شفشاون - المغرب مباشر
خرج أحد "المنشطين" الدينيين المعروفين على إحدى الإذاعات المغربية الخاصة صباح اليوم الجمعة، الثالث من يناير الجاري، بشكل غير معهود متطرقا لمواضيع حساسة على غير العادة، ضاربا بقاعدة "إسألوا أهل الذكر" عرض الحائط، فالمعني وفي جوابه على سؤال مرتبط بالإنتحار، أكد أن نسب هذه الآفة بمنطقة شفشاون قد تعود للساعة الإضافية، أمر يُلزم "العثماني" إن ثبُت بالمساءلة والرد، قبل أن ينتقل "شيخنا" للانتحار على المستوى الدولي، مركزا على حالة السويد، والتي أكد أنها "أغنى" بلدان العالم ومع ذلك تسجل بها أعلى نسب الإنتحار، معتبرا أن الديمقراطية والحقوق الفردية والمستوى المعيشي أمور غير ذي أولوية لدى المواطن، ودعا بالمقابل لتوفير ما سماها بالإحتياجات الروحية للمواطنين وكفى...
المعني روج بعد ذلك لخطاب يضرب به المجهودات المبذولة منذ عقود لنشر التمدرس، والرفع من مستويات التعلم لدى المغاربة، مؤكدا أن المتعلم تعليما عاليا له سبيل واحد ووحيد وهو الوظيفة، وأن الذين لم يكملوا تعليمهم وغادروا مقاعد الدراسة مبكرا يجدون أمامهم أسواق التجارة والمهن، والتي تغنيهم - حسبه دائما - وتجعلهم من ذوي الأموال، حيث يكون تحت إمرتهم عمال ومستخدمون كثر، ويعتمرون ويحجون، ويعيشون عيشة رغدا... كلام يحمل مغالطات فحاملو الشواهد والأطر العليا منهم من سلك سبيل المقاولة ونجح فيه، ومنهم من اشتغل في القطاع الخاص بأجور عالية جدا تقارب أجور الوزراء ولربما فاقتها، ومغادرو مقاعد الدراسة لا يجدون دائما طريق الأسواق التجارية مفروشة بالورود فأكثرهم يعيش عيشة "ضنكا"... خطاب يضر بناشئتنا ويضرب قيم التعلم والتكوين العالي الكفيلان بتوفير جيل متميز للمغرب تقوم على أكتافه الدولة المستقبلية الصاعدة... خطاب يطرح من جديد مسألة ما يروج على أمواج بعض المحطات الإذاعية وصفحات بعض المواقع الإعلامية دونما أدنى مسؤولية أو وعي بخطورته... فهل ستدق "الهاكا" ناقوس الخطر أم كما يقال بدارجتنا البليغة "غير جيب أفم وقول"؟
قد يهمك ايضا :
شخص يحاول الانتحار في مرتيل بسبب خيانة زوجته له
الهشاشة الاجتماعية والاقتصادية تدفع ثلاثينيًا إلى الإنتحار في تطوان
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر