الرباط - رضوان مبشور
رفضت عائلة الشاب رشيد الشين، الذي قتل في أحداث مدينة أسا الزاك (جنوب المغرب)، الاثنين الماضي، تسلم جثة ابنها، مطالبة السلطات بتشريح جثة ابنها خارج تراب المغرب، للتأكد من الأسباب الحقيقية، التي أدت إلى مقتله.
وأفادت مصادر مطلعة، في تصريح إلى "المغرب اليوم"، بأن هذا يأتي وسط تضارب للأنباء بين رواية لوزارة الداخلية المغربية، التي تؤكد أن الشاب المقتول، لقي مصرعه عقب إصابته بآلة حادة من الخلف، على مستوى القلب، فيما تؤكد عائلة الضحية أنه قتل بعد إصابته برصاصتين، واحدة على مستوى القلب والأخرى على مستوى البطن.
وأكدت المصادر أن "الوكيل العام للملك في محكمة الاستئناف في مدينة أغادير أمر بفتح تحقيق في مقتل الشاب المذكور، لاسيما عقب الضغوطات، التي مارستها مختلف الجمعيات الحقوقية في المملكة، والتي طالبت بكشف حقيقة مقتله".
وكانت محافظة أسا الزاك قد أصدرت، الثلاثاء، بيانًا، نفت فيه ما تداوله بعض النشطاء الحقوقيون، وبعض المواقع الإلكترونية المحلية، عن كون الشاب رشيد الشين قتل بسبب إطلاق للرصاص الحي، مؤكدة عدم استعمال السلطات العمومية للرصاص الحي أثناء تفريقها للمحتجين.
وخيم نوع من الهدوء الحذر، صباح الأربعاء، على معظم شوارع المدينة، التي عاشت على صفيح ساخن ليومين متتاليين، كما امتدت المظاهرات إلى كل من مدن كلميم وطانطان والعيون، حيث خرج بعض المواطنين المنتمين لقبيلة "ايت أوسا" في مسيرات سلمية، للتضامن مع ساكنة مدينة أسا الزاك، ولم تشهد هذه المسيرات أية مناوشات مع رجال الأمن.
وتعود أسباب أحداث مدينة أسا الزاك إلى نزاع عقاري، بين قبيلتي "أيت أوسا" وقبيلة "أيت النص"، حيث قامت قبيلة "أيت أوسا" بتنظيم اعتصام، الاثنين الماضي، في الجماعة التابعة لجماعة تويزكي، إحتجاجًا على عدم إنصافها من طرف السلطات المحلية، في صراعها مع قبيلة "أيت إبراهيم"، التابعة لقبيلة "أي النص".
وقامت بعدها القوات العمومية بالتدخل لفض الاعتصام بطريقة سلمية، بسبب عدم قانونيته، ومباشرة بعد ذلك، وضع أشخاص ملثمون، يحملون أسلحة بيضاء، متاريس في الشارع العام، وسط مدينة أسا الزاك، معرقلين بذلك حركة السير، كما قاموا بتخريب وإحراق بعض المباني العمومية، والممتلكات العامة والخاصة، ليدخلوا بذلك في مواجهات مباشرة مع القوات العمومية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر