الرباط ـ الحسين ادريسي
اعتقلت قوات الأمن في مدن إنزكان والدشيرة في منطقة سوسو عشرات الأشخاص من المشاركين في ما يعرف بظاهرة "بوالبطاين" أو "بوجلود" بعد خروج المتظاهرين عن سياق الفرجة المألوفة إلى أعمال النهب والسرقة. وتجري العادة في عدد من المدن المغربية وليس فقط في سوس بعد كل عيد للأضحى أن يلبس الشباب وحتى الكبار جلود الأضاحي لخلق الفرجة. وتسمى هذه الجلود بالأمازيغية "إلْمَاوْنْ" ومفردها "إلْمْ" أي الجلد، أو "أبْطانْ" حسب المصطلح المستعمل في كل منطقة، مما يجعل ملامح لابس الجلود تختفي ويرقصون ويرددون عبارات بهذه المناسبة. بيد أنه هذه المرة استغل لابسو الجلود تنكرهم واختلاط السكان والزحام للقيام بأعمال السرقة والنهب تحت التهديد بالسلاح الأبيض وهو ما أفسد هذه الظاهرة الثقافية، في منطقتي إنزكان والدشيرة على التوالي. وعلم "المغرب اليوم" باعتقال ما يزيد عن خمسين شخصا، إلى حدود السبت، بتهمة بث الرعب والفوضى، والذعر بين الناس، وأضافت مصادر الموقع من إنزكان أن بعض لابسي جلود الأضاحي، كانوا في حالة سكر بيّن. وسجلت قوات الأمن هناك، ثلاث حالات سرقة وإصابات بالسكاكين، الشيء الذي عجّل بتدخل الأمن وتفريق الاحتفالات، مما يؤشر على احتمال منع هذه الظاهرة مستقبلا. يذكر أن احتفال بوجلود من المظاهر الفرجوية والثقافية في المجتمع المغربي، التي يعود تاريخها إلى مئات السنين، وليست وليدة اليوم. وتجري العادة أن تنطلق هذه الاحتفالات التي تعتبر استمرار لفرحة العيد انطلاقا من اليوم الثاني والثالث ليوم النحر.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر