عائلة سورية في حلب تعيش 4 أشهر في قبو تحت الأرض
آخر تحديث GMT 07:17:55
المغرب اليوم -

عائلة سورية في حلب تعيش 4 أشهر في قبو تحت الأرض

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - عائلة سورية في حلب تعيش 4 أشهر في قبو تحت الأرض

لندن ـ سليم كرم

تعيش عائلة سورية منذ أربعة أشهر في حالة فزع داخل سرداب تحت الأرض في حلب هربًا من قذائف الحكومة السورية على المدينة. فقد اضطر أفراد تلك العائلة إلى الاحتماء أثناء الهجوم على المدينة، داخل ورشة سابقة تحت الأرض أسفل البناية التي كانوا يعيشون فيها، وكان منزل العائلة قد تعرض لأضرار جسيمة من جراء القصف المتكرر للمدفعية السورية منذ أن بدأ الصراع بين المقاومة وقوات النظام السوري ، خاصة وأن هذا المنزل هو أحد المنازل التي تقع على الخطوط الأمامية لمدينة حلب. وتقول شبكة "سي إن إن" الأميركية "إن أفراد هذه الأسرة قد عاشوا داخل هذا القبو الحصين تحت الأرض ولم يكن يغادر أفرادها هذا المكان إلا مرة كل أسبوعين من أجل الاستحمام أو استنشاق قدر من الهواء النقي أو رؤية الشمس". وتقول الأم "إن البيت الذي نسكن فيه ضعيف البنيان وأنه آيل للسقوط في أي لحظة". كما تحكي فتاة 20 سنة من أفراد العائلة إلى مراسلة "السي إن إن "الأميركية ما حدث في اليوم الذي قررت فيه العائلة العيش بهذا المكان كملاذ، وقالت "إن الغارات الجوية كانت من حولنا في كل مكان وعلى الفور خرجنا من مسكنا ونحن نهرول إلى أسفل المنزل دون أن نأخذ معنا أي شي ومن حولنا كانت الشظايا تتطاير في كل مكان". وقد رفض الأب أن يمسح لأفراد العائلة بالخروج من هذا السرداب خوفًا على حياتهم، ولكنه كان مضطرًا إلى أن يسمح لابنه بأن يخرج للارتزاق في الخارج من أجل توفير القليل من الطعام لبقية أفراد الأسرة. ويقول الأب لمراسلة "السي إن إن" أروا دامون "إنه وعلى الرغم من أن عائلته فقيرة إلا أنها لا تتخلى عن كرامتها وأنه لا يرغب في يخضع أفراد عائلته تحت رحمة الآخرين. لقد كان على هذه العائلة أن تتعايش مع الظلام في ذلك المكان ولم لديهم سوى مصباح ناري صغير و لا يصل إلى أسماعهم سوى أصوات الحرب الدائرة من فوقهم، وكانت الأم تعاني طوال الليل من كوابيس لا ترى فيها إلا أبناءها وهم موتي. ويقول أحد أفراد العائلة أنه في بعض الأحيان يكون القصف قريبًا جدا من المكان لدرجة أننا كنا نتختق من الغبار الناجم عن تلك الانفجاريات". ويضيف أيضًا "كل ما يمكن أن نقوله هو أننا نعيش كمساجين في سجن" تحت الأرض. أما الوضع فوق الأرض فهو يزداد سوءًا ويبعث على اليأس والإحباط، إذ أن المدينة وضواحيها تواجه أزمة مرتقبة ونقص حاد في إمدادات الغذاء والماء والكهرباء والتدفئة والغاز المستخدم في الطبخ. وقد ارتفع سعر لتر البترول إلى جنيه إسترليني وهو سعر يعادل تقريبا سعره في بريطانيا. و عن فرص العمل فلا وجود لها في ظل هذه الأوضاع، ويحاول أصحاب المحلات بيع مخزون محلاتهم في الوقت الذي يقوم فيه الأطفال بنبش أكوام القمامة المنتشرة في شوارع حلب بحثا عن علب الصفيح التي يمكن بيعها إلى تجار الخردة والمعادن. و يوضح  نشطاء في المعارضة السورية "إن القتال أسفر عن مقتل 30 ألف مواطن خلال 18 شهرًا من القتال ضد نظام الأسد الذي سرعان ما انقلب إلى حرب أهلية". وتقول صحيفة "الديلي ميل" إن الأسد استطاع أن يحتفظ بسيطرته على حلب في ظل التزام العديد من التجار الأثرياء والأقليات في المدينة أثناء الانتفاضة بالحياد خوفا من عدم الاستقرار". وقد تمكن أفراد المقاومة من تصعيد هجماتهم من أجل السيطرة على المدينة وخلال الشهر الماضي شهدت المدينة قتالاً في السوق التاريخي بتلك المدينة العتيقة والذي يعد بمثابة أحد مواقع التراث العالمي. وعلى مدى 18 شهرًا من الانتفاضة السورية ضد حكومة الأسد شهد العديد من المناطق سلسلة من الهجمات الانتحارية التي استهدفت قيادات أمنية وقوات للجيش السوري وباتت تلك الهجمات أمرا شائعا في سورية وخاصة في العاصمة دمشق. إلا أن مثل هذه الهجمات الانتحارية لا تحدث في حلب على عكس بقية المدن الأخرى وخاصة خلال العام الأول من الانتفاضة السورية. وخلال شهر شباط فبراير الماضي ، تعرض اثنين من المراكز الأمنية في وسط المنطقة الصناعية لهجوميين انتحاريين مما أسفر عن مقتل 28 فرد.  

yeslibya
yeslibya

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عائلة سورية في حلب تعيش 4 أشهر في قبو تحت الأرض عائلة سورية في حلب تعيش 4 أشهر في قبو تحت الأرض



تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:14 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

محاضرة بتعاوني جنوب حائل السبت

GMT 23:59 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

مواهب صغيرة تُشارك في الموسم الثاني لـ "the Voice Kids"

GMT 18:15 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيونسيه تسحر الحضور بـ"ذيل الحصان" وفستان رائع

GMT 22:17 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

جمارك "باب مليلية" تحبط عشر عمليات لتهريب السلع

GMT 02:20 2015 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

أصغر لاجئة في "الزعتري" تجذب أنظار العالم لقسوة معيشته

GMT 01:31 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مريهان حسين تنتظر عرض "السبع بنات" و"الأب الروحي"

GMT 02:54 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

مي عمر سعيدة بالتمثيل أمام الزعيم عادل إمام

GMT 18:21 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة فوز الوداد.. الرياضة ليست منتجة للفرح فقط
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya