياق تطور قضية الصحراء وتحولات السياق الإقليمي نتيجة ما يجري في الجزائر وموريتانيا يحتاج إلى إعادة القراءة الأمنية لسلوكات هذه الفئة المنعوثة خطأ بـ: انفصاليي الداخل”، مشددا على أن “المكتسبات الاخيرة في ملف الصحراء داخل مجلس الأمن والمجتمع الدولي تحتاج إلى استراتيجية جديدة لمواجهة كل الاختراقات التي يحاول البوليساريو القيام بها سواء في الأقاليم الجنوبية أو داخل بعض الجامعات المغربية”.
“الجزائر بدأت تضيق الخناق على البوليساريو”، يقول اسليمي ويضيف “والرأي العام الجزائري يضغط لتغيير العلاقات مع المغرب نحو الانفتاح وبات لدينا رأي عام جزائري يمكن أن نناقش معه قضية الصحراء، وهذه كلها تحولات يجب قراءتها جيدا على ضوء ما حدث ليلة أمس في العيون”.
يذكر أن مدينة العيون عاشت ليلة أمس الجمعة وصباح اليوم السبت، أعمال تخريب بعد انتهاء مقابلة الجزائر والسنغال، من طرف عناصر وصفت بـ”الانفصالية”، كسرت سيارات الأمن وحاولت الإعتداء على عناصر القوات العمومية، كما شهد مقر قناة العيون بشارع الزرقطوني هجوما ورشق واجهتها بالحجارة، مستغلين احتفالات مواطنين بانتصار منتخب الجزائر بكأس افريقيا للأمم.
تبعا لذلك، أكد بلاغ لولاية أمن جهة العيون الساقية الحمراء، أن هذه الأحداث خلفت أعمالا تخريبية في الشارع الرئيسي لمدينة العيون، شملت وكالة بنكية تم إضرام النار فيها، بالإضافة إلى تسجيل تسجيل وفاة شابة تبلغ من العمر 24 سنة بالمستشفى الجهوي بالعيون، وإصابة العشرات من أفراد القوات العمومية بجروح متفاوتة الخطورة؛ أربعة منهم في حالة خطيرة.
وخلص البلاغ إلى أن السلطات المختصة فتحت بحثا تحت إشراف النيابة العامة من أجل تحديد هويات وتوقيف كل من ثبت تورطه في هده الأفعال الإجرامية.
قد يهمك أيضا:
ولاية العيون تكشف عن تفاصيل الأعمال التخريبية بعد فوز الجزائر
تخريب 36 سيارة في الرباط والأمن يدخل على الخط
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر