لندن - المغرب اليوم
كشفت دراسة بريطانية حديثة أن فيتامين "سي" قادر على استهداف بعض الخلايا السرطانية، وأن قدرته على القضاء على خلايا الورم الخبيث تفوق بـ 10 أضعاف قدرة بعض الأدوية المعتمدة، موضحة أنّ الأطعمة مثل البرتقال واللفت والفلفل تحتوي على كميات كبيرة من فيتامين "سي"، خاصة أن التقارير الطبية تتوقع زيادة انتشار الأمراض السرطانية عالميًا خلال الـ 20 عاماً المقبلة بنسبة 70%.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، نقلاً عن الدراسة التي أجريت في جامعة سالفورد البريطانية،ونُشرت في مجلة "أونكوتارجت" العلمية، أنه خلال الدراسة، قام فريق العلماء بحقن المرضى بفيتامين "سي"، وذلك بشكل مكثف حيث تفوق كمية الفيتامين تلك الموجودة في الأكل بحوالي 500 مرة، وتبين أن فيتامين "سي" قادر على القضاء على الخلايا السرطانية، وقدرته تفوق بعض الأدوية بـ10 أضعاف، الأمر الذي يمهد الطريق أمام استخدام فيتامين "سي" ضمن مكونات العلاج الكيميائي للسرطان باعتباره مادة غير سامة.
ووجد العلماء أن حمض الأسكوربيك هو العنصر القاتل للخلايا السرطانية، فعن طريق تثبيط تعطل الغلوكوز، لا تتمكن الميتوكوندريا-وهي تعتبر قوة الخلايا-من الحصول على الطاقة الحيوية التي تنشطها، وقال مؤلف الدراسة، الدكتور مايكل ليسانتي إن "فيتامين سي رخيص وطبيعي وغير سام ومتاح بسهولة، لذلك فإن فكرة استخدامه كسلاح ضد السرطان ستكون خطوة غاية في الأهمية"، مشيرًا إلى أنه من الممكن استخدامه بجانب العلاج الكيميائي لمنع تكرار حدوث الورم وزيادة تطوره.
وأفادت تقارير دولية بأن فيتامين "سي" هو علاج محتمل لمرض السرطان الخبيث، فعلى الرغم من دوره المعروف في تعزيز الجهاز المناعي، إلا أن النتائج التي تثبت أثاره القوية والفعّالة على السرطان كانت نادرة نسبيًا، وقد أظهرت الدراسات السابقة أن فيتامين "سي" يعزز احتمالية الإصابة بالمرض عن طريق تفعيل عملية بيولوجية تضر الحمض النووي.
وتعتبر الخلايا الجذعية السرطانية أحد أكبر أسباب مقاومة العلاج الكيميائي. ومن المعروف أن هذا الأمر يؤدي إلى فشل العلاج عند المرضى الذين يعانون من مراحل السرطان المتأخرة، مما يفتح الباب لانتشاره في جميع أنحاء الجسم، وفي محاولة لتعطيل عملية التفاعل الحيوي لدى مرضى السرطان، أجرى الباحثون القائمون على الدراسة اختبارات لسبع مواد، ثلاثة منها كانت منتجات طبيعية تشمل فيتامين "سي" وعسل النحل، السيليبينين المستخرج من حليب الشوك، فيما تم رصد فعّالية دواء الصراع المعروف باسم " ستيريبنتول" بالإضافة إلى أدوية تجريبية أخرى مثل دوائي " FK866" و"2-DG"، وتبين أن دواء " الأكتينونين" و "FK866" لهما الفعّالية الأقوى، ما يجعلهما المرشحان القويان لعلاجات البحث العلمي المستقبلية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر