تنظيم داعش يعيش أيامه الأخيرة في مدينة الموصل
آخر تحديث GMT 07:17:55
المغرب اليوم -

تنظيم "داعش" يعيش أيامه الأخيرة في مدينة الموصل

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تنظيم

امرأة تحمل طفل في الموصل القديمة
بغداد ــ المغرب اليوم

بدأ  تنظيم "داعش" التراجع الشديد في مناطق المدينة القديمة في الموصل، وتحدث سكّان البلدة إلى الصحافي الأيرلندي باتريك كوكبيرن عن وجود تدابير قاسية وحشية تُستخدم ضدهم، ويرتجف عبد الكريم، البالغ من العمر 43 عامًا وكان يعمل سابقًا عامل بناء والذي حوصر داخل منزله في المدينة القديمة من الموصل والتي تحتلها قوات "داعش"، خوفًا، حيث تحدث عما عاشه في الحصار من أحداث خلال احتدام المعركة. 

ويعرف أنه من الخطورة محاولته الهروب، ولكن قد يُصبح الأمر أكثر خطورة إذا ظل في مكانه، وتحدث لصحيفة اندبندنت البريطانية  على الهاتف:" لا أستطيع أن أتحدث بصوت عالٍ لأنهم "قوات داعش" سيطلقون النار عليَّ فور اكتشافهم مكالمتي عبر الهاتف".

ويعيش عبد الكريم في حي داتشات برجا بالقرب من مقاطعة الميدان وهي المنطقة التي يجري فيها القتال بشكل كبير بين قوات الأمن العراقية ومقاتلي تنظيم "داعش"، الذين يبلغ عددهم 300 مقاتل فقط في المدينة القديمة، وقال أحد المراقبين الذي لا يرغب في الكشف عن هويته:" إنها منطقة صغيرة ولكنها تُشبه مدينة ستالينغراد الروسية في مبانيها المدمرة بالقنابل والقذائف وهذا يوفّر مواقع دفاعية جيدة".

ويسمع عبد الكريم أصوات القتال التي تُدوَى حوله في حي داتشات برجا، إلا أنه لا يجرؤ على الخروج من بيته ليرى ما يحدث بالضبط، وقال: " نسمع أصوات دوي القصف وإطلاق نيران القنابل، ولكننا لا نعرف ما إذا كانت هذه الأصوات تابعة للجيش العراقي وقوات التحالف أم تابعة لقوات داعش". 

وقبل أسبوع من ذاك الأمر أُصيبت أخته وزوجها بجروح، إذ أصابت بعض القذائف منزلهم على الرغم من أن لا أحد يعلم من قام بهذا الفعل، وسمع بعد ذلك أنهم كانوا في مأمن في حي الفاروق في المدينة القديمة في الموصل والتي قد حررتها القوات العراقية من يد عناصر تنظيم "داعش".

وكانت  القوات العراقية بدأت الهجوم على مدينة الموصل في 17 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي والذي يصبح 262 يومًا حتى الآن، وكان يتم استغلال المدينة القديمة المليئة بالمباني والأزقة الضيقة في وقت أقل من ذلك بكثير، ولكن قد نفد الطعام من الكثير من سكانها وقال عبد الكريم:" لدينا حبوب القمح فقط من طعام ونشتري 10 لترات من المياه ب 15 ألف دينار عراقي" ويستخرجون المياه من الآبار العميقة التي قامت قوات داعش بحفرها عند استيلائها على مدينة الموصل منذ ثلاثة سنوات إلا أنهم بحاجة إلى البنزين لضخ مياه الآبار العميقة، إلا أن البنزين غير متوفر.

ولا أحد يعلم عدد الأشخاص الذين يموتون خلال المراحل الأخيرة من أيام الحصار لإخماد نيران المقاومة الأخيرة من تنظيم "داعش"، ويعلن القادة العسكريين العراقيين عن أسرهم لأحد الأحياء لفترة طويلة قبل تأمينها، ويقول حسن، الذي يعمل مع فريق طبي للبحث والإنقاذ، أن الناس يخرجون من تحت الأنقاض اعتقادًا منهم بإنقاذ أنفسهم إذا خرجوا:" نحن نتلقى المئات من المدنيين من حي الفاروق والميدان وبعض الأحياء المحيطة بهم في المدينة القديمة، ومعظم الضحايا من النساء والأطفال"، إذ كان هناك بالأمس ثلاثة نساء مرتديات ملابس سوداء وتحتها أحزمة ناسفة، فجّروا أنفسهم وقتلوا العشرات من المدنيين وأصابوا جرحى آخرين.

وأخذ بعض الأشخاص جثث أبنائهم وأفراد أسرهم إلى منازلهم، إذ يتم قتلهم على الفور عند خروجهم من منازلهم لدفنهم، ويقول حسن:" قد حاولت امرأة الهرب مع أطفالها الثلاثة، فقتلت قوات تنظيم "داعش" أطفالها وتركوها لتهرب وهذا حدث منذ يومين فقط في حي صغير يُسمى داتشا بارجا".

وساء مستوى الدمار في الموصل أكثر مما ساء في أية معركة سابقة داخل العراق، ويقول كبار مسؤولي منظمة الأمم المتحدة أن هناك أكثر من 900 ألف شخص فروا هاربين من المدينة وما يزيد عن ثلث هذا الرقم من أشخاص يعيشون في المخيمات، ونقلًا عن ما قيل على لسان ليز غراندي، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق:" مستوى الضرر أعلى بكثير مما توقعنا " إذ تم تدمير ستة مقاطعات بما في ذلك المدينة القديمة بينما تضررت المقاطعات الأخرى بدرجة أكبر أو أقل وسيصبح إصلاح مرافق المياه والكهرباء والرعاية الصحية مكلفة أكثر مما توقعته الأمم المتحدة، ولا يوجد إحصائيات دقيقة بشأن عدد المدنيين المصابين منذ بدء الحصار إلا أن الأمم المتحدة تقول هناك 15 ألف مصابًا خضعوا للعلاج.

ويقول الناس الذين فروا هاربين من المدينة أن قوات تنظيم "داعش" قد حاصرتهم في منازلهم وحذرتهم بإطلاق النار عليهم فور خروجهم من المنزل، مما يجعل الهروب أمرًا صعبًا سواء خوفًا من أن يعتبرهم القوات العراقية  أحد قوات تنظيم "داعش" فيقتلوهم أو مجرد انتحاريين لتمويه النازحين.

yeslibya
yeslibya

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تنظيم داعش يعيش أيامه الأخيرة في مدينة الموصل تنظيم داعش يعيش أيامه الأخيرة في مدينة الموصل



تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 11:38 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

تعرف علي سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الثلاثاء

GMT 00:53 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

منتخب بلجيكا يواصل انتصاراته ويقصي مضيفه الروسي برباعية

GMT 05:20 2018 الأربعاء ,22 آب / أغسطس

تمتعي بروعة الطبيعة في "Marlon Brando" في تاهيتي

GMT 15:18 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

"ميدو" ينتقد الانتقالات في مصر ويرحب برحيل علي جبر

GMT 08:10 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

مستخدمو التواصل الاجتماعي يشنّون حربًا على عائلة ترامب

GMT 07:51 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

عصام الراقي يهنيء زكرياء بلقاضي بعد خروجه من سجن عكاشة

GMT 10:59 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مقبرة جماعية لنساء تعرَّضن للتعذيب على يد "داعش" غرب الموصل

GMT 04:39 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

حورية فرغلي تبدي سعادتها بطرح فيلمها "طلق صناعي"

GMT 04:09 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

أبرز اتجاهات الموضة مع بداية عام 2018

GMT 04:58 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

النجمة التركية "لميس" تقضي الكريسماس برفقة توأمها

GMT 00:58 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

فضل شاكر ينتظر براءته ليُسلم نفسه للسلطات اللبنانية

GMT 02:41 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

حورية فرغلي تبدي سعادتها بعرض فيلمها "طلق صناعي"

GMT 17:36 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

حسبان يقبل استقالات 4 مسؤولين بالرجاء البيضاوي

GMT 10:47 2013 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

كولينز أنيقة ومثيرة في بلوزة شفافة وملابس جلدية

GMT 18:30 2014 الأربعاء ,02 تموز / يوليو

التوأم هناء وصفاء يُصوِّران أغنيَّة "سلام الله"

GMT 04:37 2014 الثلاثاء ,15 تموز / يوليو

الأجواء الرمضانيّة طغت على التشكيلة الجديدة

GMT 01:56 2016 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تعرَف على منزل مصمم الديكور الشهير أنتوني كوليت

GMT 06:38 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

طوني شعيا يعرض فساتين زفاف 2017 بإطلالات أميرية فاخرة
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya